خاص / مرافىء -

إعلامي من رعيل الثورة، وصاحب مسيرة إذاعية حافلة بالعطاء امتدت لما يربو على 4 عقود.
ولد الإعلامي والإذاعي والشاعر الكبير أحمد عبد الرحمن العماري عام 1939 بمديرية يريم التابعة لمحافظة إب. تلقى تعليمه الأولي في كتاتيب منطقته، ثم التحق بالمدرسة العلمية في صنعاء، حيث درس القرآن الكريم وعلومه والحديث والتفسير والنحو واللغة.
التحق العماري بالعمل في إذاعة صنعاء عام 1955، معداً ومقدماً للعديد من البرامج. كان أول عمل إذاعي له برنامج «أحاديث للإذاعة». كما أعد الكثير من البرامج الدينية، منها برنامج «الندوة الدينية»، و«الدين والحياة»، وبرنامجه الشهير «فتاوى» الذي بدأ يعده منذ مطلع السبعينيات، وكان يقدمه الإذاعي الشهير عز الدين تقي. استمر العماري في إعداد ذلك البرنامج حتى أحيل إلى التقاعد في 1998. 
كان يكلف باستعراض بعض المسلسلات والبرامج الإذاعية الدينية من حيث اللغة والمفهوم الديني، لما كان يتمتع به من بصيرة لغوية وثقافة دينية عالية. 
تقلد العديد من المهام، منها مدير البرامج الدينية في إذاعة صنعاء. وشارك في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر الخالدة وعن النظام الجمهوري. كما شارك في فك حصار صنعاء من خلال موقعه في الإذاعة وعمله مع زملائه وصمودهم الأسطوري، بالرغم من القذائف التي كانت تنهال عليهم ليل نهار طيلة ملحمة السبعين يوماً. 
كتب الكثير من القصائد الغنائية والأناشيد الوطنية، نحو: «حطمت القيود» و«نحن جنود العاصفة». ومن أبرز ما كتبه العماري أنشودة «في ظل راية ثورتي»، التي اعتمدت نشيداً وطنياً لـ«الجمهورية العربية اليمنية» حتى الثاني والعشرين من مايو 1990، عند قيام الوحدة. ومن منا لا يتذكر كلمات تلك الأنشودة بلحنها الخالد للفنان الكبير علي بن علي الآنسي، والتي صدحت بها المدارس والمصانع والمعسكرات في شتى ربوع شمال الوطن حينها؟!
 كما غنى له العديد من كبار الفنانين اليمنيين، بالإضافة إلى الآنسي، أمثال الفنان محمد حمود الحارثي، الذي غنى له «هذه أرضي وهذا موطني» و«هتف الزمان» و«سيظل شعبي صامدا» و«إرادة أمة»، وكذلك الفنان علي عبد الله السمة الذي غنى له «ثورة الشعب الأبي» و«بوركت يا شعب اليمن». 
ومثلما كتب العماري وأبدع في الأناشيد الوطنية، كتب أيضاً التوشيحات الدينية، نحو: «ابسط لنا الخير»، «يا إلهي تب علينا»، «رمضان أطل على الدنيا»، «إلهي أنت ذخري»، «صلوا على من كان زين الوجود»، «تباركت يا أعظم الخالقين»، «الكون يسبح لله»... وغيرها.
مُنح العديد من الأوسمة وشهادات التقدير، منها وسام السبعين ووسام حرب صيف 1994. وبعد مسيرة حافلة بالعطاء ونكران الذات توفاه الأجل في 7 أكتوبر 2003.