اليمن بالحبر الغربي -
كشف تحقيق لسلاح الجو «الإسرائيلي» عن إجراء عدة محاولات اعتراض فاشلة للصواريخ الباليستية التي أطلقها اليمن وضربت «تل أبيب».
وقال سلاح الجو «الإسرائيلي» في تحقيق أولي: «بعد رصد الصاروخ الباليستي، تم تفعيل حالة التأهب في المنطقة الوسطى التابعة للجيش»، وفق هيئة البث «الإسرائيلية» الرسمية.
وأضاف: «تم إطلاق صواريخ اعتراضية في الطبقة العليا من الغلاف الجوي؛ لكنها أخطأت الهدف خارج حدود إسرائيل».
وتابع: «في وقت لاحق، تم إطلاق صواريخ اعتراضية باتجاه الصاروخ في الطبقة السفلية من الغلاف الجوي؛ لكنها أخطأت الهدف أيضاً».
ووفقا لهيئة البث «الإسرائيلية» فإن نظام الدفاع الجوي «الإسرائيلي» يعمل على شكل طبقات ويُسمى «نظام الدفاع متعدد الطبقات».
في الطبقة العليا فوق الغلاف الجوي، تعمل مصفوفتا «آرو 2» و»آرو 3»، وفي الطبقة الوسطى تعمل مصفوفة «مقلاع داود»، بينما في الطبقة السفلية تعمل مصفوفة «القبة الحديدية».
وأشار التحقيق إلى أنه قبل سقوط الصاروخ في يافا، تم اختراق طبقتين من الدفاع الجوي، وهو ما توصل إليه تحقيق سلاح الجو.
وفي تحقيقه النهائي كشف سلاح الجو «الإسرائيلي» أن فشل اعتراض الصاروخ الباليستي الذي أطلق من اليمن وسقط في «تل أبيب» سببه خلل موضعي في صاروخ «حيتس (آرو/ السهم)» الاعتراضي، وليس في منظومة الدفاع الجوي نفسها، وفق «القناة 12»، «الإسرائيلية».
وأشار التحقيق إلى أن المخاوف من وجود رأس حربي مناور في الصاروخ اليمني تم استبعادها، حيث تبين أن الخلل حدث في الصاروخ الاعتراضي خلال محاولته التصدي للصاروخ في الطبقة العليا فوق الغلاف الجوي.
وأوضح سلاح الجو «الإسرائيلي» أن الصاروخ اليمني تسبب في حفرة عميقة وعدة أضرار مادية وإصابة 20 شخصاً بجروح طفيفة في منطقة «تل أبيب» - يافا، وفق صحيفة «هآرتس».
ويضم الدفاع الجوي «الإسرائيلي» ثلاث طبقات: الأولى هي «القبة الحديدية»، المخصصة للتعامل مع الصواريخ والقذائف قصيرة ومتوسطة المدى؛ الثانية هي «مقلاع داود»، وهي نظام لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى والطائرات المسيّرة؛ الثالثة هي نظام «حيتس 2 و3» (السهم/ آرو)، المصمم لتدمير الصواريخ الباليستية القادمة في مرحلتها النهائية في الغلاف الجوي العلوي.
ويطور الكيان الصهيوني في هذه المرحلة منظومة دفاع جوي بالليزر تحمل اسم «الدرع الضوئية»، والتي تقول إنها ستكون قادرة على التصدي لجميع التهديدات الجوية، بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيّرة.
وقال جيش الاحتلال في بيان إنه أجرى محاولات لاعتراض الصاروخ؛ لكنها باءت بالفشل.
كما نشرت إذاعة الجيش «الإسرائيلي» مقطع فيديو يُظهر المحاولات الفاشلة لاعتراض الصاروخ، وأوضحت أن صاروخين اعتراضيين أُطلقا تجاه الصاروخ الحوثي؛ «لكنهما فشلا في اعتراضه وانفجرا في الجو، ثم سقط الصاروخ بعدها في منطقة يافا».

