شهدت عمليات الأسبوع الأخير من العام 2017، معارك ضارية نكل بها أقوى مقاتلين على وجه الأرض بأعدائهم وأعداء الوطن.. فارضين معها تغييراً كبيراً على قواعد الحرب والعدوان الذي فرضه أقذر تحالف عبر التاريخ البشري. 
الإهداء إلى الشهيد جمال علي عبدالله شرف
وجميع شهدائنا في جبهات العزة والكرامة والإباء
أوكار في مهب النار
في عملية نوعية نفذت بشكل سريع, تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية، الخميس الفائت، من السيطرة الكاملة على منطقة الحيمة التابعة لمديرية التعزية بمحافظة تعز.
وشهدت العملية العسكرية الخاطفة مقتل وإصابة أعداد من المسلحين الموالين لتحالف العدوان والذين شكلوا منذ فترة وكراً ضم العديد من العصابات المدعومة من جماعة الإخوان المسلمين (جماعة الخيانة والارتزاق والإجرام).. وتزامنت عملية التعزية مع تقدم ميداني لقوات الجيش واللجان من مركز مديرية موزع بذات المحافظة, حيث شنت قوات الجيش واللجان، الاثنين الفائت، هجوماً كبيراً من محورين؛ الأول باتجاه مواقع المرتزقة جنوبي معسكر خالد، فيما تقدمت في المحور الثاني باتجاه مدينة موزع مركز المديرية من الجهة الغربية بعد سيطرتها على عدة مواقع.
وشهدت العملية مقتل وإصابة عدد كبير من المرتزقة واستيلاء الجيش واللجان على كميات من الأسلحة والذخائر تركها أتباع الشيطان بعد تراجعهم إلى غرب مدينة موزع.
وانهالت صواريخ (غراد) على مواقع المرتزقة شرق كهبوب لحج خلال الأيام الأخيرة, ومن الساحل إلى الجبل والصحراء.. ضربت أوكار المرتزقة في بعيس الضالع، أمس الأول الجمعة, وفشل مرتزقة العدوان في السيطرة على موقع استراتيجي يصل بين محافظتي شبوة والبيضاء، بعد أن دفعت قوات الارتزاق بمجموعة مقاتلين، مساء الأربعاء الفائت، للهجوم على (عقبة القنذع) بمديرية نعمان الواصلة بين البيضاء وشبوة, وارتفعت هجمات الجيش واللجان على مواقع الأعداء، وقطعت أوصالهم في محوري مأرب والجوف.

الساحل يغير قواعد المعركة
 تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية من استعادة مديرية الخوخة بالكامل باستثناء بعض الجيوب المتبقية التي تتمركز فيها مجاميع مرتزقة العدوان التي باتت محاصرة في دائرة ضيقة من المدينة من كل الاتجاهات.
ومع بزوغ فجر الاثنين الفائت, خاضت قوات الجيش واللجان معارك ضارية في ضواحي مدينة الخوخة - وتحديداً في منطقة قطابة الواقعة شرق الخوخة، واستمرت مواجهات الاثنين لساعات، وانتهت بسيطرة الجيش واللجان على 3 قرى في المنطقة؛ هي قرية الطور وقريتان مجاورتان لها, وتطهيرها من مرتزقة العدوان.
لينهار بعدها المرتزقة بشكل كامل بعد تعرضهم لهجوم كبير شرقي مديرية الخوخة من عدة محاور، حيث دمرت قوات الجيش واللجان أكثر من 10 آليات وأطقم عسكرية أدت لمقتل وإصابة العشرات من المرتزقة، فيما كانت قوات أخرى للجيش واللجان تتقدم داخل مركز المديرية من عدة اتجاهات.
وباتت مجاميع المرتزقة في جيوبها المتبقية تحت الحصار، فيما تكاد الذخائر التي يمتلكونها تنفد، واضطروا لنقل قتلاهم وجرحاهم عبر زوارق من البحر بعد إغلاق كافة المنافذ البرية وتضييق الخناق عليهم.
وكان المرتزقة المحاصرون داخل مركز المديرية، منذ أسبوعين، منتظرين فك الحصار عنهم عبر الجهة الشرقية، لكن التعزيزات تعرضت لكمين كبير، ما أدى لسقوط مرتزقة التحالف بين قتيل وجريح، ما تسبب بانهيار كامل لهم داخل مركز المديرية.
