تعز (المحررة).. مدينة منهوبة
- تم النشر بواسطة صحيفة لا / عبدالقادر حسين

دعاوى (المقاومة) تنتهي بحفلات تعرٍّ أخلاقي جماعية
تعز (المحررة).. مدينة منهوبة
منذ الأيام الأولى للعدوان السعودي الأمريكي على الشعب اليمني، عمل البعض من أبناء محافظة تعز على زرع فتيل الحرب وجر المحافظة إلى مربع الصراع الدموي، مركزين في ذلك على التغذية المناطقية وإبراز تعز كهوية منفردة خارج السياق الاجتماعي والثقافي والجغرافي للهوية اليمنية الجامعة، وبدعوى (التعززة) برز العديد من العناصر الإجرامية من تنظيمات القاعدة وداعش وآخرون غُرر بهم وتمَّ الزج بهم في معركة مواجهة قوات الجيش واللجان الشعبية، بدعم وتمويل من دول العدوان، السعودية والإمارات على وجه الخصوص.
في عملية تسعى دول العدوان من خلالها إلى إنهاء هيبة الدولة في المحافظة وعزلها عن نطاق الدولة اليمنية وتسليمها لعصابات إجرامية متناحرة، تقوم برفدها بوسائل القوة من مال وسلاح، بالإضافة إلى إسنادها بالطيران في معاركها مع قوات الجيش واللجان، وفيما لاتزال المعارك قائمة في تعز تمكنت تلك المجاميع الإجرامية من توسيع سيطرتها لتطال (المدينة القديمة، المحافظة، أجزاء من الجحملية)، حيث تمارس فيها أبشع أنواع القتل والسحل والتعذيب والنهب والسلب والاختطاف بحق المواطنين، وكل ما يمكن لعصابات جريمة مسلحة أن تفعله.
كان ذلك هو السيناريو الذي يعده العدوان لتعز، كتكرار لعملية سابقة سماها (تحرير الجنوب)، وإفناء أية سلطة أو قوة يمكن أن تحول دون تمدد (القاعدة وداعش)، حتى استطاعت في ظل غياب سلطة ردع تقف إلى جوار المواطنين، السيطرة على عدد من المحافظات الجنوبية، وما يحدث في عدن ليس ببعيد، حيث القتل اليومي ونزيف الدم لا يُبارح المدينة.
واقع المدينة يشير إلى اشتداد ضراوة المواجهة بين قوات الجيش واللجان الشعبية من جهة، ومرتزقة العدوان وعصابات القاعدة وداعش من جهة مقابلة، وعلى وقع الانتصارات التي تحرزها قوات الجيش واللجان في صد قوات الغزو وتطهير المناطق من العصابات الإجرامية، والتي كان آخرها تطهير مديرية جبل حبشي عقب عملية استكمال تطهير ذوباب، ليتبقى تحت سيطرة مرتزقة العدوان مناطق وسط المدينة، حيث يقومون فيها بتضييق الخناق على المواطنين بأعمال السلب والنهب والبلطجة، حتى ضاق العديد من مؤيديهم وصاروا يستنكرون تلك الأعمال الإجرامية علناً.
السكوت ليس مجدياً
يقول عبدالرحمن العريقي: (صبرت ستة أشهر، لا أستطيع اتهام (المقاومة) بأنهم سرق، لكن الآن بعد أن سرقوا أكثر من ألفي منزل وعشرات المحلات التجارية ومئات السيارات، وقتلوا المواطنين، وخطفوا الأطفال، قلنا إن المقاومة سرق وحصلنا شتائم بالكيلو والطن)، ومثل عبدالرحمن مواطنون كُثر لم يعودوا يستطيعون السكوت عن ممارسات تلك المجاميع الإجرامية، ويقومون بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
لم تكن قضية اختطاف الطفلة (أماني) المأخذ الوحيد على عصابات المرتزقة، بل مثلت نقطة فارقة في تهييج الرأي العام في محافظة تعز، وفضح قائمة طويلة من الانتهاكات التي ترتكبها تلك المجاميع بحق المواطنين، إذ إن (أماني) هي ابنة أحد قيادات التنظيم الناصري، الذي يقف جنباً إلى جنب مع عصابات الإصلاح والقاعدة والسلفيين، وليست ابنة مواطن عادي يدعي الحياد، أو مؤيد للجيش واللجان، فهذان يُباح بحقهما أي فعل في شريعة سواطير المرتزقة، ولا بواكي للانتهاكات بحقهم، بالرغم من وقوعها في الشهر ذاته فبراير الماضي.