ما هي أبرز منظومات الاحتلال الدفاعية؟
يمتلك كيان الاحتلال منظومات دفاعية متطورة صُممت لحمايته من التهديدات الجوية والصاروخية، بما في ذلك الصواريخ قصيرة وبعيدة المدى، والطائرات بدون طيار، والقذائف المدفعية، منها منظومات: «حيتس»، «القبة الحديدية»، «مقلاع داود»، منظومة باراك»، و«القبة الخضراء».
تعتمد هذه المنظومات على تقنيات حديثة جداً وتغطي عدة مستويات من الدفاع الجوي والصاروخي؛ لكن أبرزها منظومات «حيتس»، المخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية، والتي سجلت فشلاً ذريعاً أمام الصواريخ القادمة من اليمن.

ماذا تعرف عن منظومة «حيتس»؟
طور كيان الاحتلال منظومة «حيتس» (كلمة عبرية تعني «السهم») بالتعاون مع الولايات المتحدة لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى.
تُعتبر هذه المنظومة جزءاً من نظام الدفاع الصاروخي «الإسرائيلي» متعدد الطبقات، وهي مخصصة للتعامل مع التهديدات الاستراتيجية، مثل الصواريخ التي يمكن أن تحمل رؤوساً نووية أو كيميائية أو تقليدية.
صُمّمت المنظومة لاعتراض الصواريخ الباليستية في مراحل مختلفة من مسارها، داخل الغلاف الجوي أو خارجه. كما جرى تحديث المنظومة لعدة أجيال مختلفة، منها نسخة «حيتس 2» المخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية داخل الغلاف الجوي.
وهناك «حيتس 3» المخصصة لاعتراض الصواريخ على ارتفاعات عالية جداً، حتى خارج الغلاف الجوي، ما يوفر طبقة إضافية للدفاع الاستراتيجي.
وتعمل منظومة «حيتس» جنباً إلى جنب مع أنظمة «إسرائيلية» أخرى مثل «مقلاع داود» و«القبة الحديدية»، لتوفير دفاع متكامل.

«القبة الحديدية» فشل متكرّر رغم التكاليف العالية
تستخدم «إسرائيل» درعاً دفاعية مُتعددة الطبقات لصدّ الهجمات الصاروخية، وتتضمّن مجموعتها عدّة منظومات ذات أبعاد مختلفة، أبرزها: القبة الحديدية، مقلاع داود، نظام آرو (السهم). وتكلّف هذه الأنظمة الميزانية «الإسرائيلية» مبالغ طائلة، فضلاً عن تقلّص عدد الصواريخ الاعتراضية نتيجة استخدامها المتكرّر.
ومنظومة القبة الحديدية هي منظومة دفاع جوي صُمّمت لصدّ الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية، ويصل مداها إلى 70 كيلومتراً، وتتكوّن من البطاريات التي تستخدم الرادارات لاكتشاف الصواريخ قصيرة المدى، وتحتوي كل بطارية على 3 أو 4 قاذفات و20 صاروخاً من نوع «تامير»، ورادار يتحكّم بمسار الصاروخ، وذلك بحسب شركة «رايثيون» المتخصصة بصناعة أنظمة الدفاع. وشاركت شركة «رافائيل»، «الإسرائيلية»، في إنتاج هذه المنظومة.
ومع أنّ «الجيش الإسرائيلي» رفض التعليق على عدد بطاريات القبة الحديدية المنتشرة حالياً كونها معلومات «سرية»، لكن في العام 2021، كان لدى «إسرائيل» 10 بطاريات منتشرة في جميع أنحاء فلسطين المحتلة، كل منها قادرة على الدفاع عن منطقة تبلغ مساحتها 155 كيلومتراً مربّعاً، وفقاً لشركة «رايثيون» الأمريكية.
ورغم أنّ التكلفة الإجمالية لتصنيع وصيانة وتطوير ونشر «القبة الحديدية» غير معلومة، إلا أن مواقع أمريكية رجّحت وصول التكلفة إلى مليارات الدولارات.
ويقدّر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (مقرّه واشنطن) تكلفة إنتاج البطارية الكاملة بنحو 100 مليون دولار، في حين تبلغ تكلفة كل صاروخ اعتراضي نحو 50 ألف دولار. وخصصت واشنطن الداعم الأكبر لـ«تل أبيب» نحو 10 مليارات دولار لأنظمة الدفاع الصاروخي، بما في ذلك نحو 3 مليارات دولار للقبة الحديدية، وفقاً لخدمة أبحاث الكونغرس الأمريكي.
وخلال نحو عام من انطلاق «طوفان الأقصى»، زعم «الجيش الإسرائيلي» أنّ «القبة الحديدية» اعترضت نحو 9 آلاف صاروخ أطلقت من جبهات متعددة نحو «إسرائيل»، فيما فشلت منظومات الدفاع «الإسرائيلية» في صدّ نحو 2000 صاروخ وصلت إلى أهدافها، وهذا يعني أنّ تكلفة الصواريخ الاعتراضية بلغت 450 مليون دولار من دون حساب الكلفة التشغيلية للمنظومة.