وحاولت طائرات تحالف العدوان فك الحصار عن مرتزقته في مدينة الخوخة، وفتح خطوط إمداد لهم، فشنت سلسلة غارات عنيفة بالتزامن مع هجوم على الأرض للمرتزقة، الأحد الماضي، باتجاه معسكر أبو موسى شرقي الخوخة، لكنها فشلت في تحقيق أي تقدم, وتكبد أتباعها خسائر مادية وبشرية
ووصلت خسائر المرتزقة المشاركة في معركة الخوخة منذ السابع من ديسمبر الفائت، إلى 700 قتيل وجريح، ومعظم القتلى ينتسبون إلى (محور العند) و(لواء تهامة) و(قوات الطوارئ) و(قوات العمالقة) و(اللواء 17 مشاة)، ومعظم تلك القوات من المرتزقة الجنوبيين الموالين للإمارات.
وتنوعت العمليات العسكرية التي نفذها الجيش واللجان الشعبية في مواجهة مجاميع مرتزقة أبوظبي, ما بين الهجومية النوعية والكمائن محكمة في الطرقات والاستهداف الصاروخي والمدفعي ومواجهات الصد والزحف وعمليات قنص.
ووفقاً لإحصائية تداولتها العديد من وسائل الإعلام المحلية والعربية، فقد ارتفعت الخسائر المادية في عتاد مرتزقة الإمارات خلال معركة الخوخة إلى ما يزيد عن 58 طقماً عسكرياً، تعرضت 3 منها للاستهداف الثلاثاء الفائت، أحدها في شمال منطقة قطابة، أثناء اتجاهه نحو مدينة الخوخة، وذلك بعبوة ناسفة, وتمكن الجيش واللجان من إحراق طقمين آخرين؛ الأول شرق يختل، والآخر في موشج شمال يختل، واستهداف معدات عسكرية وجرافة عسكرية، صباح الثلاثاء الفائت، كانت تحاول إنشاء تحصينات للقوات الموالية لأبوظبي شمال تبة الجرزين، بصاروخ موجه.
وبلغ عدد الآليات العسكرية التي استهدفت أثناء مرورها إلى الخوخة بكمائن وعبوات ناسفة وهجوم صاروخي، 76 آلية عسكرية إماراتية، و24 عربة مدرعة، ومعظم تلك المدرعات والآليات استهدفت في طريق يختل ـ الخوخة التي باتت قوات الجيش واللجان تتحكم بها من شرق يختل، بعد أن سيطرت في الـ14 من الشهر الجاري على سوق يختل الواقعة في نطاق مديرية الخوخة والمرتفعات الواقعة على الطريق العام الذي يصل إلى الخوخة، وأعلنت قطع الإمدادات العسكرية على مجاميع المرتزقة في الخوخة. 
وتعاظمت خسائر المرتزقة الجنوبيين يوماً بعد آخر، منذ التحاق قوات ما تعرف بـ(المقاومة البيضانية) التابعة لحزب الإصلاح الإخواني, بصفوفها، حيث عادت ظاهرة النيران الصديقة التي يتعرض لها المرتزقة الجنوبيون الموالون للإمارات في جبهة الخوخة والمخا، فبعد أن استهدفت مواقع عسكرية تابعة لفريق مرتزقة الإمارات في شمال يختل، قبل عدة أيام، بقصف شنته بوارج تحالف العدوان على مواقعها، استهدف طيران العدوان، الثلاثاء الفائت، العشرات من المرتزقة الجنوبيين بعدة غارات شمال جبل نابضة بالمخا، لتتسبب بسقوط قتلى وجرحى في صفوف المرتزقة. 
كما استعان التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي بالبوارج الحربية التي قصفت عدداً من المناطق الواقعة في ضواحي مديرية المخا، والواقعة تحت سيطرة الجيش واللجان، السبت قبل الماضي، إلا أن معظم تلك الهجمات طالت مواقع تابعة لمرتزقة الجنوب.

نهم.. طوق من فولاذ
تُجيد قوات الجيش واللجان الشعبية، توظيف الوقت والتضاريس لصالحها، في تنفيذ عمليات عسكرية نوعية.. فعلى مدى الأيام الماضية، نفذت عدداً من العمليات، تمثلت بالاقتحام الخاطف وإيقاع الطرف الآخر بخسائر مادية وبشرية كبيرة، قبل أن تعود، خشية استهداف الطيران. 
