أقصوصة لعبة

مليا ياما اشتاقت لمصاحبة لعبة تملكها عروس تكون أو مثلها طفلة. تكبرها ومتى شاءت تكون أصغر منها. تسميها وتناديها، تطعمها، تمشط شعرها، تفليها. تتركها جانباً، تهملها ثم تعود مسرعةً إليها تحملها وتصالحها. من خشب أو قصب أو قش تصنعها، من ورق أو بقايا خرق مرمية أو.. بلا جدوى. 
مرة في صحوتها أرادت منفردة تجسيد مشروع لعبتها الممنوعة الملعونة. تأخذها بعيداً معها. تبوح لها، تصارحها ببعض مشاعرها. بسر مازالت تحتفظ به بعواطف أمومتها. لكنها سرعان ما ردت مكلومة خذلى عاجزة لا تقوي فكاكا من جبروت رقيب آخر أشد وأمضى كان قد زرع بداخلها. يترصدها أبداً يتعقبها يحذرها ويتوعدها.
ويوماً على فراش نومها رغما عنها حلمت بلعبة كانت مخيلتها المحاصرة قد التقطتها وشكلتها ورسمت ملامحها من نتوءات موقد أمها لتختزنها خفية في باطن طيات ذاكرتها. همست وهي تغط في نومها ترجوها أن تتوارى وتعود من حيث أتت، وألا تظهر نفسها لمن هم حولها، أبيها.. أمها.. إخوتها.. حركت يدها تحثها، ودون وعي منها أو علم بزغت من بين شفتيها الطفولية المتيبسة كلمة.. هيا.. حرمتها حتى أن تفكر، أو حتى تحلم ثانية.