من يحاولون سلخ حضرموت عن اليمن مصالحهم كلها في الخليج ولديهم رواتب وألقاب من بريطانيا منذ الاستعمار
- تم النشر بواسطة صحيفة لا / صلاح علي
مفتي تعز السيد سهل بن عقيل لـ «لا»:
من يحاولون سلخ حضرموت عن اليمن مصالحهم كلها في الخليج ولديهم رواتب وألقاب من بريطانيا منذ الاستعمار
في هذا العدد من «لا» نسلط الضوء على واقع حضرموت المعاش اليوم في ظل وباء الاستعمار المتفشي في أنحائها، وعن دور المجتمع وقواه في مواجهة المشاريع الاستعمارية الهادفة لسلخها عن الجسد الوطني اليمني، وعن مستقبل ومواقف التيار الصوفي الحضرمي، من خلال حوارنا مع مفتي محافظة تعز الشيخ سهل بن إبراهيم عقيل، الذي لم يمنعه مرضه من مقابلتنا، بوجه بشوش باسم وطرح صادق وواعٍ من شخصية متواضعة رغم ما تكنزه من معرفة وحفاوة في الوسط الاجتماعي والسياسي، كمتفقه صوفي مقاوم يقاتل بالكلمة وصوته الصداح المبحوح، عصامي لم ينصع لما يلاحقه من خطر فادح تزداد كل يوم عظمته.. إلى نص الحوار.
شيخ سهل.. كيف ترى واقع حضرموت اليوم؟ وما الذي تتوقعه لها في ظل عاصفة المؤامرات وإغراقها بشذاذ الآفاق وعصابات الجريمة المنظمة - حضرموت- جغرافيا وتاريخ وبنى اجتماعية يمنية إلى أين؟
حضرموت إقليم من أقاليم اليمن، ولها تاريخ خاص في إطار التاريخ العام لليمن، وكثير من أهلها هاجروا منها وانتشروا في كل أقطار العالم، بحثاً عن الرزق، بسبب الطبيعة الصحراوية القاحلة لحضرموت، والآخر كان بسبب أحداث ما بعد 67م في الجنوب وقيام جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية، وما حدث من جرائم وما إلى ذلك، وكان الاستعمار الأنجلوسكسوني البريطاني الأمريكي الصهيوني والسعودي منذ احتلال الجنوب وبعد الاستقلال حتى اليوم يتآمرون لتمزيق اليمن، ومن ذلك فصل حضرموت عن اليمن، وهذا الاستعمار أوجد له أيادي في حضرموت، واستغلوا الهجرات واحتقانات الصراع، وبدأت تنفذ إلى رؤوسهم فكرة الاستقلال عن اليمن والانضمام للخليج، ومعروف أنهم دعموا الوحدة اليمنية في عام 90م، وكان ذلك ليس حباً بالوحدة ولا بحكم الشمال والجنوب، لكن من أجل البحث عن فرصة لتحقيق هذا المشروع والتهيئة له، والكثير من أبناء حضرموت ارتبطوا بمصالح في الخليج في السعودية والكويت، واستمالوا كثيرين..الاستعمار الأنجلو سكسوني والأنجلو أمريكي والسعودي انتظروا الفرصة للانقضاض على اليمن وعلى حضرموت، وهيأوا لذلك منذ وقت طويل. ومع قدوم (المبادرة الخليجية) بعد 2011م، بدأ التنفيذ في مرحلته الأخيرة، وجاءت الهيكلة وتدمير الجيش اليمني واغتيال الضباط والقادة الفاعلين المؤثرين لتسهيل الانقضاض الاستعماري على اليمن، وأخيراً جاءت (العاصفة) السعودية العدوانية لتستكمل تنفيذ المشروع عسكرياً بعد أن أعاقته وتصدت له ثورة 21 أيلول / سبتمبر، وابحثوا في التاريخ من قبل 62م وبعدها إلى اليوم، وكيف صنع الاستعمار ببلادنا، وكيف أغرق حضرموت بالقاعدة والدواعش والمجرمين من أجل استعمارها.
وانظروا لمشروع (الأقلمة) في مؤتمر الحوار، أستغرب كيف أن بعض القوى تسمي نفسها وحدوية، وتريد أقلمة، وتسعى للتقسيم والانفصال.
هؤلاء الذين يبحثون اليوم عن استقلالهم مصالحهم كلها في الخليج، وهؤلاء الذين يسمون أنفسهم علماء مثلاً بعض الحبايب وغير الحبايب، تضخ لهم أموالهم ولهم أربطة وهي تعمل تحت سياسات المملكة السعودية.
الآن انكشف الغطاء، وحضرموت لن تنفصل عن اليمن بإذن الله تعالى، لأن فيها رجالاً رغم قلة عددهم وقلة مددهم، إلا أنهم يعرفون الحق، وأن العزة والكرامة لهم في عدم سلوك ما يسلكه ضعفاء النفوس، والذين سلكوا في سبيل الاستجداء مثل الذين أيدوا العاصفة وأيدوا العدوان على اليمن وعلى حضرموت، إنما هم مستجدون، ولا فرق بينهم وبين الذين كانوا يشحذون على أبواب السفارات وينبطحون تحت مكانس القاعدة والدواعش والسلفيين من قبل العدوان وبعد العدوان، ولا فرق بين من يستجدي من السفارات أو من الأمراء.
ما هو دور الحبايب اليوم في حضرموت والمدرسة الصوفية بشكل عام؟ ألهم دور مؤثر في مواجهة المشروع الاستعماري الهادف لسلخ حضرموت عن اليمن وضمها للكيانات الوظيفية الخليجية وغيرها في المنطقة؟!
هؤلاء قد حرقوا أي دور سيكون لهم! أنا أتذكر في سنة 52م أو 53م ونحن لا زلنا صغاراً، جاء كبير الحبايب إلى عدن، ويركع أمام الملكة إليزابيث، وفي تلك الأيام كان الدين أعظم والقبيلة أعظم، وتقول له بسم الأب والابن والروح القدس نمنحك لقب (السير). ومن ذلك اليوم وإلى الآن لا يزالون يحملون ألقاب السير ومعاشات من بريطانيا، وأصبحوا مليارديرات.
ما هو الحل إذن من قبل المجتمع ومن القوى الوطنية؟
ما هو الحل في العضو المؤذي؟ هؤلاء إن أردتهم صوفية كانوا صوفية، وإن أردتهم وهابيين كانوا وهابيين، وإن أردتهم شركاء الله في ملكه يقربون الناس ويبعدون الناس، كانوا كذلك..
الحبيب الجفري فاجأ محبيه حين برَّرَ للعدوان على اليمن مع بدايته في 26 مارس 2015م! في المقابل لم نسمع له موقفاً مناهضاً لإسرائيل! هل يصح القول إن هناك تياراً صوفياً أمريكياً على غرار الوهابية؟!
يا أخي الجمعية الماسونية من القرن الثامن عشر حتى الحادي والعشرين تعمل على تفريق الإسلام والمسلمين، وارتداء كل لباس يمكن. كل الطرق تؤدي إلى روما.
الذي تجرأ وقال وأيد (عاصفة الحزم) هو معروف، (أبو زيد معروف بشملته)، من أيام الاستعمار البريطاني، ومن هو الملقب بالسير، أول سير باليمن، الذي لقبه جورج الخامس والملكة إليزابيث، معروف من هو.
وهذا اللقب البريطاني أعطي ليتواتره الأبناء عن الآباء، وهو لا يعطى إلا لمن قدم خدمة جليلة للامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس. هؤلاء كلهم انفضحوا الآن، وكل شيء انكشف.
تتواصل مع الحبيب عمر بن حفيظ، فما هي مواقفه من موجات التمزيق والشرذمة التي تقودها الإدارة الأمريكية بأيادٍ عربية وإسلامية؟!
أنا لست مسؤولاً عن موقف كل شخص، هذا عليكم أنتم، أنا لا أتواصل معه.. سائلوه أنتم، فإذا كان من جملة الحبايب فهو منهم، من جملة نتنياهو، وإذا كان مع الوحدة الوطنية فهو معها.. لا شأن لي بالناس.
كسر السيد المقدَّم (السيف) في العصر الوسيط، كدلالة على انتهاج السِّلم والمحبة.. أليست تلك مثالية مجافية للواقع اليوم، لاسيما وأن سواطير داعش مسلطة على الرقاب؟!
هذه الواقعة في ذلك الزمان كانت واقعية، لكنها ليست كذلك اليوم، ولو جاء سيدنا الفقيه المقدَّم، ولو جاء والده سيدنا أحمد بن عيسى، ولو جاء جده المهاجر إلى الله علي بن زين العابدين، ولو جاء جده سيد المرسلين محمد وجاء سيدنا علي بن أبي طالب، ورأوا ما نعيشه، ورأوا هؤلاء يتسولون هنا وهناك، لكان موقفه في موقف الرجال العلماء الحقيقيين اليوم، والذين يخافون الله ويرون الأمة الإسلامية والعربية تتعذب وتهان تحت أحذية اليهود والامبريالية الأمريكية وينتصرون لها، ولكان السيد المقدم استل سيفه وقاوم، إن لم يكن من أجل العقيدة أولاً، فمن أجل الحمية ثانياً.
أي حق مع هؤلاء في إبادة الشعوب وهم صامتون، يرون تجهيل الأمة وتجويعها وإذلالها وهم لا يفعلون شيئاً سوى الصمت والتسول في عتبات السفارات وعند الأمراء؟!
ما الضمانة التي تجعل صوفيي تريم مطمئنين من أن موجات الذبح الداعشية لن تطالهم؟!
حالة ذل واستكانة، من يذبحك أنت أعلم به، فكيف تقف مع هؤلاء الأراذل، عرفت الحق وعرفت الباطل وعرفت الجرائم وعرفت الإسلام وعرفت الإخاء والمحبة والسلام، ليست طمأنينة بقدر ما هي استكانة وخضوع، وداعش والقاعدة في حضرموت دمروا وخربوا الآثار والشواهد والقبور والمقامات والمساجد، وقتلوا وأجرموا.. وكل هذه وغيرها توضح كل شيء، فلماذا الصمت على الذل وعلى استباحة الكرامة والإنسانية؟
إلى أي مدى تعتقد أن المناهج الرسمية القائمة في اليمن التي تلقن للناشئين، تسهم في دعشنة ذهنياتهم وتفريخ هذه الانحرافات التي تفتك بالبلد؟!
أريد أن أسألك: الإنسان أصله ماذا؟ أصلهُ عقل.. هل هناك حمار بنى بيتاً أو يقرأ ويكتب أو يزرع..؟ من الذي يصنع هذا كله؟ الإنسان، يصنعهُ بالعقل، بنور العقل، فتفريغ العقل مما ينفع الإنسان، وجعله خادماً لغيره، ومجرد تابع، هذه من الأسلحة المهمة في تأخر الإنسان وجعله تحت أحذية الصهاينة والاستعمار.
وهذا ما فعلته هذه المناهج، إفراغ العقل من النور وتجهيله.. مدارس وجامعات أصبحت شعاراتها التجهيل والهدم، استعمروا الرؤوس واستحمروها.
هل ترى أن على (جماعة الإخوان) أن يقوموا بمراجعة فكرية وفلسفية لأيديولوجيتهم وخطابهم الديني والسياسي، كشرط للقبول بهم في المشهد السياسي مستقبلاً؟!
الإخوان المسلمون من نشأتهم لم يغيروا أفكارهم، ينتهجون التضليل للوصول إلى الحكم، كما هو الحال عند اليهود وما يقومون به من جرائم بغرض المكاسب السياسية، هم هكذا هناك نجاستان لا تطهران بالدبغ ولا بالذبح، نجاسة الكلب والخنزير، يجوز لك استعمال جلد الميتة إذا دبغتها، لكن جلد الكلب والخنزير لا يجوز لك، هؤلاء أشد خطراً، إنهم العصا الكبيرة للماسونية العالمية.
الشيخ نمر النمر (إرهابي)، ونتنياهو (صديق)، وإيران (عدو) للأمة العربية، والكيان الصهيوني (حليف)، وأمريكا (منقذ)، السعودية (عروبية) واليمن (فارسية) (مشبوهة) الانتماء والتاريخ... ما الذي يحدث؟!
المفارقة هذه هي نفس المفارقة التي كانت مع الشاه الإيراني العصا الغليظة على الخليج وعلى الأمة، وأكبر حليف لإسرائيل، في نفس الوقت الآن فقدت العصا، والصحوة العربية والصحوة الإسلامية لم تعد تحت الرماد، الآن طلع الدخان، وفي لهيب الشعوب العربية والإسلامية ستحرق العملاء، وهؤلاء أيامهم محدودة، وبعد سقوط الشاه حليف إسرائيل والأمريكان، ومجيء الثورة الإسلامية، تغيرت المواقف، وهو الأمر ذاته مع صدام حسين حين ساندوه في الحرب ضد إيران بعد الثورة، وحرضوه ودفعوه، ثم انقلبت المواقف بعد انتهاء الحرب.
الآن هم يدعون أن إيران تحتل جزر طنب وأبو موسى، ويتصارعون حول البحرين، لماذا لا يحاربون إيران إذن ويستردونها؟ إنهم أعجز من أن يفعلوا.
هذه المفارقات وهذا الكذب وقلب الحقائق لأنهم يعرفون أن المد الثوري بدأ نحوهم، وأنه في حالة مد وجزر...
