التحاقاً بسابقاتها الثلاث.. «ترومان» الأمريكية تفر من البحر الأحمر
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل بشر / لا ميديا -
التحاقاً بسابقاتها "يو إس إس أيزنهاور"، و"يو إس إس ثيودور روزفلت" و"يو إس إس أبراهام لنكولن"، غادرت حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هاري ترومان"، البحر الأحمر، إلى خليج سودا في اليونان بعد نحو شهرين على وصولها إلى الشرق الأوسط، في إطار الدعم الأميركي للاحتلال "الإسرائيلي" في حربه على قطاع غزة، ومواجهة جبهات الإسناد، وفي مقدمتها الجبهة اليمنية.
وذكر معهد البحرية الأمريكية، في تقرير له، أمس، أن حاملة الطائرات من فئة نيميتز يو إس إس هاري إس ترومان (CVN 75) وجناحها الجوي والمدمرة الموجهة بالصواريخ من فئة أرلي بيرك يو إس إس جيسون دونهام (DDG 109)، وصلت، أمس الأول الخميس، إلى منطقة دعم البحرية الأمريكية في خليج سودا باليونان.
وقال إن "الجاهزية المادية للمجموعة الضاربة تشكل الأولوية القصوى للزيارة، وضمان الصيانة والمحافظة على السفن والطائرات".. مشيراً إلى أن مغادرة حاملة الطائرات للبحر الأحمر، ستتيح، أيضاً، للبحارة على متنها الاستمتاع بالحرية بعد قرابة الشهرين من العمليات القتالية في البحر الأحمر.
ونقل موقع معهد البحرية الأمريكية عن قائد مجموعة حاملة الطائرات هاري إس ترومان الأميرال البحري شون بيلي، القول: "إن هذه الزيارة للميناء توفر الفرصة لإعادة ضبط التركيز على الصيانة من أجل تحقيق أقصى قدر من الجاهزية قبل العمليات المستقبلية".
كما نقل عن مسؤول في البحرية الأمريكية قوله إنه لم يتبق من الأسطول الأمريكي في البحر الأحمر سوى المدمرة "يو إس إس ستاوت" والطراد "يو إس إس غيتيسبرغ".
وكانت "ترومان" وما تسمى بالمجموعة الضاربة المرافقة لها، قد أُرسِلَت إلى مسرح العمليات البحرية اليمنية في 14 كانون الأول/ ديسمبر الفائت، بهدف تحييد قدرات صنعاء العسكرية ومحاولة صد الهجمات اليمنية على الكيان الصهيوني في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو فك الحصار البحري عنه في البحر الأحمر، منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023م.
وبعد أسبوع من وصول "ترومان" والقوة المرافقة لها، إلى البحر الأحمر، نفذت القوات المسلحة اليمنية بتاريخ 21 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، عملية استباقية ضدها مستهدفة حاملة الطائرات والقطع الحربية المرافقة بعدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، حيث استمر الاشتباك لنحو تسع ساعات متواصلة، نجحت القوات اليمنية خلاله في إفشال هجوم واسع على اليمن كان الجيش الأمريكي يخطط لتنفيذه عبر حاملة الطائرات والسفن الحربية الأخرى، كما أسفرت العملية اليمنية عن إسقاط مقاتلة أمريكية من طراز F18 وإجبار حاملة الطائرات على الفرار إلى أقصى شمال البحر الأحمر.
واعترف الجيش الأمريكي، حينها، بسقوط المقاتلة F18، زاعماً أنها أُسقطت بـ"نيران صديقة".
وخلال الفترة الممتدة حتى 17 كانون الثاني/ يناير الفائت، أعلنت القوات المسلحة اليمنية استهداف حاملة الطائرات "ترومان" سبع مرات، مؤكدة نجاح عمليات الاستهداف.
وفيما تجاهلت بحرية واشنطن الحديث عن استهداف حاملة طائراتها، إلا أن تقرير معهد البحرية الأمريكي بخصوص انسحاب "ترومان" إلى اليونان بغرض الصيانة، يؤكد تعرضها للإصابة في المواجهات مع القوات المسلحة اليمنية، عوضاً عن فشلها في حماية كيان العدو الصهيوني من الهجمات اليمنية.
ووفقاً لمعهد البحرية الأمريكي، فإن هذه هي المرة الثالثة خلال أكثر من 15 شهراً التي تغادر فيها الولايات المتحدة البحر الأحمر دون حاملة طائرات. وكانت المرة الأخيرة في تشرين الثاني/ نوفمبر عندما غادرت مجموعة حاملة الطائرات أبراهام لينكولن البحر الأحمر.
وقبل "ترومان" و"لينكولن"، تمكنت القوات المسلحة اليمنية خلال معركة إسناد غزة من طرد حاملة الطائرات "أيزنهاور" في حزيران/ يونيو 2024م، بعد نحو 8 أشهر على وجودها في البحر الأحمر، إذ خاضت ما وصفته البحرية الأميركية بـ"المواجهة البحرية الأكثر شدةً منذ الحرب العالمية الثانية"، والتي فشلت فيها في ردع العمليات العسكرية اليمنية ضد "إسرائيل".
وجاء انسحاب "أيزنهاور" بعد تعرضها للاستهداف أكثر من مرة من قبل قوات صنعاء في البحر الأحمر، ولاحقاً حذرت تقارير عسكرية أمريكية من إمكانية القوات المسلحة اليمنية إغراق حاملة طائرات أمريكية، مشيرة إلى أن صاروخا باليستيا سقط على مسافة 200 متر فقط من "أيزنهاور" دون اعتراضه.
وبخلاف حاملات الطائرات الثلاث، التي أرسلتها الولايات المتحدة للدفاع عن الكيان الصهيوني من الهجمات اليمنية، ظلت حاملة الطائرات "يو إس إس ثيودور روزفلت" محصورة في مياه الخليج العربي، دون أن تجرؤ على دخول البحر الأحمر، لتنسحب بعد ذلك متجنبة الاقتراب من عمليات القوات المسلحة اليمنية.
ووفقاً لخبراء عسكريين فقد نجح اليمنيون، خلال الخمسة عشر شهراً الماضية، في إحداث تغيير جذري في معادلة القوة البحرية، حيث لم تعد الهيمنة الأمريكية القائمة على الأساطيل الحربية كافية لفرض السيطرة.
ومنذ أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، أعلنت القوات المسلحة اليمنية خوض المعركة ضد الكيان الصهيوني، إسناداً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية في قطاع غزة.
وتمثلت عملية الإسناد في حظر الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، وكذلك تنفيذ عمليات عسكرية بعيدة المدى بالصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت مواقع حساسة للعدو في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الفائت، أعلنت صنعاء إيقاف عملياتها المساندة للشعب الفلسطيني، مؤكدة أن عودة هذه العمليات مرهونة بالتزام الاحتلال الصهيوني بما تضمنته بنود ومراحل اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا