في إمارة مأربستان
- عبدالخالق دعبوش السبت , 8 فـبـرايـر , 2025 الساعة 12:17:19 AM
- 0 تعليقات
عبدالخالق دعبوش / لا ميديا -
في حزب إصلاحستان يمكنك شتم من تشاء، سب من تريد، الطعن في أي مقدس؛ لكن لا تقترب من رموزهم الصنمية، وإلا فأنت مجوسي، رافضي، إرهابي، وربما مرتد يستحق الإعدام. أما الأسرى في سجونهم فحدِّثْ ولا حرج، حفلات تعذيب جماعية، طرق استجواب لا يستخدمها إلا الموساد، وشتائم تفوح منها رائحة الولاء المطلق لواشنطن و»تل أبيب»، فمنذ متى كان الإصلاحيون يوالون إلا أولياء الشيطان؟!
«حطام» مات بالتعذيب في سجن الإصلاح؛ لكنه كشف قبحهم وفضح حقيقتهم، وأثبت أن اليهودية ليست ديناً فقط، بل عقيدة يمارسها أصحاب اللحى المزورة في مأربستان. في مشهد لا يمت للإنسانية ولا للدين بصلة أثبت حزب الإصلاح مجدداً أنه لا يطيق سوى لون واحد من الولاء، ولون واحد من الهتاف، وكل من يخرج عن نص المطلوب يجد نفسه بين الحياة والموت.
الشاعر «حطام» لم يحمل سلاحاً، لم يعلن حرباً. كل ما فعله أنه احتفل بانتصار غزة على الاحتلال «الإسرائيلي». ظن المسكين أن أرض مأرب لا تزال تحتمل صوتاً حراً، فكان جزاؤه التغذيب والقتل داخل السجن؛ لأن حماس ليست أمريكا، ولأن غزة ليست «إسرائيل».
كم كانوا يصرخون في المنابر عن نصرة الإسلام، عن الجهاد، عن قتال المحتلين؟!! لكنهم اليوم يقتلون كل من يهتف لفلسطين! هل كان «حطام» سيُقتل لو أنه احتفل بفوز ترامب في الانتخابات؟! هل كان سيلقى هذا المصير لو أنه كتب قصيدة في مديح الناتو أو تطبيع الإمارات؟! بالطبع لا؛ لكنه اختار الطريق الخطأ في المكان الخطأ.
الإصلاح حزب يصطف حيث تكون مصلحته، فإن كان المال سعودياً فهم «دعاة التوحيد»، وإن كان قطرياً فهم «ثوار»، وإن كان أمريكياً فهم «أبطال الحرية»... أما فلسطين فإياك أن ترفع صوتك لها، فقد ينتهي بك الأمر كما انتهى بـ«حطام»!
المصدر عبدالخالق دعبوش
زيارة جميع مقالات: عبدالخالق دعبوش