ناشطو المقاولة يبيحون الخطف والقتل عندما لا يستهدفهم
مروان الجنيد طفلٌ في الـ15 من عمره، اختطفته عصابات المرتزقة في صبر المسراخ، وبوسط حشد من الموالين قاموا بقتله والتمثيل بجثته، دون أن يحرك ذلك مشاعر الناشطين المؤيدين للعدوان، ولسبب بسيط إن والده استشهد في جبهة الدفاع عن الوطن مع الجيش واللجان. ومثله صاحب محل حلويات بور سعيد عصام مهيوب الذي قتلته ذات العصابات أمام منزله في شارع 26، لأنه تناقش يوماً مع اثنين من السلفيين، وأفصح عن رفضه للمناطقية والتكفير الذي تنتهجه العصابات، وأن من حق (أنصار الله) كحركة اجتماعية وسياسية أن يكون لها شعبية في تعز، فكانت روحه ثمناً لذلك النقاش.
ومنذ أشهر نفذت عصابات (المقاولة) عمليات إعدام وتصفيات علنية بحق أكثر من 100 مواطن، واقتحام وإحراق أكثر من 15 منزلاً في بيت الرميمة في مشرعة وحدنان، وإعدام العشرات من أبناء بيت الرميمة، بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى اقتحام عدد من المنازل في حي التحرير الأسفل والضبوعة، واختطاف أكثر من 40 مواطناً بتهمة مناهضة العدوان، وفي مايو 2015 قام عناصر المقاولة باختطاف 5 مواطنين من أبناء منطقة الجحملية وإعدامهم في شارع التحرير الأسفل أمام المواطنين.
أما (أماني) البالغة من العمر 12 عاماً، وابنة القيادي في التنظيم الناصري أحمد شرف القدسي، فقد اختطفها مسلحون يوم الثلاثاء التاسع من فبراير، عندما ذهبت للتسوق في حي المدينة القديمة وسط تعز، وهي المنطقة الواقعة تحت سيطرة عصابات القاعدة ومرتزقة العدوان منذ أشهر مضت، ولم ترد معلومات بالإفراج عنها حتى ساعة كتابة التقرير.
الناصري بيان خجول
على خجل أدان التنظيم الناصري تلك الحادثة، محملاً المسؤولية الانفلات الأمني الذي تشهده المحافظة، ومعتبراً تلك الأعمال استهدافاً ينال من قيادة وأعضاء التنظيم من قبل جماعات جبانة تهدف لإخضاعهم، حد وصف البيان، ولأنه أحد فصائل (المقاولة) وشريك أساسي في تأييد ومساندة العدوان، فقد بدت إدانته خجولة بالرغم من كون هذه العملية تأتي في إطار مسلسل استئثار المجاميع الإجرامية (القاعدة وداعش) على تعز، وإقصاء شركائهم في تأييد العدوان، في تكرار هزلي لسيناريو الجنوب والاغتيالات التي تطال قيادات وعناصر الحراك.
وقد بدأ ذلك المشروع باستهداف عناصر الناصري والاشتراكي المنخرطين في صفوف العملاء والمرتزقة، بمحاولة اغتيال القيادي الناصري عبدالله علي جسار في منزله في نجد مشرعة وحدنان، كما قامت جماعة (أبو العباس) بقتل محمود عبدالجليل سعيد قائد، وهو ينتمي للناصري في قرية المدروجة بصبر.
