تمثل قصائده نقطة مضيئة ومتميزة في تطوير القصيدة الشعبية، والتي بلغ بها مدى بعيداً، كما أن قصائده مليئة بالصور والمشاهد، وتحمل قدرة النفاذ من خلال الموسيقى والرؤية إلى وجدان المتلقي، فلغة قصائده مستقاة من حياته اليومية بكل تفاصيلها البسيطة، كما أنه يعد أحد الشعراء المجددين للقصيدة الشعبية، لذا حفر اسمه في مشهد الشعر الشعبي بجدارة. كما أن قصائده تتميز بقدرتها على تحديد الملامح، وتحمل في تدفقها جوهر الشعر الشعبي.. إنه شاعر لم يحطم الشكل الشعري القديم للقصيدة، وإنما قام بتعديله، حيث أولى عناية فائقة في تنويع القوافي والتراكيب والأنساق الشعرية.. إنه شاعر فذ وإنسان وقريب من الناس، ولا يحب أن يحيط نفسه بالهالة التي يضعها بعض الشعراء حول أنفسهم.. إنه شخصية إنسانية ووطنية بامتياز، إنه الشاعر المبدع ماجد الصانع.
 ما هو الشعر؟
الشعر هو الانتباه، بمعنى أن تحس بمن حولك بحواسك الخمس، فمن بين أصابع الشعراء تنطلق الجيوش، ومن بين أصابع الشعراء تعود الجيوش إلى ثكناتها. فالشعر هو أهم شيء في حياة الإنسان.

 لو تحدثنا عن انتشار القصيدة الشعبية وعن دورها في مواجهة العدوان.
القصيدة الشعبية لها دور كبير في مواجهة العدوان، ومعروف لدينا أن القصيدة الفصحى هي الأم، ولكن القصيدة الشعبية لامست عامة الناس، والزامل كان له دور في رفد الجبهات وفي رفع معنويات الجيش في كل ميادين القتال.

 هل اكتمل للقصيدة الشعبية كل المقومات الضرورية لكي تبقى وتستمر؟
إلى الآن لم تكتمل، لأن بعض الشعراء مقصرون في كتابة القصيدة الشعبية من حيث الأسلوب والفكرة الجديدة والصورة الشعرية، وكذلك من حيث البلاغة، لكن بعض الشعراء مستمرون في كتابة الزامل، وهو نوع من أنواع الشعر، ولكنهم لم يخدموا القصيدة الشعبية لكي تبقى.

 ماذا تعني لك قصيدة (نازية بامتياز)؟
هي بوابة دخول برنامج (شاعر الصمود).

 أنت الفائز الثاني في برنامج (شاعر الصمود)، ما المحصول المعرفي الذي توصلت إليه؟
المحصول المعرفي كبير جداً، فمن خلال هذا البرنامج برز الشاعر ماجد الصانع، وكان لي مشاركات في برنامج (صدى القوافي) وبرنامج (شاعر اليمن) في قناة (العقيق)، ولي عدة مشاركات، ولكن برنامج (شاعر الصمود) شاهده الكثيرون وفي الكثير من الدول.

 هل لك مشاركات خارجية؟
لا.

 هل لك قصائد غنائية؟
لي قصيدة غنائية بعنوان (ذنوب على قلبي ذنوب)، وقد غناها الفنان الكبير حمود السمة.

 من هو الفنان الذي يتمنى الشاعر ماجد الصانع أن يتغنى بقصائده؟
الفنان الذي يؤدي القصيدة بشكل جميل ويعطيها حقها، هو الذي سأختاره.

 هل أنت مع المقولة التي تقول بأن القصيدة التي تغنى ليست شعراً عظيماً؟
لست مع المقولة، صحيح أن القصيدة الغنائية سهلة وبسيطة، ولكن القصيدة الغنائية هي التي تتخلد.

