في محاولته الأخيرة لتحقيق اختراق في حالة الجمود المستمر في ملف التسوية في الشرق الأوسط يطرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري رؤيةً شاملةً لإحياء عملية التسوية بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك في خطاب أمام عدد من الديبلوماسيين في واشنطن.
ولفت المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر إلى "أنّ واشنطن لم تتخلَّ عن عملية التسوية، وإلى أن الإسرائيليين والفلسطينيين يجب ألّا يتخلَّوْا عنها أيضاً".
صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الأميركية أن كيري، الذي يغادر منصبه بعد ثلاثة أسابيع مع تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سيردّ على الانتقادات الإسرائيلية التي وجهت لإدارة أوباما واتهامها بالوقوف خلف قرار مجلس الأمن الذي يدين إسرائيل لاستمرار بنائها المستوطنات في الضفة الغربية وشرقي القدس.
ووفق المسؤول نفسه فإن كيري سيؤكد أن التصويت لم يكن غير مسبوق وأن قرار أوباما لم يصدم إسرائيل وفي هذا السياق سيذكر بحالات أخرى شهدت تصويتاً مماثلاً في عهود رؤساء سابقين.
المسؤول الذي تحدث شرط عدم الكشف عن اسمه لفت إلى أن وزير الخارجية الأميركي سيؤكد أنه باستثناء إسرائيل، هناك إجماع دولي كامل ضد بناء المزيد من المستوطنات في المناطق التي يمكن أن تكون جزءاً من المفاوضات.
وأضاف المصدر أن كيري كان يرغب منذ فترة طويلة إلقاء خطاب يحدد من خلاله الخطوط العريضة لاتفاق السلام الإسرائيلي الفلسطيني لكنه لم يفعل ذلك استجابة لمسؤولي البيت الأبيض الذين رأوا في ذلك ضغطاً غير ضروري على إسرائيل من شأنه أن يثير غضب نتنياهو.
لكن هذا الاعتراض لم يعد موجوداً الأسبوع الماضي مع اتفاق اوباما وكيري على أن الوقت قد حان للامتناع عن التصويت على قرار في الأمم المتحدة. وهو ما قاد بحسب "نيويورك تايمز" إلى أكبر الخروقات في العلاقات الأميركية الإسرائيلية الصلبة، خلال ولاية أوباما.
وكانت نشرت صحيفةُ "اليوم السابع" المصرية ما يقل إنه محاضر اجتماعاتٍ، انبثقَ عنها اتفاق أميركي - فلسطيني على مشروع قانون منع وإدانة الإستيطان الإسرائيلي الذي وافقَ عليه مجلس الأمن الأسبوع الماضي.
وكشف محضر الإجتماع عن تكليف الرئيس الفلسطيني محمود عباس وفداً فلسطينياً برئاسة صائب عريقات رئيسِ دائرة شؤون التفاوض بزيارة واشنطن في الثاني عشر من كانون الأول/ ديسمبر الجاري للقاء كيري، ثم لقاء مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس. بَيدَ أن عريقات الذي أكد حصول الاجتماع وصفَ المحضر الذي نُشر بأنه "مفبرك".