حاوره: طلال سفيان / لا ميديا - 

منذ نعومة أظافره تعلق بالساحرة المستديرة. طفل صغير تجسدت فيه المهارة بأزهى صورها.
ثم كان الشاب الذي اعتلى قمة زخمه الكروي مثبتاً على أرضية الملعب راية التحدي كمهاجم خطير لا ند له.
16 عاماً كان فيها الكوبرا متعطشاً للفوز، ولم تتوقف قدماه عن الركض. سجل مع ناديه الزهرة (نادي 22 مايو حالياً) ومع المنتخبات الوطنية من صغيرها حتى كبيرها عشرات الأهداف الممتعة في شباك الخصوم. من لا يتذكر لحظة فوز منتخبنا الأول على كمبوديا بنتيجة كبيرة قوامها 7 أهداف في تصفيات القارة الصفراء المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1998 في فرنسا؟! يومها سجل هذا المهاجم الخطير 4 أهداف مازالت حتى اليوم مسجلة باسمه كأول لاعب يمني يسجل 4 أهداف دولية في مباراة واحدة.
إنه عمر عبدالحفيظ، النجم الفلتة في عصر الكبار، الذي ألهب قلوب المشجعين متعة وعشقاً، يعود اليوم بعد احتجاب طويل لورق الملعب متحدثاً لـ"لا الرياضي" عن أبرز محطاته الكروية.
 بعد غياب طويل، نرحب بك كابتن عمر في ملحق "لا الرياضي"!

- أهلا بكم أخي طلال وبصحيفة "لا" وبالقراء الأعزاء.
 يا ليت تحدثنا عن بدايتك مع لعبة كرة القدم؟
- بدايتي كانت في الحارة ثم المدرسة، وفي العام 1986 انضممت لناشئي نادي الزهرة، وفي العام التالي تم تصعيدي للفريق الأول بالنادي.

فريق الزمن الجميل
 مسيرة طويلة مع نادي الزهرة لعبت فيها مع نجوم عمالقة. كيف كانت تلك الحقبة؟
- نعم، كان شعوراً جميلاً أن تكون ضمن هذا الفريق الذي كان يضم مجموعة كبيرة من اللاعبين الكبار أمثال أمين السنيني وخالد الناظري وعبدالحكيم زايد وعبدالواحد عتيق وجمال الأسدي وعبدالحكيم الكندي وعبدالكريم النعامي وبسباس والذاري ويحيى القليسي وشقيقيَّ باسم وبهاء.

مع المنتخبات
 أيضاً كنت من أبرز النجوم الذين ارتدوا فانلة المنتخب الوطني بمختلف فئاته. كيف جاء اختيارك أول مرة للمنتخبات؟
- أول مرة تم اختياري للمنتخبات الوطنية كان مع منتخب الناشئين، وخضنا تصفيات كأس آسيا عام 1988 في دولة الكويت، ثم مع منتخب الشباب في تصفيات كأس آسيا للشباب في الإمارات عام 1989، وأحرزت في هذه التصفيات هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة من المباراة ضد المنتخب الإماراتي. كما شاركت في كأس فلسطين في العراق وأحرزت في هذه البطولة هدفين.

أغلى هدف
 ما هي المباراة الأفضل لك؟ وأيضاً ما هو أفضل هدف سجلته؟
- أفضل مباراة على المستوى المحلي، كانت أمام أهلي صنعاء موسم 95/96 وانتهت بفوزنا بهدف نظيف أحرزته في آخر دقائق اللقاء. وأجمل أهدافي المحلية في مرمى شمسان في عدن الدوري التصنيفي موسم 90/91، وعلى مستوى المنتخبات، الأجمل في مرمى المنتخب القطري في الدوحة، والأغلى هدف التعادل في مرمى المنتخب الإماراتي.
 كنت من أخطر المهاجمين. لمن يعود الفضل بصقل مهارتك؟
- الفضل في صقل موهبتي بعد الله عز وجل يعود للمدربين طه الجحدري والمرحوم الكابتن أنور غفوري والكابتن سالم عبدالرحمن والكابتن علي صالح عباد والمدرب البرازيلي أحمد لوسيانو والمدرب العراقي حازم جسام.

