حاوره: أحمد الشلالي / لا ميديا -
أديب باكرمان صخرة الدفاع في نادي شعب حضرموت سابقاً، لاعب مميز يمتلك كاريزما خاصة جعلته نجم الدفاع الأول مع النوارس بلا منازع، وخليفة النجم الكبير صالح بن ربيعة الذي لعب بجواره لفترة.
بدأ مسيرته الكروية مع الشعب في عام 1994، واستمر معه حتى 2010، وحقق برفقة فريق النوارس بطولة كأس الرئيس عامي 2000 و2006 وكأس الوحدة عام 2008.
ظلم كثيراً في تمثيل المنتخبات الوطنية، رغم تألقه اللافت، وكانت له مشاركة وحيدة مع منتخب الشباب تحت قيادة البرازيلي لوسيانو عام 2000 في تصفيات آسيا.
بعد توقفه دخل عالم التدريب وعمل مساعد مدرب، ثم مدرباً أساسياً مع ناديه الأم الشعب (النوارس المهاجرة)، ويدرب حاليا نادي المكلا الحضرمي.
 مرحبا بك كابتن أديب!
- أهلا وسهلا أخي العزيز وبصحيفة "لا".
 كابتن كيف استقبلت خبر وفاة صديقك ورفيق دربك خالد بن بريك؟!
- خبر وفاة الكابتن خالد بن بريك (رحمة الله عليه)، كان صادماً لي وجاء كالصاعقة، كنت في لحظة ذهول من خبر وفاته ولم أصدق ذلك، ولكن هذه حكمة الله وقدره، والموت بالأسباب. ربي يرحمه ويسكنه فسيح جناته.
 حدثنا عن بدايتك الكروية!
- بدأت اللعب في المدرسة وفي الحارة، ولعبت مع فريق الصمود واستقررت في فريق الأهرام بحي أكتوبر، وبعدها تم اختياري لفئة الشباب بنادي شعب حضرموت، ليتم بعدها تصعيدي للفريق الأول عام 1994.

مشاركة وحيدة
 رغم تألقك وبنيتك الجسمانية الجيدة إلا أنك كنت بعيداً عن المنتخبات الوطنية، ما السبب؟!
- شاركت مع منتخب الشباب في تصفيات الطائف، وكان حينها المدرب البرازيلي لوسيانو ومساعده الكابتن عبدالله باعامر.
 منذ توقفك عن الركض خلف الكرة، دخلت عالم التدريب بشكل متأخر...؟!
- بالعكس، بعد توقفي نهائياً عن معشوقتي كرة القدم أسندت لي مهمة إداري الفريق الأول لكرة القدم بنادي شعب حضرموت، وبعدها تم تعييني مساعداً للمدرب.
وفي الموسم 2013/2014، تم تعييني مدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي شعب حضرموت، وحينها كان النادي يلعب جميع مبارياته خارج محافظة حضرموت، وتحديداً في الحديدة باعتبارها أرضنا، ومع هذا حققنا المركز السابع في الترتيب العام للدوري، وأيضا حققن الكثير من البطولات الأخرى.

فرق كبير
 كيف تقارن بين جيلكم والجيل الحالي؟
- أكيد هناك فرق كبير. في الفترة السابقة كان جيلنا يلعب بدون مقابل، ويلعب بروح الانتماء للنادي، دون الالتفات للمادة.
أما الجيل الجديد وجدت لهم كل السبل المتاحة، وفي ظل الاحتراف ووجود المال تقدر إدارة أي نادٍ استقطاب لاعبين جدد، ولكن يأتي اللاعب للمادة وبدون انتماء للنادي، وهنا المشكلة.
 شعب حضرموت بطل التنشيطي الأخير، وفي حال صدق الاتحاد وأقيم الدوري، هل يستطيع هذا الفريق انتزاع اللقب؟
- أتمنى أن يحافظ الشعب على مكانته وأن يكون بطل الدوري، وليست غريبة عليه أن يكون بطل الدوري طالما قد حققها سابقا.

الوساطة أولاً
 أين لاعبو حضرموت من قائمة المنتخبات الوطنية؟ ولماذا هم قلة في السنوات الأخيرة؟!
- الكلام كثير عن هذا الموضوع، ولكني سأختصر لك: اللعب مع المنتخب يتم بالمحسوبية، بمعنى إذا عندك واسطة.

المنتخب ضعيف
 كيف وجدت مشاركة منتخبنا الأول في التصفيات المزدوجة؟
- أكثر المشاركات للمنتخب ضعيفة، وذلك بسبب انعدام الأنشطة وتوقف بطولات الدوري منذ 6 أعوام.
وكان بالإمكان أفضل مما كان، لو وجدت لدى القائمين على الرياضة رؤية واستراتيجية واضحة وخطط طويلة المدى وتركت مسائل اختيار اللاعبين على عاتق المدربين، هنا ستكون مشاركة المنتخب قوية وسيكون منتخبنا رقماً صعباً أمام المنتخبات الأخرى.
 نحن البلد الوحيد الذي نستعد متأخرين لأي مشاركة، بينما الآخرون يعسكرون قبلنا بشهور... إلى متى؟!
- المشكلة هنا كما ذكرت سابقاً، لا توجد رؤية واضحة لدى القائمين على رياضتنا.
 طيب كيف نصنع منتخباً منافساً وقوياً وليس منتخباً للمشاركة وتأدية الواجب؟
- الجواب السابق نفسه: إذا وجدت الرؤية ووضعت خطط طويلة وليست قصيرة المدى.
 تسع مشاركات في دورات الخليج ولم نستطع إحراز فوز... متى نتخلص من هذا الوضع المخزي؟
- مشكلتنا بكل مصداقية هي في القائمين على رياضتنا، هم دائما متأخرون في هذا الجانب، وهمهم المشاركة فقط لا غير، وهذا للأسف لا يصب في مصلحة منتخباتنا بشكل خاص والكرة اليمنية بشكل عام.
 لكن كان هناك منتخبات نهزمها بالخمسة والستة وأصبحنا اليوم نخشى مواجهتها، أين الخلل؟
- كلامك صحيح كان منتخبنا قوياً في الفترات الماضية، وكان خصماً قوياً أمام باقي المنتخبات، بل وأفضل من منتخبات الخليج التي هي اليوم أفضل منا، والسبب يعود لعدم اختيار اللاعبين الجيدين من خلال البطولات، وعدم وجود معسكرات خارجية وعمل مباريات ودية مع منتخبات قوية للاحتكاك والاستفادة منها.

