تقرير / لا ميديا -
أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن مستقبل قطاع غزة سيبقى بيد الفلسطينيين وحدهم، وأن يدهم هي العليا، وأنهم عازمون على إفشال مخططات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الداعية إلى تهجير سكان قطاع غزة.
وفي بيان إعلان حركة حماس الإفراج عن عدد من الأسرى الصهاينة لديها، مقابل تحرير دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين، قالت الحركة: «نحن الطوفان. نحن اليوم التالي، وهو يوم فلسطيني خالص، وقد بدأ منذ توقيع اتفاق وقف العدوان، المعمّد بدماء وتضحيات شعبنا ومقاومتنا».
وأشارت حماس في البيان إلى أن «المشاهد العظيمة لعملية التسليم، ورسائل المقاومة حول اليوم التالي، تؤكد أن يد شعبنا ومقاومته ستبقى العليا، وأن اليوم التالي هو يومٌ فلسطينيٌّ بامتياز، يقربنا أكثر من العودة والحرية وتقرير المصير».
ولفتت الحركة إلى أن «شعبنا الفلسطيني، بالتفافه العظيم حول المقاومة وتحديه الاحتلال، يرفض كل مشاريع ترامب بالتهجير والاحتلال، ويؤكد عزمه الراسخ على إفشالها».
وذكر البيان أن «النصر المطلق الذي بحث عنه المجرم نتنياهو وجيشه طيلة 471 يوماً، هو مجرد أوهام تحطمت على أرض غزة العزة للأبد».
وقال البيان: «نجدد تحيتنا لشعبنا الفلسطيني العظيم، الذي وجّه بصموده الأسطوري رسالة واضحة إلى العالم أجمع، أنه ثابت على أرضه، متمسّك بمقاومته، مصرّ على المضي في طريقه حتى الحرية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس».
كما أكدت الحركة أن «المقاومة التزمت بالقيم الإنسانية وأحكام القانون الدولي الإنساني في تعاملها مع الأسرى، وبذلت جهداً كبيراً للحفاظ على حياتهم، رغم القصف الصهيوني ومحاولات مجرم الحرب نتنياهو استهدافهم وتصفيتهم».

 حماس تعذب «إسرائيل»
على صعيد رسائل مشاهد إطلاق سراح الأسرى الصهاينة في غزة، وما يصاحبه من استعراض عسكري ودلائل على إمساك حماس بزمام الأمن والتنظيم في قطاع غزة، قالت صحيفة «معاريف»، «الإسرائيلية»: «فيما نتنياهو في واشنطن، فإنّ حماس في رسالة استهزاء برئيس الحكومة أقامت منصة مع لافتة كُتب عليها «النصر المطلق» مع إضافة صورة نتنياهو عليها».
كما اعتبرت «القناة 12» التابعة للاحتلال أنّ «حماس تحوّل إطلاق الأسرى إلى استعراض مُعدّ جيداً يحمل الرسائل لإسرائيل»، مشيرةً إلى أنّ التأخير الذي يحصل في عملية إطلاق سراح الأسرى «الإسرائيليين»، هو «نوع من الحرب النفسية والتعذيب لإسرائيل».
وقالت منصة إعلام أخرى إنّ «حماس اختارت هذه المرة عرض رشاش إسرائيلي من طراز (نيغف 7)، وذلك استمراراً لعرض بنادق هجومية (تافور)، وجميعها غنائم من صناعة إسرائيلية»، مؤكّدة أنّ هذا يأتي في إطار «استمرار نهج الحرب النفسية الذي بدأ بالدبابة، ثم بمسدسات الوحدة الخاصة من خان يونس».
ومن المشاهد التي زادت غضب الاحتلال، نشر كتائب عز الدين القسام - الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أمس، لافتةً كبيرةً، على منصة دير البلح لتبادل الأسرى وسط قطاع غزة، ردّاً على رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، كتب عليها بالعربية والعبرية والإنكليزية: «نحن الطوفان. نحن اليوم التالي».
وفي أسفل المنصة نشرت حماس لافتة ظهرت فيها مركبات لقوات الاحتلال وقد تضرّرت في الحرب، وفي مركزها صورة نتنياهو وجملة» «النصر المطلق».

الأورومتوسطي: الإبادة مستمرة
من جانبه قال «المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان» إن «إسرائيل» تواصل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة رغم إعلان وقف إطلاق النار، من خلال فرض ظروف معيشية كارثية على الفلسطينيين هناك وحرمانهم من المقومات الأساسية اللازمة للبقاء على قيد الحياة».
وأوضح الأورومتوسطي، في بيان صحفي، أن العدو الصهيوني لم يكتفِ بالقتل الواسع والدمار الهائل الذي ألحقه بقطاع غزة على مدى أكثر من 15 شهراً، بل إنه مستمر الآن في استخدام سياسات تفضي إلى هلاك السكان على نحو فعلي، بالاستمرار في سياسة القتل التدريجي والبطيء.
وشدد على أن «الحصار غير القانوني بشكل شامل يعرقل تدفق المساعدات الإنسانية والمواد الأساسية، ويحول دون إصلاح البنية التحتية الحيوية وتقديم الخدمات الأساسية اللازمة لنجاة السكان».
ونبه المرصد إلى أن «جرائم القتل المباشر بحق الفلسطينيين ما زالت مستمرة، فبالرغم من توقف عمليات القتل الجماعي الواسعة في قطاع غزة منذ وقف إطلاق النار، إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل ارتكاب هذه الجرائم ضد المواطنين الفلسطينيين تحت ذرائع مختلفة، تفتقر جميعها لأي مبرر قانوني».
ووثق الأورومتوسطي استشهاد 110 فلسطينيين على الأقل منذ وقف إطلاق النار، بمعدل نحو 6 مواطنين يومياً، وهم يتوزعون بين شهداء جدد أو جرحى ارتقوا متأثرين بإصاباتهم الخطيرة، بعد أن حرمهم الاحتلال من حقهم بالسفر إلى الخارج لتلقي العلاج. كما أصيب خلال هذه المدة 901 فلسطينيا، بمعدل 47 إصابة يومياً.
كما أشار إلى استمرار العمل في القطاع على انتشال جثامين القتلى، حيث انتشل 571 قتيلاً بواقع 30 يوميّاً حتى الآن، في حين تؤكد المعلومات وجود آلاف المفقودين تحت الأنقاض، ولا يزال يتعذر انتشالهم، نتيجة مماطلة العدو الصهيوني في إدخال المعدات اللازمة لذلك، حيث تجري عمليات الانتشال حالياً بأدوات يدوية أو معدات بسيطة غير ملائمة للتعامل مع آلاف الأطنان من الأنقاض.
وحذر المرصد الأورومتوسطي من أن آلاف المرضى والمصابين في قطاع غزة مهددون بالموت بسبب استمرار حرمانهم من السفر لتلقي العلاج، حيث لم يُسمح سوى لأعداد قليلة منهم منذ وقف إطلاق النار.
وأشار إلى أن ذلك يتزامن مع منع العدو الصهيوني إعادة تأهيل المستشفيات التي دمرها، وحظر إدخال احتياجات هذه المستشفيات الأساسية من أجهزة طبية وأدوية ومستلزمات طبية، بالإضافة إلى نقص الطواقم الطبية المتخصصة، ومولدات الكهرباء، والوقود، ومحطات الأكسجين.