محور المقاومة صاحب الكلمة الفصل
 

د. جهاد حسن الوزير

د. جهاد الوزير / لا ميديا -
لا تجد عاقلاً ومدركاً للأحداث التي تمر بها المنطقة العربية من صراعات وحروب واقتتال وفتن وتدمير إلا ويعي جيداً أن من يقف وراءها أمريكا، المهووسة بالسيطرة والهيمنة على العالم، وربتها بريطانيا، التي أسست ونفذت مشروع همفر المأفون عبر زرعه الشيطاني في جغرافيا الوطن العربي، ما تسمى مملكة بني سعود (صاحبة الفكر الوهابي التكفيري) وتأسيس ما تسمى دويلة الإمارات على ساحل عُمان، خدمة لمشروع الصهيونية العالمية الهادف إلى إقامة دولة لليهود على أرض فلسطين، وكلها ذات أيديولوجيا موحدة في الشكل والمضمون.‏
إن هذا الخليط العفن من الدول الاستعمارية شكل الخطر الأكبر على الشعوب العربية؛ إذ تراها لا ‏تستثني أي بلد عربي في مخططاتها الخبيثة، ‏ابتداءً من احتلال فلسطين وأراضٍ لبنانية والجولان السوري وارتكاب أبشع المجازر منذ 75 عاماً على مسمع ومرأى العالم، وإشعال الفتن والصراعات والحروب المذهبية والطائفية في الوطن العربي وتغذيتها بالسلاح والمال، وما الأحداث الأخيرة التي شهدتها الأمة العربية خلال السنة الماضية وانطلاق «طوفان الأقصى» في الـ7 من تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي ببعيدة، حيث فرزت المواقف وأسقطت الأقنعة عن زيف وقبح الأنظمة العربية العميلة المطبعة مع الكيان الصهيوني.
ولأن دول محور المقاومة (اليمن ولبنان والعراق وسورية وإيران) كان لها مواقفها الشجاعة تجاه ما يحدث من مجازر بشعة لأهلنا في غزة، فقد عملت دول الاستكبار وأذرعها على استهدافها والنيل منها، من خلال محاولة زعزعة أمنها واستقرارها والنيل من مواقفها النبيلة  تجاه غزة وأهلها عبر التصعيد في الجبهات الداخلية في أكثر من منطقة كما في السواحل اليمنية وإرسال قواتهم وبوارجهم ومعداتهم العسكرية والتجسسية ومحاولة تحشيد أدواتهم ومرتزقتهم، وكل ذلك لتأمين السفن المتجهة إلى ‏‏الكيان الصهيوني، في محاولات يائسة الغرض منها إشغال القيادة الثورية والسياسية وثنيها عن القيام بدورها في الدعم والإسناد، كون دور اليمن يمثل خط الدفاع الأول في دول المحور والقضية الأم فلسطين، بالإضافة إلى الدور الهام الذي لعبه حزب الله في لبنان لمساندة غزة وتحمله نتائج موقفه المشرف مع غزة من عدوان آثم ومؤخراً انتهى بنصر مؤزر.‏
ما حدث سابقاً ويحدث الآن في سورية هو بإيعاز من أمريكا وبتمويل المال الخليجي الداعم للتكفيريين (الدواعش) بالتحرك للقتال نيابة عن الكيان الصهيوني والدفاع عن مشروعه التوسعي في «الشرق الأوسط».
ودون شك فقد تعودنا على هؤلاء القوم ومن على شاكلتهم من الرعاع المنبطحين ومن دار في فلكهم أن يكونوا أشداء على المؤمنين في حلب، ونعاج رحماء على اليهود، وكل ما يقومون به إنما يعد تقارباً وتخادماً لمصلحة الكيان اللقيط وخدمة له. لكن لن ينجح العملاء والمجرمون في طريقهم، وستمنى محاولاتهم بالفشل؛ لأن الجيش العربي ‏‏السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد لهم بالمرصاد، فهو السكين المسلطة على رقاب هؤلاء الصهاينة الذين عليهم أن يدركوا إن عاجلاً أو آجلاً أن محور المقاومة سيظل عصياً على الانكسار مهما بلغت التضحيات، وأن الكلمة الفصل ستكون لأصحاب الحق، مهما تمادوا في طغيانهم، وإن نصر الله لقريب.

أترك تعليقاً

التعليقات