عادل بشر / لا ميديا -
حذرت تقارير أمريكية من وقوع تكنولوجيا عسكرية أمريكية متطورة في أيدي اليمنيين.. كاشفة عن مخاوف كبيرة من إمكانية استغلال تقنيات هذه التكنولوجيا لتطوير أسلحة صاروخية من خلال الهندسة العكسية واستخدامها ضد الجيش الأمريكي، والأهم من ذلك "كشف نقاط ضعف النظام الأمريكي الصنع".
جاء ذلك بعد انتشار مقاطع فيديو وصور فوتوغرافية على مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر العثور على قنبلة انزلاقية من طراز "ستورم بريكر" (GBU-53/B StormBreaker) لم تنفجر ملقاة على الرمال في منطقة قيل أنها بمحافظة شبوة.
ونشر موقع "ذا وور زون" الأمريكي المتخصص في الشؤون العسكرية، أمس الأول، تقريراً بعنوان "قنبلة ستورم بريكر الانزلاقية المتطورة تهبط في اليمن سليمة إلى حد كبير"، محذراً من أن هذا "يمكن أن يكون ذا قيمة استخباراتية كبيرة للعدو" في إشارة إلى القوات المسلحة اليمنية.
وجاء في التقرير: "ظهر حطام قنبلة انزلاقية من طراز (GBU-53/B StormBreaker)، والمعروفة أيضاً باسم القنبلة صغيرة القطر ((SDB II، في اليمن"، مشيراً إلى أن هذا السلاح، الذي تم تأكيد استخدامه من قبل الجيش الأمريكي في العدوان على اليمن "يوفر قدرات متقدمة للغاية، ومن المتوقع أن يصبح أحد أهم الأسلحة الأمريكية وأكثرها استخداماً، سواءً في أساطيلها الجوية أو لدى العديد من حلفائها. ومع أخذ ذلك في الاعتبار، فإن الخطر التكنولوجي المتمثل في وقوع بقايا هذا السلاح، الذي لايزال سليماً تقريباً، في أيدي العدو  هو خطر كبير".
ولفت إلى أن صاروخ "ستورم بريكر" وكما يظهر في الصور المُلتقطة له "يبدو أنه لم ينفجر وربما خففت رمال الصحراء من تأثيره، مما جعله سليماً"، مضيفاً: "ليس واضحاً ما حدث للصاروخ، ولا نعلم إن كانت هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا، ولكن يبدو أنها المرة الأولى التي يُوثق فيها عليناً".
وأفاد الموقع بأن القيادة المركزية الأمريكية نشرت، قبل نحو شهر، مقاطع فيديو تُظهر عمليات للجيش الأمريكي ضد صنعاء، وتضمن ذلك لقطات لصواريخ ستورم بريكر تحملها طائرات "سوبر هورنت" (F/A-18E/F) التابعة للبحرية الأمريكية، بالإضافة إلى لقطات لتجهيزها من قبل فنيي الأسلحة لحاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" (CVN 75).
وبحسب التقرير فإن العديد من المزايا الرئيسية لـ(StormBreaker) تكمن في نظام التوجيه ثلاثي الأوضاع للسلاح، والذي يمكنه العثور على الأهداف باستخدام الأشعة تحت الحمراء التصويرية أو رادار الموجات المليمترية أو عن طريق استخدام التوجيه بالليزر شبه النشط لضرب نقطة هدف محددة، إضافة إلى قدرته على التواصل مع الطائرة التي تحمله عبر وصلة بيانات مدمجة، ما يعني إمكانية إطلاقه وإعادة توجيهه، عند الحاجة، إلى هدف جديد بعد انطلاقه، وتلقي تحديثات دورية أثناء مساره، ويستطيع إصابة الأهداف الثابتة والمتحركة، حتى في الليل أو في الليل أو في الأحوال الجوية السيئة، على مسافات بعيدة.
وأكد أن "الاستخدام المكثف من قبل الجيش الأمريكي للأسلحة بعيدة المدى، وقاذفات "الشبح" (B-2)، يعكس التهديد الحقيقي الذي تشكله ترسانة الدفاع الجوي الحوثية، خصوصاً بعد أن تمكنوا من إسقاط عدد كبير من طائرات (MQ-9 Reaper) الأمريكية المسيرة".

