تقرير / لا ميديا -
في تصاعد واضح لضراوة المقاومة بعد 15 شهرا من العدوان المدمر على غزة، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عن قتل وجرح جندي صهيوني في كمين شمال القطاع.
وقالت سرايا القدس في بيان: «أوقعنا قوة صهيونية قوامها 12 جنديا في كمين محكم بتفجير منزل غرب بيت حانون».
وأضافت: فور وصول قوات النجدة إلى مكان الكمين، فجر مجاهدونا عبوة ثاقب بآلية عسكرية من نوع «ميركافا».
وأكدت سرايا القدس أنها خاضت اشتباكات ضارية من نقطة الصفر مع من تبقى من جنود العدو الصهيوني المتحصنين في المنزل.
من جهتها، قصفت كتائب شهداء الأقصى، جنود وآليـات الاحتلال المتمركزة في محور «نتساريم» في محيط «قصر العدل» بصواريخ قصيرة المدى من عيار 107.
وتأتي هذه العملية بعد يوم واحد من إعلان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس تنفيذ عدة عملية أمنية ضد قوات الاحتلال في غزة إحداها عملية معقدة تم فيها طعن 3 من جنود الاحتلال ومن ثم مهاجمة مجموعة أخرى بالأسلحة النارية والاجهاز عليها.

غزة مسرح جريمة كبرى
على وقع الضربات المؤلمة التي تتلقها قوات العدو الصهيوني في غزة يتواصل عدوان الإبادة على القطاع وسط تسجيل جرائم على مدار الساعة.
وارتفعت حصيلة الشهداء والمفقودين في غزة إلى 55 ألفا و338، كما ارتفعت حصيلة المصابين لـ107 آلاف و764، بحسب ما أكّدت وزارة الصحة في القطاع، أمس الثلاثاء.
وأكدت الوزارة خروج ثلاثة مستشفيات جديدة شمالي القطاع عن الخدمة الطبية، جرّاء الهجمات المتتالية التي تنفّذها قوات الاحتلال، والتي أسفرت عن تعطيلها، وتدمير أجزاء منها.
ودخل العدوان الصهيوني على قطاع غزة، أمس الثلاثاء، يومه الـ445، حيث واصل الاحتلال هجماته على مناطق متفرقة من القطاع، فيما طالت الهجمات خيام النازحين ومستشفيات في الشمال، في وقت أصدر الجيش أوامر إخلاء إلى سكان منطقة الشجاعية، وطالبهم بالانتقال لغرب مدينة غزة.
وواصل الاحتلال استهداف مستشفى كمال عدوان، حيث أطلقت آلياته نيرانها بكثافة على المنازل في محيط المستشفى، كما أصيب بعض المرضى داخل المستشفى جراء تفجير القوات الإسرائيلية «روبوتا مفخخا» في محيطه.
وشنت الطائرات الصهيونية غارات عنيفة في محيط مستشفى العودة واستهدفت الطابق الثالث بالمستشفى، كما استهدفت القوات الصهيونية بوابة المستشفى الإندونيسي المحاصر شمال غزة بنيران كثيفة من دباباته بعد أن أجبرت الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى.

