تقرير / لا ميديا -
تواصل آلة القتل الصهيونية تنفيذ جرائمها اليومية في قطاع غزة، منتهكة اتفاق "وقف إطلاق النار". ومع كل فجر جديد، يعلو دخان جديد من بيتٍ تهدم فوق ساكنيه، وتعلو صرخات جديدة تنعي الشهداء.
وأفاد الدفاع المدني في غزة، أمس بأنّ طائرة صهيونية مسيّرة استهدفت مجموعة من المدنيين في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، ما أدى إلى استشهاد اثنين وإصابة 5 من بعضهم بحالة خطرة. وأشار الدفاع المدني إلى أن الطواقم هرعت للمكان رغم استمرار التحليق الكثيف فوق المنطقة، في مشهد يعيد إلى الأذهان أيام العدوان المفتوح الذي لم يتوقف عمليًا رغم "اتفاق وقف إطلاق النار".
ووفق التقرير الإحصائي الصادر أمس عن وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفع عدد شهداء الإبادة إلى 68,527 شهيدًا و170,395 مصابًا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، في حين لا تزال طواقم الإنقاذ عاجزة عن الوصول إلى آلاف الضحايا العالقين تحت الأنقاض، بسبب استمرار استهداف الاحتلال للمناطق السكنية. ومنذ دخول اتفاق الهدنة حيّز التنفيذ في 11 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، استشهد 93 فلسطينيا وأصيب 337 آخرون، في خروقات متكررة وواضحة من قبل الاحتلال الذي لا يلتزم إلا بقرارات القتل.

هدنة ميتة... وواقع إنساني  يخنق الأنفاس
لا شيء يشير إلى أن الاحتلال الصهيوني ملتزم بالهدنة فالاحتلال يوصل قصفه لقطاع غزة ويمنع دخول المساعدات والمواد الغذائية والدوائية.
 منظمات فلسطينية أكدت أن ما دخل من شحنات إغاثية إلى غزة “لا يغطي الحد الأدنى من احتياجات مئات آلاف العائلات”، ما يجعل الهدنة مجرد "ورقة تجميل" تُستخدم لامتصاص الغضب الدولي بينما تستمر الإبادة بوتيرة أهدأ.

الحية: الطوفان بداية مسار الحرية
في المقابل، تواصل المقاومة الفلسطينية تأكيد التزامها بالهدنة دون التنازل عن حقها في الدفاع عن شعبها. وقال رئيس حركة حماس في قطاع غزة، الدكتور خليل الحية، إنّ “المقاومة جادة في التزامها بعدم منح الاحتلال أي ذريعة لاستئناف الحرب”، مشيرًا إلى أن البحث عن جثامين الأسرى الصهيانة يجري “في ظروف بالغة الصعوبة” بعد أن “غيّر الاحتلال ملامح أرض غزة بالكامل خلال حرب الإبادة”.
وأضاف الحية: “الاحتلال أراد تهجير شعبنا وإنهاء القضية الفلسطينية، لكن ثبات شعبنا ومقاومته الباسلة أفشلت مخططاته. طوفان الأقصى لم يكن إلا بداية لمسار نيل حقوقنا”.

 واشنطن ترحل بريطانيا انتقد "إسرائيل"
وفي الوقت الذي تواصل فيه "إسرائيل" جرائمها تحت غطاء أمريكي، تشهد الولايات المتحدة موجة قمع جديدة للأصوات الرافضة للإبادة والجرائم الصهيونية. فقد كشفت تقارير أن سلطات الهجرة الأميركية اعتقلت الصحافي البريطاني سامي حمدي في مطار سان فرانسيسكو، بسبب آرائه المنتقدة لـ"إسرائيل" خلال جولة خطابية في الولايات المتحدة.
وقال مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) إنّ اعتقال حمدي "إهانة صارخة لحرية التعبير" وإنّ السبب الوحيد وراء احتجازه هو "انتقاده لحكومة أجنبية متهمة بارتكاب إبادة جماعية".
إلا أن الرد الأميركي جاء بوجهه الحقيقي، حيث صرّحت السكرتيرة الصحفية لوزارة الأمن الداخلي بأن حمدي "لن يُسمح له بالبقاء في البلاد لأنه يدعم الإرهاب"، في تكرار مقيت لخطاب رسمي دأب على توزيع تهمة "الإرهاب"، ويكشف ازدواجية المعايير الأميركية في أبشع صورها.
ويؤكد مراقبون أنّ “الديمقراطية الأميركية” أكثر شبهاً بسلطة بوليسية تمنع الرأي المخالف حين يتعلق بفلسطين. حيث إن من يدافع عن حقوق الفلسطينيين أصبح متَّهماً، ومن يبرر قصفهم يُكافأ بالمناصب والميداليات ما يؤكد أن “الحليف الديمقراطي” لـ"إسرائيل" ليس إلا شريكًا في الجريمة.

 السلطة الفلسطينية.. ظل الاحتلال
ولأنّ المأساة لا تكتمل إلا بخنجرٍ من الداخل، تتواصل حملات الاعتقال التي تنفذها أجهزة أمن سلطة عباس ضد المقاومين والنشطاء في الضفة الغربية، خصوصًا في جنين وطولكرم وأريحا.
وأكدت اللجنة الإعلامية لمخيم جنين أنّ السلطة تحتجز "مئات الشبان بينهم قادة وكوادر مقاومة"، في وقت يتصاعد فيه العدوان الصهيوني على المخيم منذ أكثر من 280 يومًا متواصلاً. وأشارت إلى أنّ بعض الشهداء سقطوا برصاص أجهزة أمن السلطة نفسها، فيما تستمر الاعتقالات رغم مناشدات الأهالي والمؤسسات الحقوقية بالإفراج عن المعتقلين السياسيين.
ورغم القبضة الأمنية المزدوجة من الاحتلال وسلطة عباس، تواصل المقاومة في جنين الرد على العدوان، حيث أعلنت سرايا القدس -كتيبة جنين أنّ مقاتليها تمكنوا من تفجير عبوة “طوفان” ناسفة في آلية عسكرية أثناء اقتحام بلدة عنزا، مؤكدين استمرار المقاومة “مهما كان الثمن”.

الاحتلال يمنع قيادات "فتح" من السفر لمصر
ورغم ما تقدمه السلطة الفلسطينية ممثلة بمحمود عباس، من خدمات للاحتلال الصهيوني، إلا أن الاحتلال منع أمس وفداً من قيادات حركة فتح، من مغادرة الأراضي الفلسطينية عبر معبر الكرامة “جسر الكرامة”.
وكان الوفد متجهاً إلى القاهرة للالتقاء بالأسرى الفلسطينيين الذين نالوا حريتهم مؤخراً، وتهنئتهم بالحرية والمشاركة في احتفالية مخصصة لتكريمهم.
وضم الوفد كلاً من نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، وعضوي اللجنة المركزية، عزام الأحمد وروحي فتوح.