«مواقع النجوم».. محمد طاهر كامل
- تم النشر بواسطة لا ميديا

لا ميديا -
قال في فيديو نشره مؤخراً على حساباته: «تتساءلون أين كنت؟ كنت أحاول الدخول إلى غزة مجدداً. لكن رُفض طلبي مرتين؛ لأنني أصبحت شاهداً وصوتاً للناس هناك، إلى درجة تهديدي مباشرة بالتصفية إذا دخلت. لكن هذا يجعلني أكثر إصراراً على دخول غزة مجدداً. تمر غزة بمرحلة خطيرة جداً، لا تحتمل مزيداً من الصمت، وحان الوقت لنحشد قوانا ونكسر الحصار».
برز اسمه بعد مشاركته في الفريق الطبي الأوروبي المتطوع الذي وصل إلى قطاع غزة في الربع الأول من العام 2024، وبدأ على الفور بتقديم الرعاية الصحية للمصابين.
رأى حجم المأساة التي يتعرض لها أهل القطاع، وخاصة النساء والأطفال، فرفض العودة عند انتهاء مدة مهمته الرسمية المقررة لثلاثة شهور فقط، وقرر البقاء في غزة على مسؤوليته الشخصية، رغم تلقيه تحذيرات عديدة قبل توغل قوات الإبادة جنوب القطاع. تنقل بين المستشفى الأوروبي ومستشفى شهداء الأقصى، وتمكن من إجراء أكثر من 300 عملية جراحية معقدة، إضافة إلى معالجته أكثر من 1200 مصاب.
كانت مأثرته المشهودة حين نُقلت الطفلة «مريم» ذات السنوات التسع إلى مستشفى الأقصى. نظر إلى يدها المبتورة التي لا تزال تنزف، وفاجأ والدها بطلب بدا مستحيلاً: «ابحث عن يدها. قد نتمكن من إعادة وصلها». كيف يمكن البحث عن يدٍ وسط ركام منزل مدمر، في بقعةٍ تتناثر فيها الأشلاء؟! لكن الأب لم يتردد. عاد إلى ركام منزله في دير البلح، باحثاً بين آثار الدمار عن بقايا روحه».
بعد ثلاثة أيام من البحث المضني، وسط جو شديد البرودة، وجد اليد الصغيرة، متجمدة، حملها إلى المستشفى، حيث كان الطبيب ينتظر. وبعد عملية جراحية معقدة استمرت أكثر من خمس ساعات، رغم محدودية أدواته الطبية والتعقيم، أعاد الدكتور كامل لـ«مريم» يدها.
حظي بتقدير واسع من سكان غزة، لما قدمه لهم من خدمات خلال فترة حرب الإبادة الجماعية التي لايزال العدو الصهيوني يشنها على غزة.
وُلد محمد طاهر كامل الموسوي في ثمانينيات القرن العشرين بمدينة ويلز، لعائلة عراقية من النجف. انتقل مع عائلته لاحقاً إلى لندن. تخرج في كلية الطب بإحدى جامعات بريطانيا، وتخصص بجراحة الرضوض والأطراف العلوية والأعصاب الطرفية، ليعمل لاحقاً استشارياً في هذا المجال.
المصدر لا ميديا