الخليج صهيوني.. معادلة معكوسة
- تم النشر بواسطة خاص / لا

تصنيف الخليجيين لحزب الله بين ابتهاج إسرائيل واستنكار العرب
الخليج صهيوني.. معادلة معكوسة
تحافظ جبهة التساند العربي على تماسكها في مواجهة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية وكلاب حراستها في المنطقة، فعلى الرغم من أن السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، وجه خطابات كثيرة تندد بالعدوان على اليمن، إلا أن وقع خطابه الأخير على العدو الإسرائيلي كان بالغاً، وبدورها نصبت دول مجلس التعاون الخليجي نفسها محامياً لإسرائيل، وأعلنت تصنيفها لحزب الله جماعة إرهابية.
ابتهج الإسرائيليون لذلك، واعتبروا ما جاء من موقف دول مجلس التعاون باتجاه حزب الله متطابقاً تماما مع موقف كيان الاحتلال الإسرائيلي باعتبار حزب الله منظمة إرهابية، فيما اعتبرت الأمم المتحدة، وفقا لمصادر سياسية، أن قرار مجلس التعاون الخليجي، الأربعاء الفائت، بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية، لا يعنيها، طالما أنه لا يتوافق مع معاييرها لتعريف الإرهاب.
غير أن قرار الخليجيين قوبل بإدانة واستنكار واسعين في العالم العربي والإسلامي على المستويين الشعبي والرسمي، وبينما لم تجرؤ (حركة حماس) على استنكار القرار الخليجي بحق حزب الله، اعتبر الحزب الشيوعي الفلسطيني ذلك القرار أنه جاء في إطار التنسيق المتبادل بين الكيان الصهيوني، ودول مجلس التعاون الخليجي، وتحديداً المملكة العربية السعودية، بهدف ضرب استقرار لبنان والتأثير السلبي على المنطقة برمتها، موضحاً أن دول الخليج تعمل على خدمة أسيادها في أمريكا والكيان الصهيوني، من العدوان الغاشم على اليمن، والتآمر على سورية، والتخلي عن القضية الفلسطينية، لتكتمل حلقة التآمر على المنطقة العربية باعتبارها لحزب الله منظمة إرهابية.
ووصف المجلس الأردني للشؤون الخارجية، قرار مجلس التعاون بالمضحك، مشيراً إلى أن من السخرية أن السعودية التي تعد مركز الإرهاب والممول الرئيسي له، تصنف حزب الله المقاوم بالإرهابي، بعد أن أعلن الرئيس فلاديمير بوتين عن حزب الله بوصفه حليفا لروسيا في مواجهة (الإرهاب).
وأوضحت كتلة (الوفاء للمقاومة) النيابية في لبنان، أن قرار المجلس الخليجي، تصنيف حزب الله بأنه (منظمة إرهابية)، هو من متطلبات تطور العلاقات السعودية الصهيونية، وشرط لتطوير العلاقة معه، محملة النظام السعودي مسؤولية صدوره وتبعاته.
وأثارت قوائم المنظمات الإرهابية التي أعلنتها بعض الدول الخليجية جدلًا واسعًا من قبل المنظمات الحقوقية والعاملة في مجال حقوق الإنسان، والمجتمع المدني، وكانت أبرز علامات الاستفهام حول (المعايير) التي تم بموجبها وضع اسم جماعة أو منظمة ضمن القائمة، والأسس والشواهد والقرائن والإثباتات، التي تمت على أساسها هذه التصنيفات.
وأوضح حسن نصر الله بقوله: (إن أشرف وأعظم ما فعلته في حياتي هو خطابي في ثاني يوم من الحرب السعودية على اليمن، ولا توجد مظلومية على وجه الكرة الأرضية توازي مظلومية الشعب اليمني نتيجة الحرب السعودية)، مضيفاً أن وقوفه ووقوف حزب الله مع الشعب اليمني أهم وأرقى من مواجهتهم لإسرائيل في حرب تموز.
وقال نصر الله: عندما يسكت العالم العربي عن حرب السعودية على اليمن، فهذا يعطيها شرعية لشن هجوم على بلد آخر، وهناك قوى لبنانية تأمل حصول (عاصفة حزم) في لبنان مماثلة لـ(عاصفة اليمن)، متابعاً (إن حزب الله قادر وجدير ويملك كفاءة المواجهة وحده، ولا نطلب من أي حليف إحراجاً، وكل ما يتردد عن إجراءات ضد لبنان واللبنانيين في الخليج (الفارسي) لا يستهدف إلا حزب الله).
ما إن أنهى خطابه حتى غاصت مواقع التواصل الاجتماعي بتفاعل منقطع النظير من قبل اليمنيين، عرفاناً ووفاءً له، واحتشد عدد من أبناء مديرية الثورة بالعاصمة صنعاء، الخميس الفائت، في وقفة شكر وعرفان للسيد حسن نصر الله، وفاءً لمواقفه الثابتة تجاه الشعب اليمني، معبرين عن استهجانهم للموقف المخزي الذي عبرت عنه دول الخليج بجعل حزب الله منظمة إرهابية، مهنئين حزب الله على شرف خصومة كلاب حراسة أمريكا وإسرائيل.
وأشاد القائمون بأعمال الوزراء بالموقف الأخلاقي والإنساني للسيد حسن نصر الله إزاء العدوان على اليمن، وما تحمله حزب الله من تبعات هذا الموقف الإنساني السباق، وأوضح بيان صدر عنهم أن تصنيف دول الخليج يصب في خدمة العدو الصهيوني وأعداء الأمة العربية والإسلامية، مؤكدين على التضامن الكامل مع حزب الله وقيادته في كل مواقفها النضالية والأخلاقية والإنسانية التي تعتبر من صميم مبادئه وسياسته ومنهجه وعقيدته.
من جهته، قال حزب البعث، في بيان له، إن المقاومة اللبنانية بقيادة السيد حسن نصر الله أصيلة في فكرها وتوجهها، وأنها في موقفها لا تعرف براقع السياسة، وأنها تساند الحق ضد الباطل، لهذا فهي تؤصل وتجذر اتجاه محور المقاومة، وتربط بين أجزائه، وتعتبر الجزء من الكل، فليس غريبا عنه أن يدافع عن اليمن، وذلك هو الجزء الأصيل من المقاومة.
وقال البيان: (إن قرار الخليجيين يعبر عن الرعب الذي أصابهم من انتصارات المقاومة في اليمن وسوريا ولبنان والعراق).
ومن الداخل السعودي أدان بيان صادر عن (أحرار وشرفاء الجزيرة العربية) (ما يُسمى المملكة العربية السعودية)، الجمعة الفائتة، ما وصفوه بـ(قرار العار) الذي صنّف حزب الله (منظمة إرهابية).
وورد في البيان الذي نشره موقع قناة (المنار): (باسم جميع الأحرار والشرفاء في مختلف مناطق الجزيرة العربية، الواقعة تحت سطوة وحكم عائلة آل سعود، نوّجه رسالة اعتذار عن صدور قرار العار بحق حزب الله اللبناني، الذي هلل له كيان الاحتلال الإسرائيلي فرحاً وطرباً)، مؤكداً أن القرار الرسمي اليوم مصادر بالقوة المالية والعسكرية.
وتابع البيان: وانسجاماً مع وجدان وتاريخ الأمة، نؤكد التزامنا بقضايا الأمة العربية والإسلامية، وعلى رأسها قضية العرب والمسلمين الأولى فلسطين، مشددين على أن الكيان الإسرائيلي كان ولايزال هو العدو الأول لنا في المنطقة.
المصدر خاص / لا