طلقة حرِّيـــــــة
- تم النشر بواسطة لا ميديا / مرافئ
في وجه الغزوة الثالثة
عبد الله البردوني -
حَسَناً.. إنما المهمَّةُ صَعْبَةْ
فليكنْ ولنمتْ بكلّ محبةْ
يُصْبحُ الموتُ موطناً حينَ يُمسي
وطنٌ أنتَ منهُ أوحشَ غربةْ
حين تُمسي من هضبةٍ بعضَ صَخْرٍ
وهي تنسى أنّ اسمَها كانَ هضبةْ
فلتُصلِّبْ عظامَنا الأرضُ يدري
كلُّ وحشٍ أنَّ الفريسة صلبةْ
ولنكنْ للحِمى الذي سوفَ يأتي
من أخاديدنا جُذوراً وتربةْ
مبدعاتٌ هيَ الولاداتُ لكنْ
موجعاتٌ، حقيقةٌ غيرُ عذبةْ
ولماذا لا تبلعُ الصوتَ؟ عفواً
مَنْ توقّى إرهابَهُمْ زادَ رهبةْ
كيفَ نستعجلُ الرصاصَ ونخشى
بَعْدَ هذا نباحَ كلبٍ وكلبةْ
هلْ يَردُّ السيولَ وحْلُ السواقي؟
هل تدَمّي قوادمَ الريحِ ضربةْ؟
أنتَ من موطنٍ يريدُ ينادي
مِنْ دمِ القلبِ للمهماتِ شَعبهْ
اتفقْنا.. ماذا هناكَ؟ جدارٌ
بلْ جبينٌ عليهِ شيءٌ كقبةْ
ربّما هرةٌ تُلاحِقُ فأراً
ربما كانَ طائراً خلفَ حبةْ
إنما هلْ يَرى التفاهاتِ حيٌّ
تلتقي أحْدَثُ الخطوراتِ قُرْبَهْ؟
هل تَرى مِنْ هناك غزواً يقَوّي
قَبْضتيهِ يحدُّ مليون حربةْ؟
يجتذي «البنكنوتَ» يُومي إليهِ
وعليهِ مِن البراميلِ جُبةْ
إنّهُ ذلكَ الذي جاءَ يوماً
وإلى اليومِ فوقنا مِنْهُ سُبةْ
قبلَ عامٍ وأربعينَ اعْتَنَقْنا
فوقَ أبها عناقَ غيرِ الأحبةْ
والتقينا به بنجرانَ حيناً
والتقينا بقلبِ جيزانَ حقبةْ
والتقينا على الوديعَةِ يوماً
والمنايا على الرؤوسِ مكبةْ
جاءَ تلكَ البقاعَ خُضْنا، هربْنا
وهيَ تَعْدُو وراءَنا مشرئبةْ
إنها بعضُ لحمِنا تَتَلوَّى
تحتَ رجليهِ كالخيولِ المُخبةْ
في حَشَاها منّا بذورٌ حَبالى
وجذورٌ ورْديّةُ النّبْضِ خصبةْ
ما لَهُ لا يَكِرُّ كالأمسِ؟ أضحَتْ
بينَ مَنْ فوقَنا ونَعليْهِ صُحبةْ
إنهمْ يَطْبخونَنا كْي يَذُوقوا
عندما يُنْضِجُونَنا شرَّ وجبةْ
خَصْمُنا اليومَ غيرَهُ الأمسِ طَبْعاً
البراميلُ أمركتْ شيخَ ضَبةْ
عِنْدَهُ اليومَ قاذفاتٌ ونفطٌ
عندنا موطِنٌ يرى اليومَ درْبهْ
عِنْدَهُ اليومَ خبرَةُ الموتِ أعْلى
عندنا الآنَ مهنةُ الموتِ لعبةْ
صارَ أغْنى، صِرْنا نرى باحتقارٍ
ثروةَ المعتدي كسروالِ قحبةْ
صارَ أقوى فكيفَ نقوى عليهِ
وهوَ آتٍ؟ نمارسُ الموتَ رغبةْ
وندمِّي التلالَ تغلي فَيَمْضي
كلُّ تلٍّ دامٍ بألفينِ رُكبةْ
ويُجيدُ الحصى القتالَ ويدري
كلُّ صخرٍ أنَّ الشجاعةَ درْبَهْ
يَصْعُبُ الثائرُ المضَحّي ويقوى
حينَ يدري أنَّ المهمةَ صعبةْ
فبراير 1975م
المصدر لا ميديا / مرافئ