عروض قوبلت بالرفض
 لم تخرج عن إطار نادي الزهرة رغم أن فترة التسعينيات شهدت حركة تنقلات للاعبين...؟
- لم ألعب لأي نادٍ آخر غير الزهرة، رغم أني تلقيت عدة عروض، منها من نادى الهلال بالحديدة موسم 92/93، وأهلي صنعاء موسم 93/94، إلّا أن إدارة النادي كانت متمسكة بي ورفضت فكرة انتقالي لنادٍ آخر، مما أدى إلى عدم مشاركتي مع الفريق في أكثر من موسم.

وقت استثنائي
 بهاء وباسم وعمر، ما الذي أضافه الأشقاء الثلاثة للكرة اليمنية؟
- مشاركتي مع شقيقيَّ باسم وبهاء، كانت وقتها أمراً استثنائياً وحماسياً، بل ومثل تحدياً لنا، حيث أعطينا خلالها الكثير من الجهد والعطاء والوفاء لنادي الزهرة والمنتخبات الوطنية.

الدمج لم يؤتِ ثماره
 ما رأيك بفكرة دمج الأندية؟ وهل أخذ الدمج تاريخ واسم الزهرة، النادي؟
- بالنسبة لموضوع الدمج، الفكرة كانت إيجابية والأغلبية في الزهرة كانت مع الدمج، وكان منتظراً أن يترتب على هذا الاندماج ولادة نادٍ نموذجي وصرح رياضي يعتلي سلم منصات الترتيب في جميع المنافسات الرياضية والثقافية والاجتماعية، لما يمتلكه من مقومات وإمكانيات كبيرة، سواء من الناحية البشرية أم الناحية المادية، إلا أنه وللأسف الشديد لم نرَ ذلك، لكن نأمل أن يتحقق في المستقبل.

الجيل الحالي لا يقارن بالسابق
 ما الفرق بين جيل عمر عبدالحفيظ والجيل الذي سبقه، والجيل الذي جاء بعده، جيل اليوم؟
- جيلنا هو امتداد للجيل السابق بنجومه الكبار الذين تميزوا بالموهبة والعطاء والوفاء والأخلاق وحب الجماهير لهم. بالنسبة للجيل الحالي رغم ظهور بعض المواهب إلا أنه لا يقارن بالأجيال السابقة.
 لماذا ابتعدت بعد اعتزالك عن العمل في المجالين الإداري والفني؟
- يعود سبب ابتعادي عن الوسط الرياضي بشكل عام إلى انشغالي بالوظيفة.

مصور في الملعب
 مشهد مازال عالقاً في ذاكرتك؟
- موقف طريف، خلال مباراتنا أمام المنتخب الكمبودي في التصفيات الآسيوية لنهائيات كأس العالم فرنسا 1998 في صنعاء، فوجئ الجميع بدخول المصور التلفزيوني إلى أرضية ملعب علي محسن المريسي في اللحظة التي كنت أستعد فيها لتسديد ركلة الجزاء في مرمى الحارس الكمبودي.

وضع مأساوي
 كيف تشخص حال الكرة اليمنية في الوقت الحالي؟
- وضع مأساوي، نتيجة الحروب والأوبئة والأزمات. والحقيقة الوضع الكروي في بلادنا صعب في ظل هذه المعطيات.
 ما هي الرسالة التي تحب أن توجهها اليوم للمجتمع الكروي والرياضي في الوطن؟
- رسالتي للمجتمع الرياضي والكروي: الرياضة هي المتنفس الوحيد للجماهير والشعب اليمني، خاصة كرة القدم، عليكم جميعاً أن تعملوا وتحافظوا على هذا الأمر وإعادة روح التنافس الشريف ونبذ الخلافات والمهاترات.
 كلمة يختتم بها الكابتن عمر عبدالحفيظ اللقاء...؟
- أشكرك أخي العزيز، وأشكر صحيفتكم على هذه المقابلة، وأتمنى لكم دوام التوفيق والنجاح.

 بطاقــــة نجـــم

- عمر عبدالحفيظ العريقي
- مواليد: 1972.
- متزوج وأب لأربع بنات.
- بكالوريوس محاسبة كلية التجارة جامعة صنعاء.
- موظف في مصلحة الضرائب.
- سنوات اللعب: 16 عاماً مع نادي الزهرة (22 مايو حالياً)، ومع المنتخبات الوطنية.
- المركز: مهاجم
- رقم الفانلة: في النادي (11) وفي المنتخبات (10 و11 و7).
- عدد الأهداف: مع النادي 139 هدفاً ومع المنتخب 12 هدفاً.