معادلات السلام المشرف
 

الكرار المراني

الكرار المراني / لا ميديا -

"بعون الله وتسديده دكت صواريخنا من نوع "قدس" و"ذو الفقار" وطائرات "صماد 3" المسيرة مقرات ومراكز عسكرية في عاصمة العدو السعودي، منها وزارة الدفاع والاستخبارات وقاعدة سلمان الجوية، ومواقع عسكرية في جيزان ونجران".
تفاصيل العملية الكبرى جاء في هذه الفقرة الأهم من بيان القوات المسلحة اليمنية، الذي جاء على لسان ناطقها الرسمي العميد يحيى سريع، عقب عملية توازن الردع الرابعة التي استهدفت العمق السعودي ومؤسساته السيادية وقواعده العسكرية المحصنة التي أصبحت تحت رحمة الصواريخ الباليستية والطيران المسير.
إن استمرار قوى العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي في حربها العدوانية على الشعب اليمني الصامد على مدى 6 سنوات متتالية أثبت أن عدونا لا يفهم إلا لغة القوة والحديد والنار، لذلك كان خيار شعبنا منذ اليوم الأول للعدوان المواجهة مهما كانت التضحيات باهظة، وعمد إلى تطوير قدراته العسكرية من الصفر معتمدا على الله، والعقول العبقرية والخبرات التي غيبت وهمشت في السابق، فأبدعت وأنجزت وحققت طفرة في الصناعات العسكرية من الطلقة حتى الصواريخ الباليستية والطيران المسير.
جاءت عملية توازن الردع الرابعة لتؤكد صوابية خيار المواجهة. وإن كان ثمن الحرية والكرامة والاستقلال فادحاً، فإن ثمن الخضوع والاستسلام أفدح. وها نحن نشاهد مجرى الصراع مع الغزاة المعتدين ومرتزقتهم كيف تغير، وتغيرت معه استراتيجية المواجهة من الدفاع إلى الهجوم، فأصبح البواسل من مجاهدي الجيش واللجان هم من يتحكمون بزمام المبادرة ويحددون طبيعة المواجهة وشكلها واختيار الزمان والمكان المناسبين.
هذا التطور النوعي في الأداء، والمهارة العالية في التعاطي مع المتغيرات في الميدان، أفشل كل مخططات الأعداء الرامية إلى احتلال البلد ونهب ثرواته وسلب قراره السيادي والسياسي وإعادته إلى بيت الطاعة السعودي، فتبخرت كل تلك الآمال والأحلام وسقطت وذهبت أدراج الرياح وإلى غير رجعة.
لذلك جاءت هذه العملية الكبرى حاملة رسائل هامة لعل قادة العدوان المعتدين يفهمونها ويتوقفون عن عدوانهم الوحشي إذا أرادوا النجاة والخروج بما تبقى من ماء الوجه المهدر في الساحة اليمنية.
الرسالة الأولى: إن القدرات العسكرية اليمنية أصبحت قوة رادعة باستطاعتها ضرب كل مصالحكم الحيوية في كل مكان، ولا قبل لكم بتحمل ضرباتها الموجعة والمؤثرة، ولا باستطاعتكم ردها أو اعتراضها أو مجاراتها من حيث القوة والثأثير، فإما القبول بالسلام المشرف والعادل، وإما الاستمرار في المقامرة وتلقي المزيد من الضربات والخسائر الفادحة التي في الأخير ستسقط ممالكم الهشة والمترهلة.
الرسالة الثانية: إن خيار الاستسلام والخنوع والقبول بالاحتلال والإذلال غير وارد، فالشعب اليمني ماض في ثورته التحريرية المباركة، ولن يتراجع مهما كانت التضحيات وحجم المؤامرات، وإن الرهان على عامل الوقت وإطالة أمد الحرب والعدوان رهان خاسر، حتى لو استمر العدوان 100 سنة، فإن شعبنا حاضر لحرب عبر الأجيال كما قال قائد الثورة.
النظام السعودي اليوم ومن يقف معه من دول العدوان والمرتزقة أمام واقع مغاير تغيرت فيه قواعد الاشتباك، وأصبح هو الحلقة الأضعف، وعليه أن يراجع حساباته الخاطئة ومغامراته غير المحسوبة، لأنه لا بوادر حتى ضئيلة لانتصاره أو تحقيقه أياً من أهدافه التي أعلنها بداية عدوانه.
لذا فإن نصيحتنا الصادقة للنظام السعودي ومن معه هي إيقاف العدوان الظالم على شعبنا، ورفع الحصار، والجنوح للسلم، وهو الخيار الصائب والأمثل للخروج من ورطة عدوانه على اليمن، لأن استمراره يعني مزيدا من الخسائر التي ليس بوسعه تحملها، ومزيداً من التعرض للابتزاز الأمريكي والغربي والأممي ودفع مئات المليارات من الدولارات من خيرات وثروات شعب نجد والحجاز المظلوم.

أترك تعليقاً

التعليقات