كنز كبير
وأشار الموقع إلى أن "احتمال وقوع صاروخ ستورم بريكر، بسلامته الملحوظة، في أيدي الحوثيين، يعني أنه قد يُمثل كنزاً استخباراتياً كبيراً"، وأن "من المحتمل جداً أن يستغل بعض خصوم أمريكا -روسيا والصين وإيران- تقنيات هذا السلاح".
وأضاف: "على وجه الخصوص، سيكون نظام التوجيه ثلاثي الأوضاع ذا أهمية كبيرة، وكذلك نظام ربط البيانات والملاحة الخاص به"، لافتاً إلى أن "الوصول إلى هذا النوع من التكنولوجيا قد يساعد أياً من هذه الأطراف على تطوير أسلحتها الخاصة، والأهم من ذلك، كشف نقاط ضعف النظام الأمريكي الصنع والتي يمكن استغلالها في الإجراءات المضادة".
وأوضح أنه "إلى جانب حزمة التوجيه، يُجهّز كل صاروخ StormBreaker بمكونات أخرى عالية التقنية، بما في ذلك إلكترونيات أخرى، ورأس حربي قوي ولكنه صغير الحجم، وحتى المواد المستخدمة في تصنيعه. وكل هذه العناصر تستدعي دراسة دقيقة من قبل أي عدو".
وبحسب التقرير فإن "هذا السلاح مليء بالقدرات المتطورة التي ستكون العمود الفقري لمخزونات الأسلحة الأمريكية في المستقبل، لذا فإن القدرة على تشريح قدراته الدقيقة والتقدم التكنولوجي أمر مهم، وقد يرغب أعداء أمريكا في نسخها لاستخدامهم الخاص وفحصها من أجل تعلم كيفية الدفاع ضدها بشكل أفضل".
وشدد التقرير على أنه "قبل استخدام ستورم بريكر في اليمن، كان من المفترض دراسة المخاطر التكنولوجية المرتبطة به. فمهما كانت موثوقية أسلحة كهذه، فإن لكل سلاح معدل فشل، وهناك دائماً احتمال وقوعه في أيدي العدو بمجرد دخوله في القتال. لكن وقوعه في أيدي العدو وهو سليم تماماً يُعد تطوراً غير مرغوب فيه من البنتاغون".

هندسة عكسية
في السياق ذاته، تناقلت مواقع إخبارية ومنصات أمريكية، صور قنبلة "ستورم بريكر" أمريكية الصنع وهي نصف مدفونة في الرمال، مشيرة إلى أن حسابات استخباراتية مفتوحة المصدر حددت موقع القنبلة في منطقة عسيلان بمحافظة شبوة.
ونقل موقع "بزنس إنسايدر" عن الخبير الفني السابق في الجيش الأمريكي والمتخصص في إبطال الذخائر المتفجرة تريفور بول، القول بأن "اكتشاف هذه القنبلة التي تبدو سليمة تماماً يُسلّط الضوء على مشكلة احتمال وقوعها في أيدي العدو، خاصة وأن هناك مكونات سرية للغاية في القنبلة".
وحذر بول من أن الهندسة العكسية لهذا السلاح وإنشاء نسخ منه، سيضيق الفجوات بين قدرات الولايات المتحدة وخصومها.
وأفاد الموقع بأنه وجه أسئلة لمسؤول دفاعي أمريكي حول هذه الحادثة أو تقديم مزيد من التفاصيل، ولكن هذا المسؤول رفض الإجابة.
ومنذ 15 آذار/ مارس الفائت، استأنفت الولايات المتحدة عدوانها على اليمن، في محاولة لإجبار صنعاء على إيقاف عملياتها المساندة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية في قطاع غزة ينفذها الكيان الصهيوني بدعم أمريكي منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ورغم كثافة الغارات الجوية والبحرية والكم الهائل من الأسلحة المتطورة التي استخدمتها أمريكا ضد اليمن، إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً في ردع القوات المسلحة اليمنية أو إيقاف عملياتها البحرية وفي العمق الصهيوني، دعماً لفلسطين.