 من الذي أنشد زامل (القرار الحاسم)؟
هذا الزامل كان مواكباً للاتفاق السياسي، أداه المنشد عبدالله الخولاني والمنشد محمد رسام، وقد تم بثه في قناة (اليمن الفضائية).

 هل الإلهام الشعري يؤاتي الشاعر في بعض الأحيان؟
ربما يأتيه في بعض الأوقات، وليس في كل الأوقات.

 من الشاعر الذي لفت انتباهك؟
ماجد الصانع.

 ومن الشاعرات؟
جهاد صلاح الدين ووفية العمري.

 كيف علاقتك بالشعراء؟
علاقتي بهم جيدة، وأحترم كل الشعراء، وأوجه تحية للشاعر معاذ الجنيد والشاعر بسام شانع.

 من شجعك؟
لم يشجعني أحد، وإنما مجهود ذاتي، كلما وقفت أمامي التحديات أتحداها وأنطلق إلى الأمام.

 صمود الشعب اليمني يصنع نصراً، برأيك من سيحاسب النظام السعودي على كل جرائمه؟
الشعب اليمن هو من سيحاسبهم.

  متى تستفزك القصيدة؟
عند حصول أي حدث يستفزني، أما الشعر بالنسبة لي فقد أصبح هماً يومياً لي.

 سؤال غفلت عنه ولم أسألك إياه، لك أن تفتح الذاكرة وتكمل الناقص من الحوار؟
السؤال الذي توقعته هو عن دور الإعلام نحو الشعراء، فبعض القنوات مقصرة تجاه الشعراء، فمن خلال ما قمنا به خلال هذه الفترة، لدينا الكثير من الأعمال ضد العدوان، لكنها لم تظهر، ولم تؤدِّ دورها إلى الآن.

 كلمة أخيرة..
أشكر صحيفة (لا)، وأشكرك، وكذلك أشكر رئيس التحرير الشاعر الكبير صلاح الدكاك، وأتمنى لكم النجاح الكبير، وذلك لاهتمامكم بالمبدعين في كافة المجالات.



عبق الصمود

يا خالي البال.. في بال الشغاف الوقوفْ 
وقِّف وشوف اغتيال الليل لشمس النهارْ 
تسكني اطلال جناتي مرايا طيوفْ
تزاورت عن يميني والشمال انبهارْ 
من اندمال الأنامل واندماج الكفوفْ 
تلم شعث البراعم من شتات الغبارْ 
ومن سعار القنابل تسترد القطوفْ 
وفي صفار الخمايل تزرع الاخضرارْ 
وفي رفات المشاتل شَم شُمّ الأنوفْ 
روايح الطيبه بلقيس أم النضارْ 
هو العقيق اليماني فاق كل الوصوفْ 
حين انتفض مثلما الفينيق وحلَّق وطارْ 
تقحَّم الجرح واتجشم مطال الظروفْ 
يجمح على الضيم لا يجتاح جاير جوارْ
يا حيف جار الخوالي ذي خلا بالكسوفْ 
حتى يواري الهزيمة في رمال الجرارْ 
تنكَّب العاصفة واستنوق العشر نوفْ 
ونبحة الريح دوَّت في منامي سعارْ
والربع خالي على ظهره صحارى تطوفْ 
واشلاء رمان صعدةْ ترمقه باحتقارْ
وزهرة البن في حجةْ تقول شوف شوفْ 
ما نلت من قهوتي إلا احتساء المرارْ 
لاحقتني للمخا والناس حولي صفوفْ 
بحمض حقدك تنقط جنة العرس نارْ
وشفت في كل فنجان الصمود الضيوفْ 
يعود بي من ركامي والعبق للديارْ 
وبالكروم والكرز عدنا سرايا زحوفْ 
واستقبلتنا المشاقر ترقص الانتصارْ 
ألم تر كيف عدنا من ثنايا الحتوفْ 
مثل الكواسر منايا كاسرين الحصارْ