إلى ذلك، خرج عدد من المواطنين في مسيرة شعبية أمام مكتب التربية في شارع جمال، تندد بـ(اختفاء) الطفلة أماني، والانفلات الأمني الذي تعيشه المناطق الواقعة تحت سيطرة مرتزقة العدوان، مما يشير إلى أن جرائم عصابات المرتزقة في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم بلغت حداً لا يُطاق.
الأرجح أنه ومنذ هروب حمود المخلافي إلى عدن منذ قرابة شهرين، تعاني فصائل (المقاولة) ضائقة مالية نظراً لغياب قناة التواصل مع دول العدوان التي تمدهم بالمال والسلاح، وتقوم بتعويض عجزها المالي بأعمال النهب والسلب، علاوةً على الخلافات بين فصائل مرتزقة العدوان، واستئثار المخلافي وسرحان بالدعم المُقدم من دول العدوان على حساب بقية فصائل المرتزقة.
وفي ذات المربع الأمني الذي شهد اختطاف الطفلة (أماني)، (الجبهة الشرقية) الواقعة تحت سيطرة السلفي (أبو العباس) - الذي أخرجه المخلافي من السجن وسلمه تلك المنطقة - قامت مجاميع مسلحة تابعة لـ(المقاولة) باقتحام محلات الجبر للأدوية وسرقة مخازنها ونهب محتوياتها في وضح النهار، ليُغلق بعد ذلك شارع الأدوية بالأجينات في عملية إضراب قام بها أصحاب الصيدليات، مطالبين بالكشف عن الجناة ومحاسبتهم.
وفي إطار الانتهاكات التي ترتكبها (المقاولة) بحق القطاع الصحي، قام ناشطون بنشر صورة لشخص يُدعى محمد حمود، يتهمونه بسرقة المواد الإغاثية المقدمة من اليونيسيف، من داخل مستشفى الدرن، وبيعها للتجار مع المدعو نشوان الحسام، وهو نفس الشخص الذي قام بتشليح المستشفى وسرقة المولد الكهربائي التابع له.
وكان مستشفى الدرن تعرض للسرقة من قبل عناصر مسلحة بعضهم من عناصر (المقاولة) التي تقوم بحراسته، حيث قامت بنهب أثاث وأجهزة المستشفى ومعداته ومعظم محتوياته، ويقع المستشفى إلى جوار مستشفى الثورة العام، ويتمركز في فنائه عناصر الإصلاح.
وبحسب مصادر مطلعة، فقد قامت عصابات المرتزقة بنهب معدات مستشفى الثورة ونقلها إلى مستشفيات خاصة تابعة للمرتزقة، مثل مستشفى الروضة وغيره، ونهب المستشفى الجمهوري ومستشفيي الدرن والمظفر، كما قاموا بنهب معدات طبية من مستشفى التعاون.
وخلال أيام قليلة مضت زادت عمليات النهب التي تتعرض لها المرافق الحكومية، من قبل عناصر (المقاولة)، وعلى علم زعيم عصابات المرتزقة حمود المخلافي، قام مسلحو الإصلاح بنهب مخزن مبيدات زراعية من مخازن المرتفعات الجنوبية ومكتب الزراعة الواقع في حي عصيفرة، المجاور لحي الروضة الذي يقطن فيه المخلافي، وبيعها في عدد من الأسواق بالمدينة والأسواق المحيطة بها.
وأكد ذلك رئيس أمنية المرتزقة عبدالواحد المخلافي بقوله: إن أديب الصوفي وفارس الدورين قاما ببيع المبيدات لتمويل الجبهة الغربية (الضباب - نجد قسيم)، وهما مرافقان لحمود المخلافي، وكان مسلحو الإصلاح، سيطروا على مكتب الزراعة قبل أشهر، وقاموا بنهب كثير من محتويات المكتب، بينها مخازن المبيدات، التي تم بيعها عبر وسطاء لعدد من تجار التجزئة في أسواق المدينة ومناطق مجاورة.
