تسبب الهجوم الذي شنه الجيش اليمني على منشأتي بقيق وخريص التابعتين لشركة أرامكو السعودية، والذي يأتي في إطار سياسة توازن الردع، في ارتفاع أسعار النفط بأكبر وتيرة منذ عام 1991.
وقال مصدران مطلعان على عمليات شركة أرامكو السعودية لـ«رويترز» إن عودة إنتاج النفط السعودي بشكل كامل إلى الوضع الطبيعي قد تستغرق شهورا، وكانت تقديرات سابقة أشارت إلى أسابيع.
وصعدت أسعار النفط بنسبة 20% قبل أن تنخفض عن ذلك المستوى المرتفع. وكانت هذه القفزة خلال الجلسة هي أكبر زيادة منذ حرب الخليج عام 1991.
وذكرت مصادر اقتصادية أمس أن وحدة التجارة التابعة لشركة أرامكو النفطية السعودية تطلب منتجات نفط للتسليم الفوري بعد الهجمات الأخيرة على منشآتها شرق المملكة.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين تجاريين قولها إن «أرامكو للتجارة أصدرت استفسارات بشأن تسليم شحنات ديزل»، فيما صرح مصدر ثالث بأن الشركة «قد تكون اشترت شحنتين من وقود الديزل الذي يحتوي على نسبة كبريت منخفضة جداً، ولكن لم يتسن تأكيد ذلك على الفور».
وفي وقت سابق، توقعت شركة «إنرجي أسبكتس» للاستشارات أن تصبح السعودية «مشتريا كبيرا لمنتجات النفط بعد الهجمات الأخيرة على شركة أرامكو»، والتي أجبرتها على وقف أكثر من نصف إنتاجها من الخام وبعض إنتاج الغاز.
وأضافت الشركة: «فاقد الغاز أثر على عمليات المصافي، وربما خفض معدلات الاستهلاك بها بمقدار مليون برميل يوميا، ما يوفر خاما متوسطا وثقيلا للتصدير».
وقال متعاملان، نقلا عن بيانات لشركة أبحاث النفط «آي.آي.آر»، إن العمليات في مصفاتي النفط والبتروكيماويات السعوديتين ساسرف وبترورابغ تقلصت بما يصل إلى 40%.
ورجحت أن «تشتري شركة النفط الحكومية أرامكو السعودية كميات كبيرة من البنزين والديزل وربما زيت الوقود، بينما تخفض صادراتها من غاز البترول المسال».

السعودية تغلق خط الأنابيب إلى البحرين
كما نقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين، أن السعودية أغلقت خط أنابيب النفط الخام إلى البحرين بعد الهجمات التي شنها الجيش اليمني على «أرامكو».
وقال أحد المصادر إن خط الأنابيب الذي ينقل ما بين 220 ألفا و230 ألف برميل يوميا من الخام العربي الخفيف من شركة النفط السعودية «أرامكو» الحكومية إلى شركة «بابكو» البحرينية، أغلق بعد هجوم السبت الذي قلص إنتاج الخام الخفيف.
وقالت المصادر إن «بابكو» تعمل على تأمين السفن لجلب نحو مليوني برميل من الخام السعودي نتيجة لإغلاق خط الأنابيب.

الرياض تدرس تأجيل طرح «أرامكو» للاكتتاب العام
من جهتها، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، نقلا عن مصادر، أن الرياض تدرس تأجيل طرح «أرامكو» للاكتتاب العام، وذلك بعد تعرض منشآت نفطية تابعة للشركة السعودية لهجمات السبت الماضي.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن الهجمات على منشآت النفط السعودية تشكل عنصرا جديدا من المخاطر للمستثمرين الدوليين، الذين يأملون المشاركة في طرح أسهم «أرامكو» العام الأولي.
وتستعد «أرامكو» للاكتتاب العام على مرحلتين، تأمل من خلالهما في جمع 100 مليار دولار، وستقوم الشركة بطرح أسهمها للاكتتاب في البورصة السعودية أولا، على أن يتم بعد ذلك إدراج أسهمها في البورصات العالمية.
ووفقا لأشخاص مطلعين، فإن الهجمات من الممكن أن تؤثر على تقييم قيمة الشركة، إذ تزعزع ثقة المستثمرين في قيمة الاستثمار في «أرامكو» على المدى الطويل.

 توقعات بارتفاع برميل النفط إلى 75 دولارا
من جانبه، أعلن بنك «غولدمان ساكس» أن تعطل إنتاج السعودية النفطي لمدة تتجاوز 6 أسابيع قد يدفع سعر «برنت» لتجاوز 75 دولارا للبرميل، رغم أن مدى تأثير الهجوم الذي استهدف «أرامكو» لم يتحدد بعد.
وأضاف البنك الأمريكي أن تعطل الإنتاج لهذه المدة في ظل المستويات الحالية لن يؤدي إلى زيادة أسعار النفط فحسب، بل سيؤدي أيضا إلى السحب من الاحتياطات النفطية الاستراتيجية «بكميات كبيرة بما يكفي لسد مثل هذا العجز لعدة أشهر، وإبقاء الأسعار على مستوياتها الحالية».

أسهم أوروبا تهبط بفعل الهجمات
وهبطت الأسهم الأوروبية، أمس، بعد 4 جلسات متتالية من المكاسب، إذ تراجع إقبال المستثمرين على المخاطرة بسبب الهجمات على منشآت سعودية للنفط في بقيق وخريص.
وتسببت الهجمات التي شنها الجيش اليمني واللجان الشعبية باستخدام طائرات مسيرة، السبت، في خفض إمدادات النفط العالمية بأكثر من 5%، مما رفع أسعار الخام بما يصل إلى 19%، ودفع مؤشر النفط والغاز للارتفاع 3%.
ووفقا لوكالة «رويترز»، فقد انخفضت أسهم قطاع الطيران، إذ نزلت أسهم «رايان إير» القابضة و«إير فرانس» و«إيزي جت» بأكثر من 4%.
وأظهرت بيانات تعمق التباطؤ الاقتصادي للصين في أغسطس، إذ نما الإنتاج الصناعي بأضعف وتيرة في 17 عاما ونصف العام في ظل تزايد الضغط التجاري من الولايات المتحدة وتراجع الطلب المحلي.
ونزل المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.5% بحلول الساعة 0710 بتوقيت جرينتش، مع تراجع الأسهم الألمانية الحساسة لقضايا التجارة 0.6%.
وسجل المؤشر «فايننشال تايمز 100» البريطاني أقل الخسائر، إذ تراجع 0.07%، مدعوما بارتفاع في أسهم شركتي النفط الكبيرتين «بي.بي» و«شل».

ترامب: نحن على أهبة الاستعداد للردّ
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يرى في السعودية مجرد بقرة حلوب، والذي تأثرت مصالح بلاده والكيان الصهيوني من الهجوم على «أرامكو»، أعلن أنّ الولايات المتحدة «على أهبة الاستعداد» للردّ على الهجوم الذي استهدف البنية التحتيّة النفطيّة السعوديّة.
وقال ترامب على «تويتر» إنّ «إمدادات النفط في السعوديّة تعرّضت لهجوم. هناك سبب يدفعنا إلى الاعتقاد بأنّنا نعرف المُرتكب، ونحن على أهبة الاستعداد للردّ على أساس عمليّة التحقّق، لكننا ننتظر من المملكة (السعودية) أن تُخبرنا مَن تعتقد أنّهُ سبب هذا الهجوم، وبأيّ أشكال سنمضي قدماً».