«ناشيونال إنترست»: حاملات الطائرات لا فائدة منها في المعركة ضد اليمن
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل بشر / لا ميديا -
لاتزال أصداء سقوط مقاتلة «إف-18» الأمريكية من على متن حاملة الطائرات «هاري إس ترومان» في البحر الأحمر، منتصف الأسبوع الفائت تهيمن على العناوين الرئيسة للإعلام الأمريكي، الذي ألقى الضوء على فشل استراتيجية «ترامب» العسكرية في عدوانه على اليمن، حماية للكيان الصهيوني من عمليات القوات المسلحة اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني.
مجلة «ناشيونال إنترست» الصادرة عن الشؤون الخارجية الأمريكية، نشرت، أمس، تقريراً بعنوان (حاملات الطائرات الأمريكية لا تُساعد في مواجهة الحوثيين)، أكدت في مستهله أن «إدارة ترامب تستخدم نفس الاستراتيجية العسكرية التي استخدمتها إدارة بايدن في الحرب على اليمن، وهي الاستراتيجية التي تعرضت لانتقادات كثيرة».
وقالت المجلة إن «الجيش الأمريكي يواصل العمل كما لو كنا في العام 1995 -عندما كانت الولايات المتحدة تتبوأ الهيمنة العالمية- بدلاً من العام 2025، وهو العام الذي لا تتبوأ فيه هذه الهيمنة على الإطلاق»، مشيرة في هذا السياق إلى أن البحرية الامريكية «أرسلت واحدة من حاملات الطائرات النووية من فئة نيميتز، وهي الحاملة هاري إس. ترومان، قبالة سواحل اليمن، وقد تم لصق ما يعادل لافتة عملاقة (اركلني) على سطحها ليشاهدها العالم»، كنوع من التفاخر بالقوة الأمريكية التي لا يستطيع أحد مجابهتها.
وعلقت المجلة على عبارة «اركلني» بالقول: «هذا هو بالضبط ما يسعى الحوثيون الى القيام به».
وأضافت: «في العام الماضي، اقتربت صواريخ باليستية يمنية مضادة للسفن بشكل خطير من سطح حاملة الطائرات آيزنهاور، وقلل البنتاغون من شأن الحادث، لكنه أقرّ لاحقاً بهدوء بأن الصاروخ الحوثي كان على بُعد مسافة ملعب كرة قدم من آيزنهاور».
وذكّرت المجلة بحادثة إسقاط المقاتلة الأمريكية من نوع «إف 18» في كانون الأول/ ديسمبر 2024م، فوق البحر الأحمر أثناء عودتها إلى حاملة الطائرات «ترومان» لحظة الاشتباك مع القوات المسلحة اليمنية، وهو ما زعمت البحرية الأمريكية، حينها، بأن الطائرة أُسقطت بنيران صديقة من طراد الصواريخ «جيتيسبيرغ».
وأوضحت أن «تفاصيل تلك الحادثة لاتزال غامضة حتى اللحظة»، لافتة إلى أن «البعض تكهن بأن سبب اندفاع طاقم جيتيسبيرغ لإطلاق النار هو الهجمات الصاروخية المتواصلة التي كان الحوثيون يُخضعون مجموعة حاملة الطائرات القتالية لها».
وأضافت: «والآن، نأتي إلى المفاجأة. في وقت سابق من هذا الأسبوع، 28 نيسان/ أبريل، أعلنت البحرية الأمريكية فقدان طائرة من طراز (F/A-18 E/F Super Hornet) سقطت في البحر أثناء إبحار حاملة الطائرات ترومان في البحر الأحمر».
وتساءلت: «كيف يمكن لشيء كهذا أن يحدث؟!»، مشيرة إلى أن البحرية الأمريكية «لم تُفصّل الأسباب، لكن سرعان ما تكشّفت صورة أوضح، حيث يبدو أن الحادث وقع بعد أن اخترق صاروخ حوثي الحاجز الدفاعي للحاملة، مما أجبر طاقمها على اتخاذ إجراءات مراوغة شديدة. ونتيجةً لذلك، انعطفت حاملة الطائرات ترومان منعطفًا حادًا أثناء سحب الطائرة على سطحها، مما أدى إلى سقوطها في البحر».
تقرير مجلة «ناشيونال إنترست» أفاد بأن «الجدل الحقيقي يكمن في أن صاروخًا حوثيًا اخترق الحاجز الدفاعي أصلًا». موضحاً أن الصاروخ اليمني «اقترب كثيرًا لدرجة أن حاملة الطائرات اضطرت إلى اتخاذ خطوة حاسمة».
وتساءل: «تخيّل لو أن الصاروخ أصاب هدفه! حتى لو لم تُغرق حاملة الطائرات، لكان سطحها قد دُمّرَ، مما جعلها غير صالحة للعمل لأشهر، أو حتى لسنوات، بالنظر إلى حالة أحواض بناء السفن الأمريكية».
حاملات فاشلة
وبحسب التقرير فإنه «لم تكن هناك لحظة أكثر أهمية من الآن لواشنطن لإعادة النظر في استراتيجيتها الشاملة ضد الحوثيين»، خصوصاً وأنه «في نهاية المطاف، أثبتت حاملات الطائرات الأمريكية أنها عُرضة لهجمات الصواريخ والطائرات المُسيّرة التي شنّها اليمنيون عليها».
وأشار إلى أن «الأمريكيين ليسوا وحدهم من يتعلمون دروس الحرب. فمع كل هجوم على حاملة طائرات أمريكية، يتحسن أداء الحوثيين في الحرب المضادة للسفن الحربية».
وأضاف التقرير: «بما أن الحوثيين أصبحوا أكثر قدرة على تهديد حاملات الطائرات الأميركية، فإن السؤال الذي يجب على الجميع طرحه هو: لماذا تستخدم إدارة ترامب الاستراتيجية العسكرية نفسها في اليمن التي استخدمتها إدارة بايدن»، مؤكداً أن «إرسال حاملات الطائرات إلى البحر الأحمر، وتنفيذ غارات جوية لا نهاية لها، والتي يبدو أنها لم تفعل شيئًا لإضعاف قدرة الحوثيين على إطلاق الصواريخ، يتبع ترامب مثال بايدن في إظهار العجز الأمريكي».
وخلص التقرير إلى القول: «ما لم يكف القادة الأمريكيون عن تبجيل حاملة الطائرات العتيقة تماماً، وتوقف واشنطن اعتمادها على حاملات الطائرات في المعركة ضد صنعاء، فسينال الحوثيون عاجلاً أم آجلاً هدفهم. وبعد ذلك، وبالنظر إلى أهمية حاملات الطائرات للولايات المتحدة، سيكون موسماً مفتوحاً على ما تبقى من القوة العسكرية الأمريكية».
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا