شورى حسن / مرافئ -
- كم أكره هذا الكرسي العجوز الذي يبدو أنه من عهد الفراعنة! 
- وأنا كذلك! 
- هل أخذت رأيك؟ 
- لا.. لكني أحب أن أقول رأيي دائما! 
- هيه.. أحدهم قادم، اصمتوا!
انفتح الباب، أسرعت لتأخذ محفظة النقود، تركت الباب يرتطم بقوة ليلعن اليوم الذي أصبح فيه الباب الرئيس. 
عادت الحركة من جديد. من في الزاوية تلك الضيفة الجديدة ذات اللون السماوي أرادت أن تتخلص من المروحة الكهربائية وصوتها المزعج. لم يسمح لها مخزن الأدوية بذلك. حنفية الماء أيضاً تريد النوم دون إزعاج، تمنت أن لها يدين لتكسر كل ما هو كهربائي يزعج سكونها. حتى الماء لم تعد تسمح له بالمرور لتجعل أصحاب المنزل يتساءلون: لماذا الماء منقطع دوماً؟! أما الفرن فقد حاول الهروب من نافذة المطبخ، لكنه لم يفلح لكبر حجمه وصغر النافقة. 
قرع أصواتها يزعج أثاث المنزل كاملاً: الملاعق، فخروج من في المنزل فرصة لها تتراقص في كل زواياه. كذلك معجون الأسنان لا تتركه إلا وهو هزيل، سرير الغرفة يعتبر الحكيم الذي يلجؤون إليه ليصلح بينهم. من تحب الراحة والتكاسل تغادر لتنام في الحديقة. فقد أصبحت المكنسة هزيلة لكثرة استعمالها، حدث شجار كبير بين الكبريت وأواني المطبخ لعدم موافقة الكبريت على إشعال الغاز، فاجتمع كل الأثاث إلى باب المطبخ ليشاهدوا العرض الجديد. 
وماذا سيحدث؟ لم يلبث الشجار أن اقترب من ناقوس الخطر حتى انفتح الباب الرئيس، ليفر الأولاد كالفئران كلا إلى غرفته، وقد قرروا ألا يلعبوا تلك اللعبة مرة أخرى.