سأضرب لك مثلاً كالأمنية، وهو أن أمريكا تقوم بتغيير الحكم في السعودية، طبعاً ستكون مشاعر الأمة العربية والإسلامية متأججة، لكن هل ستستغني أمريكا عن هؤلاء العملاء حقاً؟! هي تعرف أنها لن تجد أشر منهم، ولذا لن تقوم بتغيير إلا في داخل هذا الشر، وهنا المفارقة أيضاً في الموقف الأمريكي المضلل، فهو يقول ويدعي الحقوق والحريات، وفي الوقت نفسه يحافظ على هذا الشر، ويعمل على بقائه، وهو يناقض كل ما يدعيه ويروج له، وأمريكا تريد قلعهم اليوم قبل غد، لكنها تخاف من أنها لن تجد عملاء أفضل من آل سعود.
العالم يتغير، فأين ترى موقع اليمن من جهة وموقع السعودية من جهة أخرى، على المدى القريب المنظور؟!
اليمن بوضعها المأساوي تجترح انتصارات أسطورية كل يوم، وأذهلت العالم بصمودها وبطولاتها، رغم تواضعها من حيث الإمكانيات والعتاد بالمقارنة مع أمريكا أو سوريا أو مصر أو حتى السعودية، ولذا هي إلى نصر عظيم لامحالة، وليس أمامنا إلا أن نموت أو ننتصر ولا شيء آخر، وبرغم هذا الدمار والخراب لكل البنية التحتية ستنتصر اليمن، أما السعودية فإنها إلى زوال برغم إمكانياتها وحلفائها وما يقدمه لها أسيادها من عون شامل.
وانظر فقط خلال أسبوع من الآن إلى الانهيارات التي يتلقونها في الاقتصاد والحرب، انهيارات هائلة متتالية، ولذا هي لا محالة إلى زوال وإلى هلاك.
كيف تتصور خاتمة هذا العدوان الجائر؟ وما الذي يمكن أن يضع حداً له برأيك.. الحوار أم السلاح؟!
قلت لك هم الآن في النفس الأخير، واليوم أصبحت الأمور متسارعة أكثر وأكثر، وما كان يحدث في عام يحدث في شهر، وما كان يحدث في شهر يحدث في أسبوع، وما كان يحدث في أيام يحدث في ساعات ودقائق، وهكذا النهاية الوخيمة تحل عليهم، وهي قريبة.
(مقاطعاً) برأيك القوة إذن أم السلاح؟!
عامل الردع هو القوة، وبلا شك أمريكا تؤمن بالقوة، ولو لم تكن كذلك لما رفعت الحظر عن إيران، وأفرجت عن أرصدتها.. والآن دول الخليج هذه تنبح مثل الكلاب الجرباء على إيران، بينما لا يستطيعون أن يطلقوا رصاصة تجاهها.
لماذا يضطر السيد سهل بن عقيل للنزوح خارج المدينة التي هام بها وجداً، بينما يتجول خفافيش (أبو العباس والمخلافي) ولصوص الأزقة كملوك في تعز؟!
هؤلاء بالطبع جزء من المشروع السعودي والماسوني، والدور الذي يقومون به لاستعمار العالم العربي، وانظر ما الذي فعلوه في سوريا ...
(مقاطعاً) ولماذا نزحت أنت من تعز؟
أما سهل إبراهيم عقيل هو درويش انتزعوا بيته وهدموه، وهدموا بيوت أولاده، وسرقوا كل ما يملكه، ولو قدِّر لي العودة إلى تعز لن أجد حتى ملاءة أنام عليها، ولا مأوى.. وأنا لي أسرة تزيد عن 30 شخصاً.
هل سنراك عضواً في جولة مفاوضات قادمة ضمن وفد القوى الوطنية؟!
أعتقد أنه لا مفاوضات مع هؤلاء الأراذل والأسافل وخونة بلادهم وأمتهم، ومن كانوا أحذية الأحذية، ومنهم هؤلاء الإخوان المجرمون البعيدون تماماً عن الإسلام..
هل بالإمكان إذن أن نراك عضواً في أية مفاوضات قادمة، في مفاوضات نحن طرفها الأقوى؟
ما تراه القيادة في مصلحة اليمن والثورة الشعبية، فأنا الخادم.. لكني أقول إنني لست مع التفاوض مع هؤلاء الذين فروا للرياض، وكما قال النبي (ص): (اجعلوا آخر دواكم الكيّ).. لا تفاوض لا تفاوض. الكي ثم الكي ثم الكي ثم الكي.
المصدر صحيفة لا / صلاح علي