تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
أجمع محللون «إسرائيليون»، ومسؤولون سابقون في «جيش الاحتلال» على أن التهديد الذي تشكله اليمن على الكيان الصهيوني لايزال قائماً وسيستمر إلى أمد طويل، خصوصاً بعد فشل الحملة الجوية الأمريكية المكثفة في ردع القوات المسلحة اليمنية أو التأثير على قدراتها العسكرية، فضلاً عن «القضاء» على من يصفونهم بـ»الحوثيين».
في هذا الإطار نقل موقع «والا» العبري، عن العميد احتياط يوفال أيالون، التأكيد بأن «الحوثيين» ليسوا «تنظيماً إرهابياً» كما يحاول البعض وصفهم «بل جيش حقيقي، لا يمتلك قدرات عسكرية فحسب، بل هو راسخ ويتواجد بشكل جيد في مناطق كثيرة باليمن».
وقال أيالون: «لقد بنى الحوثيون على مر السنين بنية تحتية عسكرية راسخة وواسعة ومتنوعة ذات قدرات مهمة». مضيفاً: «وكما فعل جيراننا في الشمال والجنوب -حزب الله اللبناني والمقاومة الفلسطينية- تعلم الحوثيون أنه من أجل التعامل مع محاولات الهجوم المضاد، والتي غالباً ما تعتمد على استخدام القنابل من مختلف الأنواع، القادمة من الجو أو من البحر، فمن الضروري التأكد من أن مراكز ثقل هذه القدرات موزعة ومتفرقة في جميع أنحاء المنطقة التي يسيطرون عليها فوق وتحت الأرض بشكل رئيسي، كما أن لديهم  البنية التحتية التي تسمح لهم بتجميع المكونات التي تم نقلها إليهم من مورديهم إلى قدرات إنتاج مستقلة».
وأوضح الخبير الصهيوني أن الولايات المتحدة استثمرت خلال الشهرين الماضيين الكثير من الموارد بهدف تدمير قدرات قوات صنعاء، ولكن عملية الإضرار بهذه القدرات «هي عملية طويلة لا يكون تأثيرها فورياً وتستغرق أحياناً وقتاً طويلاً وبالطبع ليست مضمونة بشكل تام».
وخلص أيالون إلى أن «قصة الحوثيين بعيدة كل البعد عن الوصول إلى فصلها الأخير».

ترسانة صواريخ ضخمة
في ذات السياق، تحدث القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي «الإسرائيلية»، العميد (احتياط) دورون جافيش، مع إذاعة (103 إف إم) العبرية، عن القدرات الصاروخية اليمنية، بعد العملية الأخيرة التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية واستهدفت من خلالها مطار بن غوريون في «تل أبيب» وقاعدة «سودت ميخا» شرق أسدود المحتلة بصاروخين باليستيين، مساء الأحد المنصرم.
وقال جافيش إن «الحوثيين لديهم ما يكفي من الصواريخ لمواصلة إطلاقها بهذا الشكل».. داعياً المستوطنين إلى «الالتزام بتطبيق توجيهات قيادة الجبهة الداخلية» عندما يتعلق الأمر بإطلاق صاروخ من اليمن، وأبرز تلك التوجيهات هي الفرار إلى الملاجئ الآمنة.
وأكد أن الصواريخ الباليستية اليمنية تستطيع الوصول إلى «إسرائيل» في غضون 15 دقيقة فقط، وبسرعة تصل إلى نحو 6 آلاف كيلومتر في الساعة.
وبسبب تزايد الهجمات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، أفادت صحيفة «معاريف» العبرية بأن «جيش الدفاع الإسرائيلي يناقش تمديد فترة إطلاق صافرات الإنذار في الأراضي المحتلة».
وأوضحت الصحيفة أن «جيش الاحتلال» أعلن مساء الاثنين الفائت، أنه يبحث «ما إذا كان سيتم تمديد فترة التحذير لعمليات الإطلاق من اليمن إلى عشر دقائق إضافية»، مشيرة إلى أن المعضلة لدى «جيش الاحتلال» هي أن «تمديد فترة الإنذار يؤدي إلى توسيع المناطق التي يتم تفعيلها فيها».
وأكدت أن «التقديرات تشير إلى أن الحوثيين لايزالون يملكون عشرات الصواريخ الباليستية في ترسانتهم». ويستمر إطلاق الصواريخ من اليمن على إسرائيل منذ شهر منذ انهيار وقف إطلاق النار.

القصف الأمريكي لا يكفي
في خط مواز قال إيال زيسر نائب رئيس جامعة «تل أبيب» ورئيس قسم تاريخ الشرق الأوسط المعاصر في الجامعة، إنه «من الواضح أن الهجمات الجوية الأمريكية لا تكفي لإسقاط الحوثيين، فضلاً عن القضاء عليهم كما توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب».
وأضاف زيسر في تقرير نشره موقع (جي إن إس) العبري أنه «من غير الممكن تحقيق نتائج مُحكمة، وبالتالي فإن الأمر يتطلب جهداً تحالفياً إقليمياً، إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل وغيرهم».. مشيراً إلى «وجوب دعم تحالف الفصائل الموالية للسعودية والإمارات في اليمن، للتحرك ضد الحوثيين».
ومنذ أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، خاضت صنعاء الحرب ضد الكيان الصهيوني، دعماً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية في قطاع غزة ينفذها كيان الاحتلال بإسناد وتأييد أمريكي.
وعلى مدى 18 شهراً الماضية تعرضت صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية لنحو 1500 غارة جوية أمريكية وبريطانية و»إسرائيلية»، في محاولة لردع القوات المسلحة اليمنية عن أداء واجبها تجاه الشعب الفلسطيني، غير أن كل تلك الهجمات ومع كثافة العدوان الأمريكي الأخير، فقد أثبتت صنعاء أنها عصية عن الانكسار ونجحت في تطوير قدراتها العسكرية والاستمرار في إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة إلى العمق الصهيوني وإحكام إغلاق البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن في وجه الملاحة الصهيونية والأمريكية والبريطانية.