المعادلة العادلة
 

سيف النوفلي

سيف النوفلي / لا ميديا -
‏بعض الأغبياء يطالبون حماس بنزع سلاحها، ولا يستطيعون أن يطالبوا "إسرائيل" بوقف المستوطنات!
في كل مرة تُطالَب فيها حماس بنزع سلاحها بحُجّة أن السلاح يُعرقل السلام، يتجاهل الخطاب نفسه أصل المشكلة: مشروعاً استيطانياً يتمدّد بلا توقف في الضفة الغربية، ويقوّض أي أفق لحلّ سياسي عادل. فإذا كان معيار "تهيئة شروط السلام" هو نزع أدوات القوّة من طرف واحد هو الفلسطيني، فلماذا يُعفى الطرف الذي يبتلع الأرض يوماً بعد يوم من أبسط استحقاقاته الدولية، وهو وقف الاستيطان؟!
القانون الدولي واضح: مجلس الأمن في القرار (2334) يؤكد أن الاستيطان "انتهاك فاضح" ولا شرعية له، ويطالب بوقفه فوراً. المحكمة الدولية في رأيها الاستشاري عام 2024 أعادت التأكيد على عدم قانونية الاستيطان وضرورة إنهائه. وعلى الأرض، لا يسير الواقع نحو التهدئة، بل نحو تكريس الضمّ الزاحف: العام 2024 كان من الأعلى في دفع خطط وبناء وحدات استيطانية، وتواصل في 2025 بمنح الضوء الأخضر لمشاريع مفصلية مثل (E1) الذي يشطر الضفة فعلاً وينسف إمكانية دولة فلسطينية متصلة.
المعادلة العادلة بسيطة: من يُطالب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال بنزع سلاحه، عليه أولاً وأساساً أن يطالب بوقف ما يجرّمه القانون الدولي ويغذّي العنف، وهو الاستيطان ومصادرة الأرض. أي خطاب يتجاوز هذه الحقيقة يكرّس اختلال توازنٍ أخلاقي وقانوني، ويُبقي الصراع مفتوحاً بلا مفاتيح حلّ.

أترك تعليقاً

التعليقات