فوائد الاحتراف
 لدينا محترفون خارجيا، برأيك هل أفادوا المنتخب؟
- المحترفون سيفيدون المنتخب بدون شك، فهم أكثر جاهزية تماماً من اللاعبين المحليين، لكن المشكلة أن اللاعب المحترف يأتي قبل انطلاق البطولة بفترة قصيرة ويلتحق بزملائه الآخرين الذين ينقصهم الكثير من اللياقة البدنية نتيجة عدم وجود دوري داخلي يساعدهم على ذلك، وأيضا انعدام إجراء مباريات ودية للمنتخب كي تتضح للمدرب مكامن الخلل والعمل على حلها.

تقصير القائمين على الرياضة
 نمتلك مواهب كروية في المهجر، لماذا لا نستفــــيد منهــا؟ ومن يتحمل مسؤولية ذلك؟!
- كثير من اللاعبين الشباب مواهب سافروا للخارج لأجل العمل وإيجاد لقمة العيش. كان بالإمكان الاستفادة منهم عبر التواصل معهم وتذليل الصعاب أمامهم للمشاركة مع المنتخب، ولكن هناك تقصير من قبل القائمين على رياضتنا في هذه المسألة.  

عدم اهتمام
 منتخبات الفئات السنية تقدم نتائج جيدة، لماذا لا يتم الاهتمام بها حتى تكون رافداً للمنتخب الأول؟
- منتخباتنا السنية دائما تقدم مستويات جميلة وممتعة وتتقدم خطوات في الترتيب، ولكن دائماً وبعد كل بطولة يتم نسيانهم، والمفروض أن يتم الحفاظ على هذا الجيل والاستمرار في عمل نشاط مستمر من فترة لأخرى والاستفادة منهم تدريجياً لمنتخبات الشباب والأولمبي والأول.
 لماذا اللاعبون اليمنيون لا يعمرون كثيراً مثل نظرائهم في بقية العالم؟
- هناك فوارق واضحة، اللاعب اليمني تنتهي مهمته بعد انتهاء البطولة، سواءً كانت محلية أو دولية، لأنه لا يوجد من يهتم بهم.
 منتخبنا الوطني يتراجع 7 مراكز في تصنيف الفيفا الأخير ليحل في المرتبة الـ152، كيف نعالج ذلك؟!
- باستراتيجية ورؤية ووضع خطط طويلة المدى، وبها سنقدر أن نعود أفضل مما كنا عليه سابقاً.

الأجنبي الأفضل
 تعاقد اتحاد الكرة مع المصري طارق العشري لتدريب المنتخب، برأيك من الأنسب المدرب الأجنبي أم المحلي؟!
- في هذه المرحلة أكيد الأجنبي، متى ما تم تقديم وتوفير كل احتياجاته وعدم التدخل في عمله، هنا نقول إن المنتخب بخير. لا نقلل من المدربين المحليين، فهناك مدربون خاضوا تجارب ناجحة مع المنتخب، ولكن يحتاجون إلى الدعم وإعطائهم دورات تدريبية تساعدهم في أعمالهم التدريبية، وأتمنى لمدربينا الوطنيين التوفيق والنجاح.
 هل أنت مع بقاء اتحاد الكرة أم مع رحيله؟!
- أنا مع الذي سيحرك النشاط ويعيد عجلة الرياضة إلى عهدها السابق، مع من لا يخلط السياسة بالرياضة.

لن أرد
 الخلاف الذي حصل بين النونو والاتحاد، كيف تراه من وجهة نظرك؟!
- المشكلة التي حدثت بين اتحاد الكرة والكابتن علي النونو سمعت عنها في مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يمكنني الرد عليها، ومن وجهة نظري إذا كانت هناك مشكلة بينهم كان يجب حلها داخل اتحاد الكرة وعدم خروج أي مشكلة كانت عبر التصريحات في مواقع التواصل الاجتماعي، لأن ذلك سيسبب إرباكاً داخل المنظومة كاملة، ونتمنى ألا تتكرر مثل هذه الإشكالات مرة أخرى.
 في ختام الحوار هل من إضافة؟!
- لا أنسى أنني فقدت صديقي الغالي الكابتن خالد صالح بن بريك، سائلاً الله أن يتغمده بواسع رحمته. وأشكرك أخي أحمد على إتاحة الفرصة لي بهذا الحوار، والشكر والتحايا موصولة أيضا لصحيفتكم الموقرة "لا".