وما بين استهداف تجمعات وتعزيزات تلك القوات بصواريخ قصيرة المدى، والإغارة والالتحام معها والسيطرة على مواقعها، حاولت قوات العدوان، على مدى الأيام الماضية، الدفع بالمئات من مرتزقتها والعشرات من الآليات العسكرية إلى جبهة نهم، إلا أن تلك التعزيزات، تمر من مناطق مكشوفة تتيح لأبطال الجيش واللجان الشعبية استهدافها بسهولة. فعلى مدى الأيام الماضية، استهدفت الحركة تعزيزات عسكرية لقوات المرتزقة في عدد من المناطق بصواريخ (زلزال 2) و(زلزال 3) و(قاهر 2m)، المصنّعة محلياً، مستهدفة معسكراً تدريبياً تابعاً لمرتزقة العدوان في فرضة نهم.
مع أواخر كل عام, تتجدد معركة نهم وتزداد شراسة، ففي ديسمبر 2016، أعلن مرتزقة العدوان، سيطرتهم على تبة القناصين وجبال الدشوش والنفاحة وجبل المشنة، واتجاههم نحو نقيل بن غيلان ومنطقة مسورة، واقترابهم من العاصمة صنعاء بخمسة كيلومترات فقط، واليوم، يعلن المرتزقة من جديد، سيطرتهم على تبة القناصين في منطقة الحول شرق صنعاء, بشكل يبعث على السخرية.
وخلال الأيام القليلة الماضية, دفعت القوات الموالية للعدوان الأمريكي السعودي، بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة، مسنودة جواً من قبل طيران العدوان، إلا أن تلك التعزيزات، قوبلت بتعزيزات مماثلة من قبل الجيش واللجان الشعبية، على الرغم من الفارق الكبير في العتاد والعدة.. لم يحقق معسكر المرتزقة في تحركاته، أي إنجاز ملموس على الأرض، إذ إن نطاق سيطرته على أرض الواقع، لا يزال من دون أي تغيير يذكر، على الرغم من الإسناد الجوي لمقاتلات التحالف الأمريكي السعودي، بل على العكس، حيث فقد معسكر الارتزاق مكاسبه السابقة على الأرض خلال ساعات.
وكالمعتاد، أعلنت قوات المرتزقة، الاثنين الفائت، تقدمها باتجاه جبال قطبين في نهم، وسيطرتها على المرتفعات المطلة على منطقتي مسورة ومحلي، كما أعلنت قناة (العربية) السعودية دخول القوات ضبوعة وبران، التي تربط بين أرحب ونهم، إلا أن ناطق الجيش واللجان الشعبية أكد أن تلك القوات لاتزال في مواقعها السابقة خلف منطقة محلي، ولا يوجد أي تقدم لها في جبال يام، ولا في ضبوعة، نافياً سقوط تبة القناصين, كما أشار إلى أن قوات المرتزقة، تحاول منذ أسابيع، السيطرة على تبة القناصين، وتدفع بالمئات من عناصرها إلى محارق الموت في نهم، موضحاً أنها تحاول تصدير الوهم لدول التحالف من جبهة نهم، التي تجاوزت المواجهات فيها العامين، من دون أي تقدم لها، رغم استخدامها مختلف أنواع الأسلحة، واستعانتها بالطيران السعودي، الذي ألقى عشرات الآلاف من القذائف على نهم منذ بدء المعركة.
عادة ما يلجأ معسكر الارتزاق إلى شن حرب نفسية، مستخدمين جيشهم الإلكتروني المتواجد في الرياض ومأرب، عندما يسقطون على الأرض.
فمنذ أسبوعين, تستميت قوات المرتزقة، في بسط سيطرتها على تبة القناصين الواقعة في منطقة الحول شمال شرق نهم، فعلى مدى الأيام الماضية، حاولت التقدم في منطقة الحول والتباب القريبة من تبة القناصين، التي يصل طولها أربعة كلم، وهي سلسلة جبلية مشرفة على عدد من مناطق نهم.. وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، أعلن المرتزقة، أكثر من مرة، سيطرتهم على تبة القناصين، في ظل اشتداد المواجهات مع أبطال الجيش واللجان الشعبية في نهم، وسقوط العشرات من قيادتهم خلال الأيام الماضية. 

