دلالات قصف العمق الصهيوني بصاروخ يمني
 

حسن حردان

حسن حردان / لا ميديا -
لا يكتفي العدو الصهيوني بمحاولة جعل احتلاله لقطاع غزة دائما بل يريد أن يجعل جرائمه الشنيعة بحق سكان قطاع غزة دائمة أيضا.
وفي الحصيلة اليومية للسلوك الصهيوني المجرم، اقترف الاحتلال 3 مجازر جديدة في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، أسفرت عن 20 شهيدا و76 جريحا، وذلك مع دخول عدوان الإبادة على غزة يومه الـ346، وسط هجمات واسعة نفذها الاحتلال على مناطق متفرقة في القطاع.
على أنّ نجاح هذا الصاروخ في قطع كلّ هذه المسافة الطويلة والوصول إلى قرب "مطار بن غوريون" في "تل أبيب"، أحدث صدمة وبلبلة وارتباكاً واسعاً على كلّ المستويات في كيان الاحتلال، وأدّى إلى نزول أكثر من مليونين ونصف المليون من الصهاينة إلى الملاجئ... وأكد ما يلي:
أولاً: صدقية اليمن بترجمة قراره في الاستمرار بمعركة إسناد فلسطين ومقاومتها حتى وقف حرب الإبادة الصهيونية في غزة، ما يعني إرادة وتصميماً وقدرة على خوض غمار المواجهة مع كيان الاحتلال، وضرب العمق الصهيوني، إلى جانب فرض الحصار على موانئ الاحتلال، من خلال منع السفن المتجهة إليها من عبور باب المندب من البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن.
ثانياً: فشل منظومة الدفاعات الجوية الأمريكية المتطورة في منع الصاروخ من الوصول إلى قلب فلسطين المحتلة، والعجز عن توفير الحماية لـ"إسرائيل" من ضربات قوى المقاومة حتى من مناطق بعيدة مثل اليمن، إذ قطع الصاروخ مسافة 2040 كم ووصل إلى شرق "تل أبيب".
ثالثاً: فشل عملية "حارس الازدهار" التي أعلنتها القوات الدولية التي حشدت أساطيلها لحماية الكيان من أيّ ضربات، في تحقيق هذه المهمة.
رابعاً: فشل كلّ منظومات الدفاعات الجوية "الإسرائيلية" بكلّ أصنافها في اعتراض الصاروخ وإسقاطه لدى عبوره أجواء فلسطين المحتلة، ما يدلل على أنّ الكيان مكشوف أمام صاروخ يمني واحد، فكيف حاله إذا ما أطلق اليمن عشرات الصواريخ المماثلة؟!
خامساً: ضربة كبيرة لقوة الردع "الإسرائيلية" التي تزداد تآكلاً أمام تنامي قدرات قوى محور المقاومة في استهداف العمق الصهيوني، وتأكيد جديد على انّ القوة "الإسرائيلية" عاجزة عن حماية أمن الكيان من صواريخ قوى المقاومة.
سادساً: صفعة قوية لحكومة العدو برئاسة بنيامين نتنياهو، التي سعت يائسة لاستعادة الردع من خلال قصف ميناء الحديدة في اليمن، ما يعني فشلاً جديداً لنتنياهو وسياسته باستخدام المزيد من القوة لتحقيق ما يسمّيه النصر المطلق وردع قوى المقاومة.
سابعاً: أنّ هذا الردّ اليمني على العدوان الصهيوني المتمادي، بصاروخ واحد متطور، بعد ردّ المقاومة في لبنان بضرب مركز الاستخبارات العسكرية "8200 أمان"، وقاعدة "عين شيمر" قرب "تل أبيب"، وإيقاع خسائر جسيمة فيه قدرت، حسب مصادر أمنية أوروبية، بـ22 قتيلا و74 جريحاً، يدلل على الآتي:
1ـ امتلاك اليمن قدرات نوعية على المواجهة وإيلام الكيان الصهيوني، وإحباط أهداف الحشود الأمريكية الغربية في المنطقة في منع اليمن من الاستمرار في إسناد غزة ومقاومتها، واستطراداً إخفاق الأساطيل الغربية في توفير الحماية والأمن لـ"إسرائيل" لتمكينها من مواصلة حرب الإبادة ضدّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من دون أيّ مساندة من قبل قوى محور المقاومة.
2ـ أظهر عملياً ما الذي سيواجه "إسرائيل" في أيّ حرب واسعة مع قوى محور المقاومة، عندما تنهمر الصواريخ الدقيقة والباليستية وغيرها، على الكيان الصهيوني، بالآلاف من اتجاهات متعددة، وهو الأمر الذي كان قد جسم خطره "معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي"، وتحدث عنه الجنرال المتقاعد إسحاق بريك، في معرض تحذيره من المخاطر التي ستواجه كيانه في حال الذهاب إلى شنّ الحرب الواسعة مع حزب الله في لبنان.
3ـ أثبت أنّ "إسرائيل" لا تستطيع أن تنخرط في حرب على عدة جبهات إذا لم تشارك فيها الولايات المتحدة، التي بدورها تحاذر الانجرار إلى حرب من هذا النوع، لأنها تدرك أنّ عواقبها ستكون وخيمة على جميع الأطراف، أيّ أنّ القوات والقواعد الأميركية وكيان الاحتلال لن يكونوا بمنأى عن التعرّض لضربات قوية وقاسية ومدمّرة تلحق بهم خسائر كبيرة، وأنّ حرباً من هذا النوع لن تؤدّي إلى انتصار واشنطن و"تل أبيب"، وإنما إلى العودة للحديث مجدّداً عن تسوية مع أطراف قوى محور المقاومة.
4ـ أنّ اليمن، بقيادة أنصار الله، بعد المقاومة في لبنان، يوصل رسالة ردعية جديدة بأنّ قوى المقاومة تملك الإمكانيات والقدرات الكبيرة والنوعية والمتطوّرة لخوض الحرب إذا ما تجرّأ كيان الاحتلال على شنّها لمحاولة استعادة ردعه المتآكل، والخروج من مأزق فشله في غزة، ومن حرب الاستنزاف التي تشنّها ضدّه قوى المقاومة، بل إنّ هذا المأزق سوف يزداد تفاقماً، ويؤدي إلى غرق حكومة نتنياهو في مستنقع الفشل والهزيمة، أكثر مما هو حاصل الآن، وهو ما دفع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تحذير حكومة نتنياهو من مغبة الذهاب إلى توسيع نطاق الحرب.

كاتـــب لبنــــانـي

أترك تعليقاً

التعليقات