حماس تقترح هدنة 5 سنوات وانسحاب الاحتلال والإفراج عن الأسرى.. 164 شهيدا وجريحا في غزة خلال 24 ساعة
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
بينما تتواصل آلة القتل الصهيونية بحقد أعمى قتل السكان العزل في غزة، يكشف الواقع حجم الجريمة الممنهجة التي يرتكبها الاحتلال بلا رحمة. ففي اليوم الأربعين من استئناف العدوان على قطاع غزة، لم تعد الغارات تستثني بيتًا أو شارعًا، بل أصبحت المساجد والمستشفيات والملاجئ أهدافًا مباشرة، فيما تتحدث لغة الأرقام عن مذبحة بشعة: أكثر من 51,495 شهيدًا وأكثر من 10 آلاف مفقود، و117,524 مصابًا منذ السابع من أكتوبر 2023، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
ونقلت وزارة الصحة بغزة في بيان أمس، أن «مستشفيات القطاع استقبلت 56 شهيدا و108 مصابين خلال 24 ساعة».
رغم الجريمة المستمرة، ورغم المجازر المفتوحة، جاءت مبادرة حماس الأخيرة، التي حملها وفدها إلى القاهرة، لتسقط كل الذرائع التي يتذرع بها العدو الصهيوني. مقترح ينص بوضوح على وقف إطلاق النار الكامل، انسحاب «إسرائيلي» شامل من القطاع، الإفراج عن الأسرى، وإعادة إعمار غزة تحت رقابة دولية واضحة. مقترح أظهر أن من يريد إنهاء الحرب هم الضحايا، بينما المتعطش لسفك الدماء هو الجلاد نفسه، العدو الصهيوني.
ووفق تقارير إعلامية يتضمن المقترح الذي عرضه وفد حماس هدنة لمدة خمس سنوات، يتم خلالها رفع كل القيود على عملية إعادة الإعمار. كما يشمل ضمانات تتعلق بعدم استخدام سلاح المقاومة خلال فترة الهدنة طالما التزم العدو الصهيوني بالاتفاق، مع وقف عملية إعادة تأهيل البنية العسكرية في المناطق الحدودية، بما في ذلك الأنفاق الهجومية.
وأشارت المصادر إلى أن التصور المطروح ينص أيضًا على ابتعاد حماس بشكل كامل عن إدارة الشأن المدني في القطاع، بما يشمل الشرطة، التي ستخضع لإشراف لجنة إدارة مؤقتة برعاية مصرية، مع تدريب كوادرها ومراجعة ملفاتها. وفي ما يتعلق بملف إعادة الإعمار، عبّر الوفد عن ترحيبه بالخطة المصرية المعتمدة من الجامعة العربية، التي تقضي بترميم الدمار خلال فترة تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات دون خلافات سياسية أو فنية مع أي طرف.
ويؤكد مراقبون أن مقترح حماس الأخير وضع الاحتلال أمام لحظة الحقيقة: إما القبول بإنهاء العدوان والانسحاب من قطاع غزة، أو الانكشاف أمام العالم ككيان قائم على الدم والجريمة والكذب.
المجاعة سلاح إبادة جماعية
تغرق غزة اليوم في كارثة إنسانية غير مسبوقة، مع إعلان برنامج الغذاء العالمي استنفاد مخزوناته بالكامل. أهالي القطاع دخلوا فعليًا مرحلة المجاعة، فيما يحول العدو الصهيوني، عن عمد، دون وصول الغذاء والدواء والمياه والوقود، في جريمة إبادة تامة.
حماس وصفت الوضع بدقة: «نتنياهو يستخدم سلاح التجويع لإبادة جماعية لشعب بأكمله»، وهي جريمة يعترف العالم كله بأنها وصمة عار لن تُمحى. محطات المياه قُصفت، مراكز توزيع الغذاء دُمرت، الأطفال يموتون عطشًا وجوعًا تحت أنقاض مدنهم.
وفي مواجهة هذه الكارثة، تقف الحكومات العربية والغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، موقف الخاذل لغزة والمساند للعدو الصهيوني، وتمنح الإبادة مزيدًا من الغطاء السياسي.
«حكومة نتنياهو.. تكذب وتخون شعبها»
في الداخل الصهيوني، تقترب الأوضاع من الانفجار ما بين الغاصبين وحكومتهم.
عائــــلات الأســــرى الصهاينة المحتجزين في غـــــزة صعــــدت بشكل كبير، مطالبة بإنهـــاء «الحــــرب» فورًا، معتبــــــرة أن «إنهاء الحرب مصلحة إسرائيلية عليا تعبر عن إرادة الشعب».
وقالت عائلات الأسرى إن «70% من الإسرائيليين يريدون وقف الحرب واستعادة أبنائهم، لكن نتنياهو، «يكذب عليهم» ويسعى لصفقات انتقائية تخدم بقاءه السياسي، حتى لو على حساب قتل الأسرى أنفسهم».
«نتنياهو ضحى بأبنائنا»، تقول عائلات الأسرى، مضيفة: «حماس مستعدة لإطلاق سراحهم، لكن نتنياهو هو من يرفض».
واعتبرت عائلات الأسرى أن نتنياهو يتلهى بمحاولة إطاحة برئيس الشاباك بدلًا من إنقاذ حياة المخطوفين، فيما يواصل تعنتًا يُكلف المزيد من الأرواح يوميًا.
مقاومة حماس.. صمود وثوابت
في الميدان، تسجل المقاومة الفلسطينية بطولات ميدانية مشهودة رغم القصف المتواصل. كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس تمكنت من استهداف قوات صهيونية خاصة بقذائف الـRPG والياسين في حي الشجاعية، موقعين قتلى وجرحى بين صفوف الاحتلال. كما نشرت مشاهد نادرة لمحاولة إنقاذ أسرى العدو من نفق قصفه الاحتلال، كاشفة عن عمق إنسانية المقاومة مقارنة بوحشية العدو.
رغم كل هذا، أكد وفد حماس الذي وصل العاصمة المصرية القاهرة أمس تمسكه بالثوابت الوطنية: لا لنزع سلاح المقاومة، لا للصفقات الجزئية، لا لخضوع إرادة الفلسطينيين تحت شروط الاحتلال. ورغم كل محاولات العدو الصهيوني لشيطنة حماس، ها هي تعرض مقترحًا شاملاً يعيد إعمار غزة، ويعيد الأسرى، وينهي الحرب، تحت ضمانات دولية صلبة.
وقال القيادي في حركة حماس باسم نعيم في تصريح نشره عبر صفحته بموقع «فيسبوك»، إنّ «وفدنا وصل إلى القاهرة للبحث في ملف المفاوضات وقضايا أخرى»، مشددا على أن «ثوابت أي مفاوضات وقف الحرب وانسحاب شامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة».
المصدر لا ميديا