تصاعد الاحتجاجات المنددة بانقطاع الكهرباء وتردي الوضع المعيشي.. الظلام يشعل الجنوب المحتل
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
انقطاع الكهرباء، شح المياه، ارتفاع الأسعار، انهيار العملة، سياسة تجويع ممنهجة، نهب للثروات، قتل، اعتقالات، اغتصاب، مخدرات، صراعات بينية... وغير ذلك من ممارسات الاحتلال وأدواته لتركيع وإخضاع الشعب في المحافظات المحتلة، التي تشهد اليوم واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في تاريخها، إلى جانب الانتهاكات الاقتصادية المتواصلة، ما جعل حياة المواطنين جحيماً لا يُطاق.
وفيما تواصل حكومة الفنادق ومجلسها الرئاسي المراوغة والهرب من تحمل المسؤولية إزاء تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والخدمية في مدينة عدن والجنوب بشكل عام، يواصل المواطنون في المقابل انتفاضتهم الغاضبة وتصعيدهم المستمر ضد تحالف الاحتلال وأدواته في مناطق مختلفة من أرض الجنوب المحتل.
تصاعدت الاحتجاجات الشعبية الغاضبة، أمس، ولليوم السادس على التوالي، في عدد من المحافظات الجنوبية المحتلة على خلفية ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأساسية في الأسواق بما يفوق قدرات المواطنين، نتيجة التدهور اليومي الذي تشهده القيمة الشرائية للعملة المتداولة هناك، ليتجاوز الدولار الواحد 2300 ريال، وتعدى سعر صرف الريال السعودي 600 ريال، فضلاً عما تعيشه تلك المحافظات من أزمات متلاحقة في الكهرباء والمياه والغاز المنزلي وارتفاع أسعار الوقود إلى مستوى قياسي.
وشهدت مدينة عدن المحتلة، أمس، موجة احتجاجات جديدة في عدد من المديريات، تنديداً بتفاقم أزمة الكهرباء التي تعاني منها المدينة منذ أيام.
وقطع المحتجون عدداً من الطرق الرئيسية الرابطة بين مديريات المحافظة بالحجارة وأشعلوا النيران في براميل القمامة وإطارات السيارات.
كما قطع المحتجون الغاضبون الطريق المؤدي إلى مطار عدن الدولي، في حي الرشيد بمنطقة خور مكسر، مؤكدين أنهم سيستمرون في إغلاق الطريق حتى يتم تحسين خدمة الكهرباء وتوفير حلول عاجلة للأزمة الاقتصادية التي تعاني منها المدينة.
وتُعد مشكلة الكهرباء في عدن والمحافظات المجاورة إحدى الأزمات المزمنة التي تفاقمت خلال السنوات الأخيرة، بسبب سياسة التدمير الممنهجة التي يمارسها الاحتلال وأدواته، وصفقات الفساد الكارثية باستئجار محطات كهرباء تجارية بمئات ملايين الدولارات كحلول ترقيعية للمتاجرة بمعاناة الناس.
ورغم إعلان حكومة الفنادق بطريقة غير مباشرة أن الكهرباء في مدينة عدن ستعود تدريجياً، بعد وصول سبع قاطرات محملة بالنفط الخام من مدينة مأرب، إلا أن محطة بترومسيلة سرعان ما أعلنت أن عملية التشغيل بأدنى قدراتها لن تصمد طويلاً، حيث عادت الأزمة من جديد بعد نفاد كمية الوقود التي وصلت من مأرب.
وبالتزامن مع أزمة الكهرباء، التي تشهدها المدينة المحتلة، برزت إلى الواجهة أزمة جديدة في مادة الغاز، حيث شوهدت طوابير أسطوانات الغاز وعشرات السيارات التي تعمل بالغاز أمام محطات التعبئة.
وجاءت أزمة الغاز إثر قيام مرتزقة تابعين للاحتلال الإماراتي في محافظة شبوة، أمس الأول، باحتجاز ناقلات الغاز القادمة من مأرب، للضغط على سلطات الارتزاق لتسليم ما سموه مستحقاتهم المتأخرة منذ أشهر.
وفي محافظة لحج، شهدت مديرية صبر تظاهرات مماثلة، حيث قطع المحتجون الشارع الرئيسي، تعبيراً عن استيائهم من الوضع المتردي للكهرباء والمطالبة بحلول عاجلة لإنهاء معاناتهم، وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع في ظل استمرار موجة الاحتجاجات.
كما شهدت مدينة زنجبار، مركز محافظة أبين المحتلة، هي الأخرى احتجاجات شعبية غاضبة على خلفية الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.
وقام المحتجون بإحراق الإطارات وإغلاق عدد من الطرق الرئيسية، احتجاجاً على تدهور الخدمات الأساسية، وللمطالبة بسرعة التدخل لحل أزمة الكهرباء التي تسببت في معاناة يومية للسكان في المدينة.
ورغم تصاعد الضغط الشعبي على حكومة الفنادق في عدن والمحافظات المحتلة الأخرى، إلا أن تلك الحكومة لم تعلن عن أي معالجات حقيقية، بل عمدت إلى التدليس والإيحاء بأنها تعمل على إيجاد معالجات، في الوقت الذي تستمر في حلولها الترقيعية باستلاف النفط الخام من هنا وهناك لتهدئة ثورة الشارع، حيث بدا مجلسها الرئاسي القابع في الرياض لا يملك أي حلول، ولا يملك القرار لاتخاذ أي إجراءات ملموسة على أرض الواقع، فسيناريو انهيار العُملة وتردّي الخدمات الأَسَاسية من الكهرباء والماء والتعليم والصحة على حاله منذ سيطرة الاحتلال السعوديّ والإماراتي على تلك المحافظات في نهاية العام 2015.
وبالتالي فإن التظاهرات الغاضبة في مختلف المحافظات المحتلّة تعكس الرغبة الشعبية الجامعة في طرد المحتل وأدواته التي عبثت بمقدرات الوطن وثرواته ودمرت كل مقومات الحياة ونهبت واستولت على أموال الشعب دون مراعاة لمعاناة المواطن وظروفه المتأزمة طيلة عشرة أعوام من الاحتلال.
كما أنها تعكس الوضعَ المأساوي الذي وصلت إليه تلك المحافظات بفعل سياسة الاحتلال السعودي والإماراتي وأدواته، التي قادت تلك المحافظات إلى حَدِّ الهاوية، حيث يتم إدارة تلك المحافظات وفقَ سياسة التجويع والترويع، فوصل الوضع المعيشي للمواطنين في عدن والمحافظات المحتلة إلى مستويات خطيرة وغير مسبوقة من الانهيار والتدهور، ليكون طرد المحتل واستعادة الثروات هو الطريق الوحيد لإنهاء معاناة أبناء المحافظات المحتلة.
المصدر لا ميديا