تقرير/عادل بشر / لا ميديا -
دعت مجلة أمريكية مختصة بالشؤون العسكرية والسياسية، رئيس الولايات المتحدة إلى الابتعاد عن أي تدخل مباشر في اليمن، لأن ذلك سيعرض القوات الأمريكية لخطر كبير.
جاء ذلك في تقرير نشرته مجلة «ناشيونال إنترست» بعنوان «يجب على الرئيس ترامب أن يبقي أمريكا بعيدة عن اليمن».
وقالت المجلة إن «إدارة ترامب تعهدت في حملتها الانتخابية بعدم التورط في أي صراعات خارجية جديدة وخاصة في الشرق الأوسط. ويتعين على البيت الأبيض أن يفي بهذا الوعد».
وأوضحت المجلة أنه «كان هناك اقتراح في بعض الأوساط في واشنطن العاصمة، مفاده أنه لإنهاء تهديد الحوثيين من اليمن، يجب على الجيش الأمريكي إما الاستيلاء على ميناء الحديدة اليمني أو حصاره»، في إشارة إلى العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر ضد السفن «الإسرائيلية» إسناداً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية في قطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني بدعم أمريكي.
وأضافت المجلة: «للوهلة الأولى، تبدو هذه الحجة منطقية»، مشيرة إلى أن من وصفتهم بـ»المتمردين الحوثيين المخيفين» يتمركزون «في سفوح جبال اليمن ويعسكرون على طول شواطئها ويرشون بشكل دوري صواريخ باليستية مضادة للسفن على أقرب سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية».
وأوضحت أنه «من الغريب أن نستنتج أن القوات الأميركية لا بد أن تكون هي التي تتولى السيطرة على هذا الميناء وإدارته»، لافتة إلى أن «الدعوات إلى حصار الميناء أو الاستيلاء عليه، تضمنت أيضاً، دعوات إلى التعددية. ولكن بعد عشرين عاما من الحروب في أفغانستان والعراق، يعلم الجميع أن المهام المتعددة الأطراف من هذا النوع في الشرق الأوسط تتحول حتما إلى تحمل الجيش الأميركي المزيد من المسؤوليات التي لا ينبغي له أن يتحملها».
ومنذ إعلان صنعاء حظر الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023م، انتصاراً لمظلومية الفلسطينيين في غزة، حشدت أمريكا معها بريطانيا الأساطيل الحربية ودفعت بها إلى البحر الأحمر ونفذت عمليات عدوانية على اليمن حماية للكيان الصهيوني، الأمر الذي أضطر القوات المسلحة اليمنية إلى إعلان استهداف أي سفينة أمريكية أو بريطانية رداً على عدوانهما على اليمن.

الرمال المتحركة الجيوسياسية
وقالت مجلة ناشيونال إنترست: «لقد أمضى الجيش الأميركي القسم الأعظم من الأعوام الأربعة والعشرين الماضية في محاولة الاحتفاظ بالأراضي، وتشكيل البيئة الاجتماعية والسياسية، وتحديد الفائزين والخاسرين في الشرق الأوسط. وكانت النتيجة النهائية لهذه الجهود المضنية مشكوك فيها للغاية، فقد خسر الآلاف من الرجال والنساء الأميركيين أرواحهم، وتم إحراق تريليونات الدولارات، وتزعزع استقرار المنطقة بالكامل، مما فرض المزيد من المطالب على الجيش الأميركي».
واعتبرت المجلة أن «الشرق الأوسط هو المعادل الجيوسياسي للرمال المتحركة، وهذا لا يعني أن الولايات المتحدة ليس لها مصالح هناك، فهي بالتأكيد لديها مصالح هناك، ولكن فكرة أن الجيش الأميركي يجب أن يستمر في الاحتفاظ بالأراضي في سوريا، أو أن يمتلك قطاع غزة، أو أن يستولي على ميناء في اليمن البعيد، فهي فكرة مثيرة للسخرية».
وأضافت: «والآن تأتي الدعوات إلى ضم ميناء الحديدة إلى أميركا، ولا شك أن هذه الدعوات تأتي، جزئيا على الأقل، لأن احتمالات انتهاء الحصار البحري المشترك بين البحرية الأميركية وشركائها الإقليميين هناك ضئيلة، ومن شأن القيام بذلك أن يضع أي وحدات أميركية تنشرها في ذلك الميناء هدفا ضخما، ولا ينبغي السماح بذلك».

السعودية و«إسرائيل»
وفيما حَرَّضت «ناشيونال إنترست» في تقريرها على إخراج ميناء الحديدة عن العمل بشكل كامل، بعد فشل الضربات الأمريكية والبريطانية و»الإسرائيلية» على صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية خلال الـ15 شهراً الماضية في فك الحصار عن الكيان الصهيوني، إلا أن التقرير أكد على أن يتولى هذه المهمة حلفاء أمريكا «السعودية وإسرائيل».
وقال: «يتعين على واشنطن أن تصر على أن يتولى شركاء أميركا الإقليميون، الذين يرسل إليهم دافعو الضرائب الأميركيون مبالغ باهظة من أموالهم التي حصلوا عليها بشق الأنفس على أساس سنوي، تنفيذ الضربات الجوية، سواء من خلال النظام السعودي أو إسرائيل، بغض النظر عن العواقب الإنسانية التي سيخلفها تدمير الميناء».
وخلص التقرير إلى أن «إدارة ترامب خاضت حملتها الانتخابية على أساس عدم التورط في صراعات أجنبية جديدة وخاصة في الشرق الأوسط، ويجب على البيت الأبيض الوفاء بهذا الوعد».