عدو في كل فلسطين
ضمن حالة العداء الشديدة التي يظهرها الكيان الصهيوني للفلسطينيين في كل أنحاء أرضهم استشهدت مسنّة وشاب وطفل، أمس، فيما أُصيب آخرون، برصاص قوات الاحتلال، وبقصف من مسيّرة، خلال اقتحام مخيم طولكرم في الضفة الغربية المحتلة، حيث أعلن العدو الصهيوني إطلاق عمليّة عدوانية، أمس الأول.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، بأن «طائرة مسيرة للاحتلال قصفت تجمعا لمواطنين في حارة الحمام بمخيم طولكرم، ما أدى إلى استشهاد مواطنة مسنة، وإصابة 4 آخرين بجروح».
من جانبها ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، أنه «وصل إلى مستشفى د. ثابت ثابت الحكومي الشهيدة خولة علي عبدالله عبده (53 عاما) نتيجة قصف على مخيم طولكرم، والشهيد فتحي سعيد عودة عبيد (18 عاما) نتيجة إصابته بالرصاص في البطن والصدر».
وقالت مصادر محلية، إن «مسيرة إسرائيلية قصفت موقعا في المخيم»، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال «تحاصر مستشفيات مدينة طولكرم».
وخلال العدوان ذاته على طولكرم تحدثت وسائل إعلام فلسطينية عن استشهاد فتى برصاص قوات الاحتلال أيضا.
واندلعت اشتباكات مسلّحة، فيما عزّز الاحتلال قوّاته.
وقالت «كتائب القسام -طولكرم» في بيان، أمس: «نواصل منذ ساعات الفجر الأولى التصدي لقوات الاحتلال في محاور القتال، وحققنا إصابات مؤكدة».
وارتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية إلى 827 شهيدا، وأكثر من 6 آلاف و500 جريح؛ جراء جرائم الاحتلال والغاصبين عليهم منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وذلك بالتزامن مع بدء العدوان على قطاع غزة.

قتل هنا ونهب أرض هناك!
يستغل العدو الصهيوني انشغال المقاومة والجبهات التي تساندها وكذلك تركز أنظار العالم على العدوان في غزة لارتكاب جرائم كبرى تتعلق بنهب الأرض الفلسطينية وتهجير سكانها.
ونفذت جرافات الاحتلال أمس، عمليات هدم لمنزلين وتجريف للأراضي في بلدة حزما شمال القدس المحتلة، بينما هدمت منشأة تجارية في بلدة بيت حنينا، وذلك بذريعة البناء دون ترخيص.
وذكر مركز معلومات وادي حلوة أن جرافات الاحتلال هدمت صباحا منزل المقدسي فارس صلاح الدين وتقدر مساحته بنحو 200 متر مربع، ومنزلا آخر قيد الإنشاء يعود لعائلة حابس علي، كما جرف الاحتلال خلال اقتحام بلدة حزما أشجار زيتون وسلاسل حجرية.
وأفاد مركز معلومات وادي حلوة، بأن قوة من الاحتلال ترافقها جرافة، اقتمحت صباحا بيت حنينا وشرعت بهدم محل تجاري يعود لعائلة محمد الحلحولي، بحجة عدم الترخيص.
وأغلقت قوات الاحتلال الطريق المؤدية للمحل التجاري الذي طاله الهدم ومنعت تواجد المقدسيين في محيطه.
وتكشف إحصائيات فلسطينية وأممية عن آلاف النازحين الفلسطينيين ومئات آلاف المتضررين، جراء تصاعد جريمة الهدم الصهيونية للمباني والمنشآت الفلسطينية في الضفة الغربية، منذ بدء العدوان على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ووفق معطيات لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة «أوتشا»، فإن الاحتلال هدم 1787 منشأة فلسطينية بين 7 تشرين الأول 2023 و15 تشرين الأول 2024، منها 800 مسكن مأهول.
وأدت عمليات الهدم إلى نزوح 4 آلاف و498 فلسطينيا، فضلا عن تضرر نحو 531 ألفا و593 آخرين جراء هدم منازلهم أو منشآتهم التجارية والصناعية والزراعية.
وتتصدر مدينتا جنين وطولكرم، محافظات الضفة، من حيث عدد النازحين، نتيجة الاقتحامات المستمرة وعمليات الهدم والتجريف، إذ سُجّل نزوح 1846 فلسطينيا في مدينة طولكرم ومخيميها، نتيجة هدم 313 مسكنا مأهولا، و974 فلسطينيا في مدينة جنين ومخيمها، نتيجة هدم 147 مسكنا مأهولا.