وتقول معلومات إن المبيدات السامة صادرها مكتب الزراعة من الأسواق، نظرا لتأثيرها على التربة وصحة المزارع والحيوانات، وتم تحريزها في المخازن، حتى يتم ترتيب عملية إتلافها بطرق تضمن عدم إلحاق أضرار بالبيئة والإنسان، فيما تفيد مصادر خاصة أن تلك المبيدات مواد سامة محرمة دولياً، وهي مسرطنة وضارة بالبيئة، سبق أن تمَّ ضبطها ومصادرتها من قبل السلطات الأمن في نقطة المنشور، وهي عبارة عن صفقة تابعة لأحد التجار الذين يعملون في التهريب، قيمتها أكثر من 50 مليون ريال.
سرحان يقتحم (ملحمة)
من جانبه، اشتكى المواطن محمد الإبي، وهو أحد العاملين بالمؤسسة الاقتصادية قطاع اللحوم بشارع جمال، من اعتداء عبدالواحد سرحان - الذي عينته عصابات المرتزقة مديراً للأمن - بالضرب وإطلاق النار عليه ورمي اللحوم في الشارع، على خلفية رفضه دفع إتاوات الحماية، قائلاً: إن مدير الأمن عبدالواحد سرحان ومرافقيه قاموا بالاعتداء عليه باللطم والضرب، وإشهار السلاح وإطلاق النار عليه من أحد المرافقين لسرحان، غير أنها لم تصبه. ويضيف: (كان يريد مني أخذ مبالغ الإيجارات عن الفترة السابقة التي مضت، بحجة دعم اللجنة الأمنية، فقلت له نحن لدينا حساب عند المؤسسة ومبلغ ضمان ومبلغ عمولات، فقام برمي كل موجودات المحل إلى الشارع، ومحاولة سحبي إلى فوق الطقم لحبسي في مدرسة باكثير).
كما قام مسلحو المقاولة بنهب محل صغير لبيع (المقاطب) يقع بالقرب من المقوات في منتصف الشارع الواصل بين باب الكبير وفندق ديلوكس. فيما اتهم ناشطون شخصاً يُدعى فلاح العاطفي، بتزعم عصابة تقوم بسرقة منازل المواطنين في حارة الزهراء، والمولد الكهربائي التابع للمواصلات، مؤكدين أن منزله هو الوحيد في تلك الحارة الذي لم تطله السرقة. وقامت جماعة (أبو العباس) بنهب عدد من المنازل في حارة السواني وحي الدمغة.
السطو على السيارات يتنامى، والمتهم واحد والضحية واحدة، فاختفاء سيارة المواطن عبدالكريم الزنم من حوش منزله، ومرور السيارة المسروقة من نقطة أمنية تتبع (المقاولة) أنكروا رؤيتها في ما بعد، إحدى طرق سلب المواطنين سياراتهم، وأخرى هي إشهار الأسلحة بوجه المواطن ليتخلى عن سيارته تحت تهديد القوة، كما حدث مع المواطن رضوان العبسي؛ إذ قامت مجموعة مسلحة تتبع المخلافي بنهب سيارته بعد أن أشهروا السلاح في وجهه في حي القرشي.
نهب مؤسسات عامة وخاصة
ومنذ سيطرة مرتزقة العدوان على بعض الأحياء في تعز، قاموا بارتكاب عدد من الجرائم بحق المواطنين ونهب الممتلكات العامة والخاصة؛ حيث قاموا بنهب المجمع القضائي في جبل جرة وما بداخله من ملفات ومضبوطات خاصة بالقضايا الجنائية في المحافظة وأثاث، في 10 أبريل 2015، ووكالة سبأ للأنباء، ومكتب الزراعة والري، ومحطة كهرباء بعصيفرة، ومكتب أراضي وعقارات الدولة، وجميع مكاتب وزارات الحكومية، ونهب جميع المعدات والسيارات.
