مـقـالات - د. أحمد عبدالله الصعدي

د. أحمد عبدالله الصعدي / لا ميديا- عامل الإنسانية في شخصكَ وفي شخص كل إنسان سواك باعتبارها غاية وليست وسيلة. هكذا تنص إحدى مُسلَّمات الأمر القطعي في أخلاق الواجب الكانْتية (نسبة إلى الفيلسوف الألماني إيمانويل كانْت)، ويعرفها -كما يعرف فلسفة "كانْت"- جميع السياسيين الغربيين، بمن فيهم بنيامين نتنياهو، الذي يدعي تأثرهُ بـ"كانْت"، لاسيما تعاليمه الأخلاقية، وأنه يسترشد بها في كل قراراته وسياساته. وحتى الشيطان لو قُدّر له أن يدلي بدلوه في هذا الشأن لأعلن متفاخراً أن أخلاق الواجب، وأن مسلَّمات الأمر القطعي، قد سلبتهُ لبَّهُ، وأنه لم يصر شيطاناً إلا بفضلها!...

مرحى جمعة الجولان في غزة

د. أحمد الصعدي / لا ميديا - أطلق المناضلون الفلسطينيون، الذين يحتشدون كل جمعة في تظاهرات حاشدة كأسلوب كفاحي في مسيرة نضالهم طويل الأمد، أطلقوا على تظاهرتهم في آخر جمعة من شعبان/ الثالث من مايو "جمعة الجولان عربية سورية". هذه اللفتة الموفقة إلى الجولان من غزة موقف سياسي مهم، وذلك لأن تضامن الشعوب العربية في نضالها لاستكمال تحررها القومي ومقاومة الهيمنة الإمبريالية الغربية التي يعد الكيان الصهيوني رأس حربتها، هو من أهم مصادر قوتها. لقد نجح الغرب الإمبريالي والأنظمة العربية التابعة له في جعل الشعوب العربية جزراً معزولة. في البداية صرفوا اهتمام العرب إلى أفغانستان، معتبرين أن الوجود السوفييتي هناك أخطر على الأمة العربية والإسلامية من الكيان الصهيوني....

المتحضر الهمجي !

د . احمد عبدالله الصعدي - كتب كارل ماركس موضوعات كثيرة فضح فيها جشع ونفاق وهمجية وقسوة الإستعمار البريطاني في الصين والهند وإيران ومناطق أخرى خضعت للإمبراطورية التي لم تكن تغرب عنها الشمس . في مقالِِ عنوانه ُ((النتائج المقبلة للحكم البريطاني في الهند)) ، (يوليو 1853) كتبَ ماركس مايلي: ((إنَ النفاق العميق والهمجية الملازمة للحضارة البرجوازية يظهران أمام عيوننا بكل عُريهما حين نشاهد هذه الحضارة لا في بلداننا، حيث ترتدي أشكالاً محترمة ، بل في المستعمرات حيث تبرز بدون أيّ أردية وأغطية ... أولم تلجأ البرجوازية في الهند ، ياترى ، - حسبما قالَ اللورد كلايف نفسه ُ، هذا الضاري الكبير - ، إلى الإبتزاز بلا شفقة ولا رحمة حيثُ لا تكفيها الرشوة العادية لأجل بلوغ أهدافها في النهب والسلب ؟ وعندما كانت تثرثر في أوروبا عن دَين الدولة وقدساته الثابتة ، أولم تصادر في الوقت نفسهِ في الهند ، يا ترى ، أرباح الأمراء الهنود الذين وظفوا مدخراتهم الشخصية في الأوراق المالية للشركة ذاتها ؟ وعندما كانت تحارب الثورة الفرنسية بذريعة الدفاع عن ((ديننا المقدس)) ، ألم تمنع ، ياترى ، نشر المسيحية في الهند ، أولم تجعل من القتل والدعارة في معبد جاغر ناووت حرفة بُغية جني الأرباح من حج الحجاج إلى معابد اوريسا و البنغال ؟ إليكم أي قومٌ هم هؤلاء حماة ((الملكية والنظام والعائلة والدِين )) ! )) (ترجمة إلياس شاهين) ...

  • <<
  • <
  • ..
  • 4
  • >>