إعـلام عـبري:اليمن رأس حربة المقاومة والقوة الوحيدة التي تقاتل حالياً من أجل الفلسطينيين
- تم النشر بواسطة خاص / لا ميديا

تقرير خاص / لا ميديا -
يشكل اليمن مصدر قلق متزايد للكيان الصهيوني، الذي ينظر إلى صنعاء باعتبارها تهديداً استراتيجياً لمشروعه في الشرق الأوسط، بما في ذلك اتفاقيات التطبيع مع دول بارزة في المنطقة والتي يروج الاحتلال إلى أن هذه الاتفاقيات باتت قاب قوسين أو أدنى من التوقيع.
وفي حين توقفت سلسلة الهجمات المتبادلة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية و"إسرائيل" مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح الثلاثاء 24 حزيران/ يونيو المنصرم، عادت أنظار "الاحتلال" للتركيز على اليمن، خصوصاً مع مواصلة الأخير عملياته العسكرية إلى العمق الصهيوني، دعماً للشعب الفلسطيني، وتأكيد صنعاء استمرارها في إسناد غزة حتى يوقف الاحتلال جرائمه ويرفع الحصار عن القطاع.
في هذا الصدد قاتل مجلة "إيبوك" العبرية، في تقرير لها أمس، أن التهديد القادم ممن وصفتهم بـ"الحوثيين" في اليمن، يتواصل، واصفة صنعاء بأنها "جبهة استنزاف " مستمرة للاحتلال.
وجاء ذلك في أعقاب إعلان القوات المسلحة اليمنية على لسان متحدّثها الرسمي، العميد يحيى سريع، السبت الفائت، تنفيذها عمليات عسكرية جديدة بصاروخ باليستي نوع "ذو الفقار" في عمق الكيان "الإسرائيلي"، طاولت أهدافاً حيوية في منطقة بئر السبع جنوبي فلسطين المحتلة، والتي تعتبر أكبر منطقة صناعية في الكيان بعد "تل أبيب".
واعتبرت المجلة هذا الاستهداف الذي يأتي في ظل وقف إطلاق النار بين إيران و"إسرائيل" بأنه رسالة يمنية مفادها أن "اللعبة لم تنتهِ بعد".. مشيرة إلى أن "التهديد الحوثي لإسرائيل، عاد مجدداً، بتصريحاتهم الأخيرة بأنهم غير ملتزمين بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وسيواصلون التحرك ضد الكيان الصهيوني طالما استمر القتال في غزة".
واستندت المجلة العبرية إلى ما جاء في خطاب سيد الجهاد والمقاومة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، عصر الخميس الفائت، والذي أكد فيه أن البحر الأحمر سيظل مغلقًا أمام الملاحة "الإسرائيلية"، مشدداً على أن العمليات اليمنية ستستمر مادامت المجزرة في غزة مستمرة.
وقالت "إيبوك" إن "إطلاق الصاروخ من اليمن بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار كان بمثابة تذكير ملموس بأن محور المقاومة لايزال نشطاً وغير ملتزم بالاتفاقيات التي وافقت عليها إيران".
وأعادت المجلة التذكير بما تعرض له اليمن من هجمات "إسرائيلية" متفرقة، إضافة إلى عدوان أمريكي بريطاني لنحو عام ونصف، جراء موقف صنعاء الثابت في نصرة أبناء غزة.. لافتة إلى أنه "رغم المخاطر، يشعر الحوثيون في اليمن بالأمان العملياتي لمواصلة أنشطتهم ضد إسرائيل، خصوصاً وأن الأخيرة لا تمتلك معلومات استخباراتية كافية عن اليمن أو مجموعة أهداف دقيقة، مما يمنحهم تفوقًا كبيرًا عليها".
وأشارت المجلة إلى أن اليمن يعتبر، حالياً، القوة الوحيدة التي تقاتل من أجل الفلسطينيين في قطاع غزة، مما يعزز مكانة "الحوثيين" في الشرق الأوسط، حدّ تعبيرها.
ونقلت عن مصدر أمني رفيع لدى كيان الاحتلال، أن "الحوثيين يتصرفون دون انتظار تعليمات من أحد، وموقفهم هذا يعزز مكانتهم الداخلية والإقليمية".
وخلصت إلى أنه "بينما يستمر وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، يتحول اليمن إلى ساحة استنزاف رئيسية ضد إسرائيل"، مقرة بأن صنعاء بعملياتها العسكرية تسعى لحماية قطاع غزة، وبذلك يكون اليمن "رأس حربة لمحور المقاومة الجديد"، وفقاً للمجلة العبرية.
التهديد بضرب اليمن
في السياق تناقلت وسائل إعلام عبرية، أمس، معلومات عن استعداد "إسرائيل" لتوجيه ضربات عسكرية ضد "اليمن" خلال الأيام القادمة.. متطرقة إلى تهديدات وزير دفاع الاحتلال قبل يومين التي قال فيها بأنه أمر بإعداد ضربة قوية لليمن.
وعلق محللون "إسرائيليون" على ذلك بالقول إن "الحوثيين هم القوة الوحيدة القادرة على الصمود ومواصلة الحرب"، مشيرين إلى أنّ قوة الضربات "الإسرائيلية" على إيران "اعتمدت على الخرق الأمني والتجسّسي". لكنّ الأجهزة الاستخباراتية الصهيونية لا تملك سوى معلومات محدودة للغاية حول القدرات التسليحيّة اليمنية، فيما لا توجد تموضعات ومعسكرات يمنية ظاهرة؛ كما أنّ كل الترسانة اليمنية أو معظمها تمّت تخبئتها في أمكنة محصّنة تحت الأرض، وعجزت الطائرات الأميركية بما فيها الطائرات الشبحية «بي 2» عن اختراقها.
ويرى مراقبون بأن أي عملية عسكرية "إسرائيلية" لاستهداف اليمن، لن يكون لها هدف سوى إشعار اليمنيين بأنّ عليهم دفع الأثمان الغالية جرّاء نصرتهم لقطاع عزة.
يأتي هذا فيما أكد المسؤول السابق في الاستخبارات "الإسرائيلية" والباحث في معهد دراسات الأمن القومي بتل أبيب، داني سيترينوفيتش، أن الهجمات الأخيرة التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية على الكيان الصهيوني، تشكل دليلاً واضحاً على أن استهداف إيران لم يكن أبداً حلاً لوقف العمليات اليمنية.
وقال سيترينوفيتش: "لقد زعم البعض أن التعامل مع إيران هو فقط ما سينهي استمرار إطلاق الصواريخ، مع أنه من الواضح أن تأثير إيران على عملية صنع القرار لدى الحوثيين محدود، وأن لديهم اعتبارات مستقلة لمواصلة إطلاق الصواريخ".. مضيفاً "ها هو دليل آخر على أن استهداف إيران لا يكفي لوقف إطلاق الصواريخ من اليمن".
وأشار سيترينوفيتش إلى تقرير سابق لمعهد أبحاث الأمن القومي في "تل أبيب"، نشر نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2024م، وجاء فيه أنه "من المشكوك فيه إلى حد كبير أن يغير الهجوم على إيران حسابات الحوثيين فيما يتعلق باستمرار نشاطهم تجاه إسرائيل".
المصدر خاص / لا ميديا