«مقلاع داود».. مليون دولار لكلّ صاروخ!
أمّا الطبقة الوسطى في سلّم الدفاع الصاروخي «الإسرائيلي» فهي «مقلاع داود»، التي توفّر الحماية ضد تهديدات الصواريخ الباليستية متوسطة وقصيرة المدى والطائرات المسيّرة، والتي يتمّ إطلاقها من مسافةٍ تتراوح بين 100 و200 كيلومتر.
وتستخدم هذه المنظومة صواريخ اعتراضية من نوع «ستانر» و«سكاي سيبتور» تعتمد على تقنية الضرب المباشر لتدمير الأهداف المعادية. ودخل النظام الخدمة الفعلية لـ»إسرائيل» منذ العام 2017 نتيجةً لتعاون مشترك بين شركة «رافائيل»، «الإسرائيلية»، وشركة «رايثيون» الأمريكية.
وفي أيار/ مايو 2023، أجبرت المقاومة الفلسطينية كيان الاحتلال «الإسرائيلي» على استخدام منظومة «مقلاع داود»، للمرّة الأولى، في التصدّي للصواريخ التي أطلقتها في اتجاه «تل أبيب». ويُكلّف إنتاج كل صاروخ «ستانر» نحو مليون دولار، وفق موقع «واي نت»، «الإسرائيلي».

جوهرة تاج الدفاع الجوي الإسرائيلي تعجز عن اعتراض صواريخ اليمن
كما تمتلك «إسرائيل» أيضاً نظام «آرو» (السهم) المتقدّم للدفاع الصاروخي، المكوّن من «آرو 2» و«آرو 3». وقال المطوّرون إنّ هذا النظام يستطيع اعتراض الصواريخ التي يتمّ إطلاقها من مسافة تصل إلى 2400 كيلومتر، ويمكنه القيام بذلك فوق الغلاف الجوي، وتطلق عليه «إسرائيل» اسم «جوهرة تاج الدفاع الجوي».
وصمّم نظام «آرو 3» لاعتراض وتدمير أحدث التهديدات بعيدة المدى، وخاصة تلك التي تحمل أسلحة دمار شامل. وتكتشف أنظمة الدفاع الجوي «آرو» عموماً، وتتبع وتعترض وتدمّر الصواريخ التي تحمل مجموعة من الرؤوس الحربية، وذلك على مساحةٍ كبيرة، وبالتالي تحمي الأماكن الاستراتيجية، وفق تعريف بالمنظومة نشره موقع (Israel Aerospace Industries). وتبلغ كلفة كل صاروخ اعتراضي من طراز «آرو» أكثر من 3 ملايين دولار، وفق الرئيس التنفيذي لشركة الصناعات الجوية «الإسرائيلية»، بواز ليفي.
ورغم كلّ المميّزات التي يتمتّع بها هذا النظام الدفاعي إلا أنّه وفي معركة «طوفان الأقصى» أثبت فشله في اعتراض صاروخ باليستي فرط صوتي أطلق من اليمن في أيلول/ سبتمبر 2024 عبر أكثر من ألفي كيلومتر، ويُعدّ الأول الذي يضرب «إسرائيل» منذ تأسيس كيانها في العام 1948. وكانت الدفاعات الجوية «الإسرائيلية» استخدمت للمرّة الأولى نظام «آرو» لاعتراض صاروخ أرض-أرض أطلق من البحر الأحمر، في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
«الجيش الإسرائيلي»، وفيما عدّه مراقبون «عذراً أقبح من ذنب»، أقرّ بأنّ منظوماته الدفاعية حاولت اعتراض الصاروخ المقبل من اليمن، ولكنها فشلت في ذلك، الأمر الذي كشف ثغراتٍ خطيرة في منظومة الدفاعات «الإسرائيلية» وأثار تساؤلات جوهرية عن فاعليتها وقدرتها في مواجهة الصواريخ المقبلة من جبهات الإسناد لغزّة ومقاومتها، وماذا لو أُطلقت عدة صواريخ ومسيّرات من أكثر من جبهة في وقت واحد!