كما طال النهب قطاع البنوك والمصارف ومكاتب البريد الواقعة في جغرافيا سيطرتهم، إذ تمَّ نهب كاك بنك بشارع الزراعة جولة ساحة الحرية، وبنك الإنشاء والتعمير فرع 26، والبنك المركزي اليمني في العرضي، كما قاموا بنهب العديد من مؤسسات قطاع التعليم، وتحويل المدارس إلى سجون ومعسكرات تدريب، وعلى سبيل المثال لا الحصر اقتحام ونهب مدارس الوحدة في المسبح، والنهضة وباكثير بعصيفرة، وسبأ بالمسبح، ونعمة رسام بشارع جمال، وثانوية تعز الكبرى، وثانوية الشعب، ومجمع ناصر التعليمي، ومدرسة الثورة والحكيمي وغيرها، أما قطاع الثقافة فقد قاموا بنهب المتحف الوطني وهيئة الآثار، وإحراق مكتبة السعيد.
ولم ينجُ من أعمال تلك العصابات الإجرامية حتى قطاع الأمن، حيث قامت بنهب إدارة المرور ومئات السيارات وآلاف الدراجات النارية التابعة للمواطنين التي كانت في حوش المرور، ونهب إدارة البحث الجنائي والسيارات التي فيها المقدرة بالعشرات، ونهب الأمن السياسي وأقسام الشرطة وإدارة أمن المحافظة، وإدارة الجوازات، بالإضافة إلى اقتحام السجن المركزي بتعز ونهب محتوياته، وتهريب 1500 سجين، يتجندون حالياً ضمن صفوف تلك العصابات، لعل أبرزهم «أبوالعباس» الذي يقود كتائب السلفيين في الجبهة الشرقية.
كما طال النهب عدداً من المؤسسات الخاصة، لعل أبرزها محلات سامسونج في شارع جمال من قبل القيادي عمار الجندبي، في 8 فبراير الفائت، ونهب وإحراق مصنع هزاع طه ناجي في الحصب، ونهب الجامعة الأردنية في ساحة الحرية، بالإضافة إلى نهب مقر المؤتمر الشعبي العام في العقبة.
العصابات تُنكل بالمواطنين
وبينما ينشط مؤيدو العدوان على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام العدوان، يتاجرون بالقضايا الإنسانية لأبناء محافظة تعز، تجتهد عصابات المرتزقة في سبيل التضييق على المواطنين، وإلى جوار الاختطاف والقتل تسعى لإعدام مقومات الحياة الأساسية في مناطق سيطرتها، حيث قامت بقصف منشآت الغاز في الضباب جوار السجن المركزي، مما أدى إلى احتراق 70 ألف أسطوانة غاز، في رمضان الماضي، بعد أن قام عدد من مرتزقة العدوان، في وقت سابق، بقيادة القيادي في جماعة الإخوان المدعو عبده حمود الصغير، بالتقطع لناقلة محملة بصهريج نفط تابعة لشركة النفط اليمنية فرع تعز، مخصصة لمحطات تقع في المناطق التي يسيطر عليها المرتزقة، حيث قاموا بإيقاف القاطرة بالقوة والاعتداء على السائق ونهبه مبلغ 500 ألف ريال كانت بحوزته، ثم أجبروه على التحرك معهم إلى منطقة الروضة، وقاموا بشفط ما يزيد عن 45 ألف لتر من البترول إلى وايتات خاصة بهم، ثم اقتادوا الناقلة بالقوة إلى حي المسبح جوار مقر الإصلاح، وهناك قاموا بشفط ما تبقى فيها من بترول، وتدافع الناس بأعداد كبيرة للحصول على البنزين، فحصل خلاف بين المرتزقة وتبادل إطلاق النار بينهم، مما أدى إلى احتراق الناقلة وامتد الحريق إلى المنازل، وأسفر عن مقتل 80 شخصاً وإصابة 135 بجروح، بالإضافة إلى احتراق عدد من المنازل وأكثر من 20 سيارة في الحي.
مع تزايد تلك الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها عصابات المرتزقة في تعز، تبدو الفرصة مواتية لأبناء المحافظة للتخلص من حالة العبث والانفلات الأمني التي تفرضها تلك العصابات، بالتخلي عن الموقف السلبي الذي يوفر ستاراً واقياً تحتمي خلفه العصابات، ودعم دعوات إحلال السلام في المحافظة.
المصدر صحيفة لا / عبدالقادر حسين