مهدي الجنيد المدير التنفيذي لمؤسسة دمون للثقافة:الوعي الجهادي المقاوم خلق الكثير من المبدعين
- تم النشر بواسطة حاوره/ أحمد عطاء / لا ميديا
حاوره/ أحمد عطاء / لا ميديا-
يقال إنك إن حفظت ألف بيت فأنت شاعر.. لكن ماذا إن حفظت ألف شاعر، حقاً ستكون أنت القصيدة التي يبحثون عنها.. هو الجندي المجهول الذي يعمل دون النظر إلى الظهور الإعلامي، مؤسساً وراعياً وحاضناً للمبدعين، وهو مكتشف الكثير من الشعراء.. وأنا أكتب عنه يتجلى لي باسماً وهو يقول: «هيا وين أنت يا جني؟!، الحلقة حقك بكرة، قد جهزت القصيدة و إلَّا عادك راقد؟!». هو الدينامو المحرك لبرنامج «شاعر الصمود» الذي كان الشرارة الأولى لانطلاق الثورة الشعرية، وبروز الكم الهائل من الشعراء، وفي مجلس النمري الذي تحتضنه مؤسسة دمون، والذي هو مديرها التنفيذي، كان دائم التواصل مع الشعراء، ويحثهم على الحضور للاحتكاك وعرض تجاربهم أمام بعضهم، حتى وصل به الأمر إلى التنسيق مع بعض الإذاعات لتغطية المجلس كل أربعاء.
هو ناقد ومتذوق ولديه حس فني بديع وروح ساحرة، قارئ متميز ومستمع رائع، وما إن تراه أو تجلس معه حتى يصبح صديقك في ثوانٍ لما يحمله من روح محبة للفكاهة والظرافة، ولن تمل الجلوس معه أبداً، يبحث عن حقوق المبدع، وإن اشتكى إليه يتواصل ويبحث عن جهة تتبنى همومه وأوجاعه، ومهما قلت فيه فهو قليل. إنه الأستاذ الجميل مهدي الجنيد، المدير التنفيذي لمؤسسة دمون للثقافة والإبداع.
• أهلاً وسهلاً بك أستاذ مهدي ضيفاً عزيزاً في صحيفة «لا»..
أهلاً وسهلاً بك وبصحيفة "لا" الغراء.
يقظة ثقافية ثورية
• متى بدأت في العمل الثقافي بشكل عام؟
منذ عام 2011م وما رافق هذا العام من يقظة ثقافية ثورية كسرت حاجز الهروب من الواقع، وأيقظت تطلعات شعبية تحلم بمستقبل واعد، وإن ما حدث من محاولات إجهاض تلك التطلعات الثورية فرض واقعاً حتمياً يستوجب أهمية تحقيق ما تطلعنا إليه عبر الأنشطة الثقافية في الساحات الثورية.
• ما هو الحافز الذي دفعك للانطلاق في العمل الإبداعي وتسخيره ضد أعداء الوطن؟
العمل الإبداعي لا يحتاج حافزاً يدفعك لتنطلق به، بل يحتاج موهبة، والموهبة إذا لم يتم تسخيرها بما يخدم الوطن، فهو غباء وحمق ونفاق.
مجلس النمري أول نشاط
• ما هو أول عمل ثقافي قمت به في مواجهة صلف العدوان الأمريكي السعودي؟
مطلع عام 2016م، ومع استمرار العدوان الصهيوأمريكي على بلادنا، وتحديداً في 20 فبراير، استكملنا كافة الإجراءات القانونية لمؤسسة دمون للثقافة والإبداع، وبدأنا بأول أنشطتها "مجلس النمري"، وهو مجلس أسبوعي تمثل في أمسيات شعرية تقام يوماً في الأسبوع يحضرها العديد من الأدباء والمثقفين والنقاد، ويتم نقلها مباشرة عبر الإذاعات المتخندقة في مواجهة العدوان.
• سخرت نفسك كجندي مجهول للاهتمام بالشعراء والمبدعين ابتداءً من مسابقة «شاعر الصمود» إلى اليوم، ما الذي تشعر أنك أضفته إلى هؤلاء الشعراء؟
لم أضف شيئاً إلى هؤلاء الشعراء، بل هم من أضافوا لي الكثير من الإبداع والوعي.
فكرة «شاعر الصمود»
• من أين جاءت فكرة مسابقة «شاعر الصمود»؟ ولماذا لم تستمر بشكل سنوي؟
كان لمجلس النمري الكثير من المخرجات التي أسهمت في الارتقاء بحالة الوعي الجهادي لدى الكثير من الشعراء، ومع تواجد الكثير من الإعلاميين والمثقفين ونقاشهم حول أهمية نقل القصيدة الجهادية إلى فضاء إعلامي أوسع، فقد خرج ذلك النقاش بفكرة مسابقة تسهم في صقل مواهب الشعراء. وما حققته المسابقة من نجاح يجسد كلياً الأهداف التي قامت لأجلها، وعدم استمرارها بشكل سنوي هو لأسباب مادية في ظل شحة الإمكانيات ليس إلا.
نجاح أثرى الساحة الثقافية
• ما الذي أضافه إليك مشروع مسابقة «شاعر الصمود»؟
المسابقة بشكل عام لم تكن سهلة بالشكل الذي نتصوره، كونها كانت تبث مباشرة على مدى 30 يوماً، بالإضافة إلى شحة الإمكانيات المادية، وليس الفنية، لكن بفضل الله وتوفيقه نستطيع أن نجزم أن ما حققته المسابقة من نجاح أضاف للساحة الثقافية شعراء أسهموا في إثراء حالة الوعي الجماهيري، ووثقوا مرحلة هامة من التفاعل الإيجابي الخلاق بين النتاج الإبداعي الشعبي ومتغيرات الوضع الراهن، الأمر الذي أعاد الاعتبار لصورة القبيلة ودورها الإيجابي مما أنتجته قرائح أبنائها من قصائد في هذا الإطار.