النكف في مواجهة العدوان
في صورة تكشف عن يأس العدوان الأمريكي السعودي ومرتزقته، من أي تجاوب أو تعاون معه من قبائل طوق صنعاء في نهم وأرحب وبني حشيش، وفي حريب القراميش ومديرية بدبدة في محافظة مأرب، اندفع تحالف العدوان، أخيراً، إلى شن أعنف غاراته على قرى ومزارع المواطنين في نهم بشكل انتقامي، وذلك بعد أن رفضت قبائل طوق صنعاء الوقوف إلى جانب القوات الموالية له، بعد مقتل الخائن علي عبد الله صالح، مطلع الشهر الجاري، حيث حاول التحالف الذي تقوده السعودية إثارة القبائل على جماعة أنصار الله بداعي الثأر لصالح ودواعٍ أخرى، إلا أن قبائل طوق صنعاء ردّت على تلك الدعوات ومحاولة اختراق صفوفها، مستغلة أحداث صنعاء، بعقد لقاءات قبلية، والإعلان عن استمرارها دعم الجبهات بالمال والسلاح، ما أثار سخط معسكر الارتزاق والخيانة، ودفعه إلى اعتماد سياسة الأرض المحروقة، على مدى الأيام الماضية، مستعيناً بطيران تحالف العدوان، الذي صعد بدوره من هجماته على مناطق نهم وحريب القراميش وصرواح وأرحب وهمدان بشكل هستيري، مستهدفاً المدنيين. 
وتزامن عدوان التحالف القبيح على قبائل الطوق، مع حملة إساءات منظمة، دشنها عناصر حزب الإصلاح، أو ما يسمى (الجيش الإلكتروني)، ما أثار حفيظة تلك القبائل، التي تعرضت للاعتداء من قبل طيران التحالف الأمريكي السعودي، كما حدث مؤخراً في استهداف قبيلة في مديرية أرحب بشكل ممنهج، بالإضافة إلى استهداف مزارع المواطنين خلال الأحد والاثنين الفائتين بأكثر من 50 صاروخاً من نوع (كاتيوشا) في نهم. 
فيما أعلنت قبائل حريب القراميش، من جهتها، حالة الاستنفار القصوى، ودفعت بالمئات من مقاتليها إلى جبهات نهم لتعزيز قوات الجيش واللجان الشعبية، وذلك بعد استهداف طيران التحالف لنساء القبيلة أثناء عودتهن إلى منازلهن بعد حضورهن حفل زفاف الأسبوع قبل الماضي، واستشهاد 10 منهن في غارة نفذتها مقاتلة جوية تابعة لتحالف العدوان، إلا أن داعي القبيلة، أو النكف القبلي للأخذ بالثأر، وسع دائرة العداء للتحالف ومرتزقته، فتجاوبت قبائل مديرية بدبدة في محافظة مأرب، مطلع الأسبوع الماضي، للثأر، وأعلنت النكف القبلي تلبية لدعوة قبائل حريب القراميش، معلنةً القتال إلى جانب قوات الجيش واللجان الشعبية.
وعلى السياق نفسه، أدت خسارة العدوان في حيمة تعز، إلى ارتكاب الطيران السعودي مجزرة سوق الشهرة، الثلاثاء الماضي، التي خلفت أكثر من 120 شهيداً وجريحاً، ودفع تراجع قوات المرتزقة الموالين للإمارات وتكبدها خسائر فادحة في عدد من مناطق الخوخة، واتساع نطاق سيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية في يختل، تحالف العدوان إلى استخدام سياسة الأرض المحروقة في الخوخة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث شن طيرانهم غارات جوية عنيفة على عدد من المناطق القريبة من الخوخة، وهاجم مناطق يختل والخوخة وحيس والجراحي والتحيتا، ومناطق تابعة لزبيد، مستهدفاً المصالح العامة والخاصة، ومرتكباً عدداً من المجازر ضد المدنيين العزل.. وكرد فعل على تعثر معسكر المرتزقة على الأرض، شن طيران العدوان، الاثنين الفائت، أكثر من 20 غارة على مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، خلفت أضراراً بممتلكات المواطنين.
وتسببت كثافة الغارات الجوية التي يشنها طيران العدوان على الخوخة والمديريات القريبة منها بشكل هستيري، بإبادة أسر بكامل أفرادها في التحيتا والخوخة، وقبل ذلك في الجراحي وحيس، فبعد يوم واحد من ارتكاب طيران العدوان مجزرة بحق أسرة فقيرة كانت تسكن في مبنى من الصفيح في مزرعة للبصل شرق منطقة القطابة، ومقتل 6 مواطنين، بينهم نساء وأطفال، أدت غارة، الثلاثاء الفائت، إلى إبادة أسرة مكونة من 14 فرداً، بينهم نساء وأطفال، إذ استهدفت منزلهم الواقع في ضواحي مديرية التحيتا.