الشهيد الصماد وحقه علينا
 

عبدالخالق المهدي

عبدالخالق محمد المهدي / لا ميديا -

من عجائب وغرائب حكومة "الإنقاذ" أنها لم تتمكن، بمؤسساتها الإعلامية والثقافية والسياسية والعسكرية، من طباعة كتاب "الرئيس الشهيد صالح الصماد مثال العطاء ونموذج التضحية"، حيث اكتفت وكالة "سبأ" للأنباء بطباعته إلكترونيا فقط!
وكتب محمد عبدالقدوس، نائب رئيس وكالة "سبأ"، في تغريدة له على "تويتر"، أن الكتاب الذي كان جاهزاً للطبع في الذكرى الأولى لاستشهاد الرئيس الصماد تم إقرار نشره إلكترونيا هذا العام، لعدم قدرتهم على طباعة الكتاب ورقيا، نتيجة انعدام الإمكانات!
يا الله! بعد كل ما قدمه الرئيس الصماد لليمن من أدوار نضالية كبرى، وفي مرحلة عصيبة على اليمن، تعجز "الإنقاذ" عن إيجاد مبلغ مالي بسيط ولا يكاد يذكر أمام الصرفيات والنفقات التشغيلية التي يستهلكونها كل يوم!
الشهيد الصماد يستحق منا الوفاء له وتخليده كشخصية فذة كرجل استثنائي، كمسؤول فذ، وقدوة لكبار مسؤولي الدولة للعمل على نهجه، لا أن يتم تجاهل تضحياته، وجهاده، ودوره السياسي والاجتماعي الكبير، لاسيما وقد قدم نفسه شهيدا فداء لهذا الوطن، وقدم لنا أنموذجا إيمانيا وسياسيا فريدا في ولاية الأمر!
أي نفوس هذه التي تتنكر وتتجاهل وتتناسى الشهيد الصماد، من وقف يوما على قمة هرم الدولة بكل حنكة واقتدار، ضابطا لإيقاع الحكومة، وناسجاً للتناغم الاجتماعي الناجح في مواجهة العدوان؟!
لماذا كل هذا التجاهل، ونحن مازلنا في فترة قريبة منه، حيث لم يطل بنا العهد على فراقه، ولم ننسه بعد، ولن ننساه يوما، ومستحيل أن ينساه شعبنا اليمني الحر، الذي يكن له كل الولاء والحب والمعروف والانتماء لرئيسه، ذلك الرئيس المتواضع لشعبه، المخلص لوطنه، الرئيس المواطن، الرئيس الفقيه والعالم، الرئيس المثقف، الرئيس المجاهد والشهيد...؟!
إي والله! كل هذه السيرة العطرة تجاوزتها حكومتنا واستخسرت و"حنبت" في دفع تكاليف طباعة كتاب يوثق سيرته أثناء عمله الرسمي حتى استشهاده!
لا رحم الله من يتجاهله ويتجاهل عظماءنا عن عمدٍ وإصرارٍ عجيب! هذا التجاهل لا شك أنه خزي لهم، لمن يتولون المسؤولية اليوم، إذ ليس لهم عذر، ولو حشدوا كل المبررات والحجج بعدم قدرتهم على طباعة كتاب يليق بالرئيس الشهيد صالح الصماد.
عذرا صالح الصماد! 
عذرا شهيدنا العظيم! 
وعهداً منا ألا ننساك، وأن نترحم عليك، وأن نسير على خطاك.

أترك تعليقاً

التعليقات