لا ميديا -
محمّد حسن بحيص المعروف بــ”أبو حسن قاسم” هو أحد قادة الكتيبة الطلابية "كتيبة الجرمق" بعملياتها المشهورة وكان هو ورفيق دربه باسم سلطان التميمي أبرز وأنشط مساعدي خليل الوزير في القطاع الغربي الذي يدير المقاومة الفلسطينية في الداخل، وأحد مؤسسي سرايا الجهاد. 
ولد محمّد حسن بحيص في محافظة الخليل عام 1944، وفيها درس المرحلة الثانوية، ونال درجة البكالوريوس في التجارة من جامعة الإسكندرية عام 1967، وفي العام نفسه انضم لحركة فتح وكان ضمن أول دورة أمنية عسكرية تتلقى تدريبها في مصر بعد هزيمة 1967. التحق بـ”جهاز الأرض المحتلة” عام 1971، حيث أسند إليه قائده كمال عدوان مهمّة تأسيس قسم المعلومات في الجهاز. كما عمل مع رفيقه حمدي التميمي على تأسيس لجنة تنظيم 77 وهي إحدى أذرع الجهاز، وفي تلك المرحلة شارك في إرسال عدد من المجموعات الفدائية إلى فلسطين في ما عُرف بـ”دوريات الأرض المحتلة”.
أثناء عمله في التنظيم الطلابي التابع لحركة فتح في لبنان أسس مع رفاقه الكتيبة الطّلابيّة التي عُرفت في ما بعد بـ"كتيبة الجرمق"، وأصبح عضوًا في المجلس العسكري لفتح، وكان له دورٌ في المعارك التي خاضتها المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني في منطقة جنوب لبنان منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث أسهم في التصدي للاجتياح الصهيوني للبنان في بنت جبيل ومارون الراس عام 1978، وقلعة الشقيف (1982).
أسس بحيص مع حمدي التميمي وآخرين "سرايا الجهاد الإسلامي" بداية ثمانينيات القرن الماضي، وهو إطار فلسطيني مقاوم ركَّز على استقطاب عناصر من التيار الإسلامي، وشارك في التخطيط لعدد من عمليات المقاومة ضد أهداف صهيونية مثل عملية حائط البراق، وباب المغاربة عام 1986، ومحاولة تفجير مبنى رئاسة الوزراء الصهيونية بعملية استشهادية عام 1987.
ظل أبو حسن متمسكًا بفكرة تحرير فلسطين، وعارض إقرار منظّمة التّحرير الفلسطينيّة برنامج النّقاط العشر، وتوجهاتها نحو التسوية، واعتبر ذلك انقلابًا على مبادئها وأهدافها، ونادى بضرورة بقاء مهمّة الثّورة الأساسية هي الكفاح المسلّح ضدّ الاحتلال، ووجه جهده نحو تفعيل المقاومة داخل الأرض المحتلة.
عانى كثيرا في مسيرته النضالية، واضطر للعيش متخفيًا مدة طويلة فقد ظل على قائمة اغتيالات الموساد الصهيوني حتى استشهاده.
في 14 شباط 1988 كانت قبرص تشهد إعادة مائة مبعد عن الأرض المحتلة بواسطة “سفينة العودة”، واستأجرت منظمة التحرير طائرتين من نوع “جامبو” لنقل الوفود المشاركة والصحفيين؛ فغادر هو وباسم سلطان التميمي إلى قبرص، حيث ينتظرهما مروان كيالي، وكان الموساد قد فخخ سيارة الكيالي التي استقلها القادة فانفجرت واستشهد ثلاثتهم.