عنقودية.. أجل عنقودية
- تم النشر بواسطة صحيفة لا / خلدون عبدالباقي
مفوض حقوق الإنسان لا يزال مفوضاً
عنقودية.. أجل عنقودية
في لقاء له على قناة الميادين كشف الناطق الرسمي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان عن استخدام قوات تحالف العدوان بقيادة السعودية قنابل عنقودية في محافظة حجة شمال اليمن، وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم المفوضية إن المفوضية تلقت تقارير وصفها بالمروعة حول استخدام قنابل عنقودية من قبل قوات التحالف. وكشف كولفيل أنه تم العثور على 29 قنبلة في مزرعة للموز، أي أنها منطقة غير عسكرية، وأضاف أنه خلال شهر ديسمبر 2015 قتل 62 مدنيا في عدة محافظات يمنية، نتيجة قصف طيران التحالف.
في الوقت الذي ما زالت أصداء تصريح كولفيل تتردد أقدمت طائرات العدوان السعودي على إلقاء قنابل عنقودية في العاصمة صنعاء، في وقت مبكر من يوم الأربعاء 6 يناير، أسفرت عن مقتل شخص متأثراً بجراحه، وإصابة نحو 15 شخصاً بشظايا، بالإضافة إلى تضرر عشرات المنازل والسيارات، خمس منها احترقت بالكامل.
الائتلاف المدني لرصد جرائم العدوان قال إن التحالف السعودي استخدم قنبلة من نوع سي بي يو 58، وهي عبارة عن صندوق يحتوي على 650 قنبلة صغيرة تحوي كل قنبلة على 5 ملجم من حبيبات التيتانيوم التي تسبب الاشتعال. واعتبر الائتلاف أن استخدام القنابل العنقودية في مناطق سكنية يعد جريمة حرب، وهذا ما أكدته هيومن رايتس ووتش في تقريرها الصادر يوم الخميس 7 يناير، حيث قالت إن تلكم القنابل تعد من الأسلحة المحرمة دولياً، وهي صناعة أمريكية استخدمت لأول مرة في حرب فيتنام من قبل الجيش الأمريكي.
وأضافت رايتس أن استخدام تلك القنابل يعد جريمة حرب، كونها استخدمت في مناطق مكتظة بالمدنيين.
وقال ستيف غوس مدير برنامج الأسلحة في هيومن رايتس ووتش: (استخدام قوات التحالف المتكرر قنابل عنقودية في وسط مدينة مزدحمة، يدل على نية لإيذاء المدنيين، وهو جريمة حرب. هذه الهجمات الشنيعة تبين أن التحالف يبدو أقل قلقا من أي وقت مضى حول تجنيب المدنيين أهوال الحرب).
وانتقدت بعض المنظمات استمرار الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في بيع الأسلحة للسعودية رغم الانتهاكات المتكررة والمطالبات بفتح تحقيقات جدية في استهداف المدنيين.
الملفت في الأمر أن حكومة عملاء البلاط السعودي انبرت للعب دور المحامي والدفاع عن السعودية وتحالفها، في ردة فعل على تصريحات المفوضية السامية لحقوق الإنسان، حيث صرحت على لسان المدعو عزالدين الأصبحي أن ممثل المفوضية السامية لحقوق الإنسان في اليمن شخص غير مرغوب فيه، مبررة ذلك بأنه لا يعمل بمهنية ويفتقد الموضوعية في عمله، مطالبة ممثل المفوضية في اليمن بمغادرة اليمن في الوقت الذي كان فيه (جورج أبو زولف)، وهو ممثل المفوضية السامية، خارج اليمن أصلاً منذ أكثر من شهر، في رحلة عمل.
مراقبون اعتبروا أن هذا التصرف من قبل حكومة هادي التي من المفترض تكون هي أكثر حرصاً على مواطنيها من ممثل المفوضية، يعد عاراً على حكومة هادي.
من جهته عبر بان كي مون عن أسفه تجاه قرار ما سمَّاها الحكومة اليمنية بحسب قوله، بل وفي ذات التصريح أكد مون أن التحالف استخدم قنابل عنقودية في صنعاء، مهاجماً تصرفات حكومة هادي بطريقة دبلوماسية.
هذا الأسلوب بالخطاب غير المعهود لبان كي مون وضع هادي وحكومته في موقف حرج أمام العالم، لتعود بعدها الحكومة بساعات للإعلان بأنها تراجعت عن قرارها الذي قضى بطرد ممثل المفوضية في اليمن. جاء هذا الإعلان عبر الإعلام كما هي عادة حكومة هادي، إلا أن المفوضية السامية رفضت هذا الإعلان، وأجبرت الحكومة على إرسال مذكرة خطية تؤكد تراجعها عن قرار طرد ممثلهم، مع أنه بحسب مصادر أكدت أن قرار الطرد سابقاً لم يكن خطياً، وإنما كان عبر وسائل الإعلام، وهذا يعني أن رد فعل المفوضية كان قاسياً كنوع من التأديب، وهو ما حدث بالفعل. وبحسب مصادر فإن أبو زولف لا يزال في العاصمة الأردنية عمان في رحلة عمل، ويمارس مهامه كممثل للمفوضية السامية في اليمن.
ولا يعد تقرير المفوضية السامية هذا هو الأول في حق التحالف السعودي، حيث سبق أن أصدرت المفوضية بياناً صحفياً في أواخر سبتمبر الماضي، اتهمت فيه التحالف بقتل أكثر من 30 مدنياً في مديرية ميدي الساحلية غرب محافظة حجة، وهي ذات المجزرة التي نفذها العدوان في قرية الزيلع، حيث هاجمت طائرات الأباتشي مواطنين في تلك القرية، مستهدفة منازلهم، وحينما هرب المواطنون من منازلهم قامت طائرات الأباتشي بملاحقتهم وقتلهم، وكانت حصيلة المجزرة 33 شهيداً، بينهم 12 طفلاً و9 نساء.
هذا تقرير أيضاً أثار حفيظة التحالف، وكانت أول ردة فعل هي أردنية، حيث صرح وزير خارجية الأردن على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، عن رفض بلاده لهذا التقرير، واعتبره غير صحيح، وهو نفس الموقف الصادر أيضاً على لسان مسؤول سعودي ومسؤول في حكومة هادي.
كما أصدرت المفوضية السامية تقريراً سابقاً يتهم السعودية باستهداف مخيمات النازحين في منطقة المزرق في حجة، بعدة قذائف صاروخية، في شهر أبريل 2015م. كذلك أصدرت المفوضية السامية عدة تقارير عن الوضع الإنساني في اليمن، محذرةً من كوارث إنسانية ومجاعات.
المصدر صحيفة لا / خلدون عبدالباقي