دعم الشعراء والمنشدين
• لماذا هدأ صيت مؤسسة دمون في هذه المرحلة بعد أن كان لها باع كبير في تفعيل واحتواء كوكبة عظيمة من الشعراء؟
مؤسسة دمون للثقافة والإبداع لم تنشأ بهدف أن يكون لها صيت، بل نشأت من أجل توسيع قاعدة التفاعل بين المبدعين وتقويم نتاجاتهم، وإيصال صوت الشاعر أو المنشد المقاوم الصامد المتحدي إلى أبعد مدى ممكن داخلياً وخارجياً، وهذا لن يكون إلا ضمن إطار مجتمعي واحد يتمثل باتحاد الشعراء والمنشدين، والذي تعد مؤسسة دمون أحد أركانه، وذلك لتوحيد الجهود المبذولة في هذا الإطار، وحتى لا يكون العمل الثقافي مشتتاً.
توحيد مسارات العمل الثقافي
• صحيح تم مؤخراً إشهار اتحاد الشعراء والمنشدين، وأنت أحد مؤسسيه.. اعطنا فكرة عن ذلك؟
منذ بداية العدوان ظهرت العديد من المؤسسات الثقافية، وأيضاً حالة الوعي الجهادي المقاوم أوجدت الكثير من المبدعين، الأمر الذي شتت أنشطة تلك المؤسسات وأفقدها الدور المطلوب منها. لذلك تم عقد لقاء تحضيري مع مسؤولي هذه المؤسسات، والخروج بفكرة إنشاء اتحاد يضم هذه المؤسسات يسمى اتحاد الشعراء والمنشدين، يقوم بدور إشرافي على تلك المؤسسات، ويسهم معها في تمويل ودعم أنشطتها، وذلك لتوحيد مسارات العمل وإثراء الساحة الثقافية بأعمال ثقافية تربط المجتمع بواقعه، وتوجه الرأي العام نحو مقاومة العدوان والوقوف في وجهه صفاً واحداً.
• ترى من هو الشاعر الذي لفت انتباهك خلال المسابقة؟
كل الشعراء كانوا محط انتباه الجميع، وهذا الأمر الذي أكسب المسابقة تشجيعاً وتقديراً شعبيين.
دور تكاملي في مواجهة العدوان
• ما هو دور القصيدة في مواجهة العدوان؟
يتكامل دور الجبهات العسكرية والثقافية والسياسية في مواجهة العدوان، ويبرز حضور الشاعر والمنشد في المشهد بمستوى يحاذي الجبهات العسكرية، فالشاعر حاضرٌ ببندقيته وقوافيه في ميادين العزة والكرامة، يسير مع مختلف المراحل ليواجه قوى العدوان ويضرب المرتزقة بقذائف اللهب ويضرب نفسيات العدوان ومرتزقته بقوافي الشعر، ويرافق الشاعر في ذلك المنشد الذي يؤدي دوره بألحان الحماسة والإباء.
الإبداع لن يتوقف
• ما هو المستقبل الذي تراه للمبدعين بعد انتهاء هذا العدوان؟
الشعب اليمني يفخر بمبدعيه ويفخر بحضورهم وأعمالهم وما يقدمونه داخلياً وخارجياً، سواء كان هناك عدوان أو لم يكن، وما نراه اليوم ليس طفرة ثقافية، والمواهب الإبداعية ليست وليدة الصدفة، بل كانت تلك المواهب بحاجة إلى ثقافة توقظ الهمم، وتحرص على محاربة الثقافة المغلوطة واستبدالها بثقافة قرآنية تكرس صورة المثقف اليمني المجاهد، وتغاير صورته النمطية والمرسومة عنه سلفاً.
أما حديثنا عن المستقبل، وهل بعد انتهاء العدوان ستتوقف القوة الصاروخية عن تطوير قدراتها الدفاعية أم سيزداد؟ بكل تأكيد سيزداد، كذلك هو مستقبل المبدعين.
الزامل موروث ثقافي
• برأيك هل سيتسمر زخم وعنفوان الزامل حتى بعد انتهاء الحرب؟
الزامل لم يكن وليد الحرب، بل هو موروث ثقافي أعدنا له اعتباره، كما أعادت القبيلة دورها ومكانتها في مواجهة هذا العدوان.
• هل لديك كلمة أخيرة تود قولها؟
في الأخير شكراً لصحيفة "لا" والشاعر الرائع صلاح الدين الدكاك ولجميع القائمين عليها، شكراً لك أخي أحمد عطاء على ما تقوم به، فلقد وجدتك شاعراً وصحفياً وصيدلياً تعي ما تقوم به.
بطاقة تعريف
ـ مهدي أمين الجنيد.
ـ مواليد قرية الصراري ـ محافظة تعز عام 1986م.
ـ خريج محاسبة، وعمل منذ 2008 وحتى 2015 في الكثير من المنظمات المحلية كمدير مالي، ومدرب في تعزيز قدرات منظمات المجتمع المدني مالياً وإدارياً.
ـ مدير تنفيذي لمؤسسة دمون للثقافة والإبداع منذ تأسيسها في 20 فبراير 2016م، وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الشعراء والمنشدين.
المصدر حاوره/ أحمد عطاء / لا ميديا