ما الذي ستضيفه منظومة «ثاد» للدفاعات «الإسرائيلية»؟
بعد عمليتي «الوعد الصادق 1 و2» واللتين شنتهما إيران ضد «إسرائيل» في 13 نيسان/ أبريل الماضي، و1 تشرين الأول/ أكتوبر، بدا بشكلٍ فاضح ضعف الدفاعات الجوية «الإسرائيلية» في اعتراض الصواريخ والمسيّرات الإيرانية.
هذا الضعف جاء رغم اعتماد «إسرائيل» على مساندة دول أخرى، منها: الأردن، المملكة المتحدة، فرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية الحليف الأبرز لـ«إسرائيل»، التي تصدّت للمسيّرات والصواريخ الإيرانية، مع العلم أنّها حصلت على ساعات عديدة من التحذير قبل عملية «الوعد الصادق 1» أي أنها كانت تترقّب العملية التي كلّفت الميزانية الإسرائيلية أكثر من مليار دولار، وفق الإعلام «الإسرائيلي».
أشارت تقارير غربية إلى أنّ «إسرائيل» قدّمت طلباً موسّعاً للإدارة الأمريكية للحصول على ذخائر وأسلحة إضافية لإعادة تعبئة مخزوناتها، ومن أبرز هذه الأسلحة هي الصواريخ الاعتراضية لنظام الدفاع الصاروخي «مقلاع داود»، وفق موقع «ميدل إيست آي» البريطاني.
لذلك، أعلنت الولايات المتحدة، مؤخراً، نشرها منظومة الدفاع الجوي «ثاد» المخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى في «إسرائيل»، وتستخدم هذه المنظومة تكنولوجيا متقدّمة تعمل على تدمير الصواريخ من خلال أسلوب الضرب للقتل.
وتتألف منظومة «ثاد» من 3 قطع: رادار، وحدة تحكّم، وعدة منصات إطلاق للصواريخ تحوي 48 صاروخاً. وتحتاج هذه المنظومة إلى نحو 100 جندي لتشغيلها، وهذا الأمر يعني تدخّل الجيش الأمريكي عسكرياً وبشكلٍ مباشر لحماية أمن «إسرائيل»، مع العلم أنّ تكلفة البطارية الواحدة مليار دولار، وتحتاج إلى نصف ساعة لإعادة تذخيرها. أما تكلفة الصاروخ الاعتراضي الواحد منها فلا تقل عن 2.6 مليون دولار. كما أنّ شركة «لوكهيد مارتن» تصنع عشرات الصواريخ سنوياً فقط، لذلك فإنّ هناك مشكلة في الإمدادات.
ويلفت محللون سياسيون إلى أنّ نشر واشنطن لمنظومة «ثاد» في «إسرائيل» يعدّ نوعاً من الدعم المعنوي لها، ولن يحدث من الناحية العسكرية فرقاً كبيراً لصالح «إسرائيل».
فلو افترضنا إطلاق إيران أو اليمن نحو 100 صاروخ نحو «إسرائيل» وتصدّت منظومة «ثاد» لها فإنّ أكثر من نصف هذه الصواريخ ستصل إلى أهدافها. وفي وقتٍ سابق، فشلت منظومة «ثاد» في عدّة مواجهات، بما في ذلك خلال الهجوم الإيراني على قاعدة «عين الأسد» الأمريكية في العراق، والاستهداف اليمني لمنشأة الظفرة النفطية في الإمارات في العام 2022.
ودعمت الولايات المتحدة «إسرائيل» منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بما لا يقلّ عن 17.9 مليار دلار، بخلاف تعزيز الدفاعات «الإسرائيلية»، والتي تضمّنت -بحسب تقرير لوكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية- شحنات من القنابل الموجّهة والقذائف، وصواريخ أنظمة الدفاع الجوية، فضلاً عن السحب العسكري من المخزون الأمريكي لتسريع تزويد «إسرائيل» بتلك الدفاعات.
ولكن كيف للولايات المتحدة، التي تخشى نفاد مخزونها من الصواريخ الاعتراضية، أن تدعم «إسرائيل» التي هي بدورها تُواجه نقصاً وشيكاً في الصواريخ الاعتراضية، ولاسيما بعدما أشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إلى أنّ «البنتاغون» بات يعاني من نقص في بعض أنواع صواريخ الدفاع الجوي، الأمر الذي يُثير تساؤلات بشأن استعداداته للتدخّل في الشرق الأوسط دعماً لـ«إسرائيل»؟!
لماذا تفشل تلك المنظومات؟
رغم التطور الهائل في منظومات الدفاع الجوي «الإسرائيلية» إلا أنها ليست مثالية في كل الحالات، بل إنها تعاني من ثغرات وقصور في الأداء، مرده إلى تطور نوعية الهجمات الصاروخية، وعوامل أخرى، أبرزها:

•مسار مسطح ورأس مناور:
كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن ثغرة خطيرة في طبقات الدفاع الجوي للاحتلال المختلفة، قالت إنها تفسر الفشل في اعتراض الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية خلال الأيام الأخيرة الماضية.
وتحدثت عن سبيين قد يكون أحدهما وراء الفشل في اعتراض الصاروخ اليمني: «الأول أن الصاروخ أطلق على مسار باليستي مسطح وربما من اتجاه غير متوقع، ولذلك لم ترصده أنظمة الإنذار الأمريكية والإسرائيلية».
الثاني، وهو الأرجح، التمكُّن من تطوير رأس حربي مناور ينفصل عن الصاروخ في الثلث الأخير من مساره ويقوم بالمناورة -أي تغيير المسار والقيام بانعطافات تم برمجتها مسبقا- حتى يصل إلى هدفه المحدد.

• الثغرات في منظومة الدفاع:
تعتمد أي منظومة للدفاع الجوي على عدة ركائز لتنفيذ اعتراض ناجح، أهمها اكتشاف التهديد في الوقت المناسب، وتحديد مسار التهديد بدقة، إطلاق صواريخ اعتراضية بفاعلية، وإذا حدث خلل في أي من هذه المراحل، مثل اكتشاف متأخر أو أخطاء في التوجيه، فقد يؤدي ذلك إلى فشل الاعتراض، وهذا ما يبدو أنه حصل لمنظومات الدفاع الجوي «الإسرائيلي».

• المسافة البعيدة:
الصواريخ التي أُطلقت من اليمن قطعت مسافة طويلة للوصول إلى أهداف في كيان الاحتلال، وإذا لم يتم تفعيل منظومات الاعتراض هذه في الوقت المناسب، فقد يصعب اعتراض الصواريخ.

• التوقيت غير المتوقع:
إذا أُطلقت الصواريخ أو الطائرات بدون طيار بشكل مفاجئ، فقد لا تكون الأنظمة الدفاعية جاهزة بالكامل لاعتراضها، بل إن الهجوم من مسافة بعيدة كاليمن، قد يُصعب على أنظمة الرصد «الإسرائيلية» اكتشاف التهديدات مبكراً.

• نوعية الصواريخ:
إذا كانت الصواريخ الموجهة من اليمن صواريخ كروز أو طائرات مسيّرة بدلاً من صواريخ باليستية، فقد تكون تحركاتها منخفضة الارتفاع وبطيئة نسبياً، ما يصعب على بعض الرادارات اكتشافها أو التعامل معها، وهذا ما حدث بالفعل في عدة مرات.
يضاف إلى ذلك أن استخدام صواريخ متطورة قادرة على المناورة، وتعتمد على أنظمة توجيه دقيقة، يجعل اعتراضها أكثر صعوبة.
في المقابل، إذا كانت الصواريخ فائقة السرعة، كما هو الحال في «الفرط صوتية»، والتي تفوق سرعة الصوت بعدة أضعاف، فإن اعتراضها يصبح أكثر صعوبة أيضاً، وهذه الصواريخ دأبت صنعاء على استخدامها مؤخراً في ضرب أهداف «إسرائيلية»، مثل صاروخ «فلسطين 2» الفرط صوتي.

• الهجمات الكثيفة:
إذا تم إطلاق عدد كبير من الصواريخ أو الطائرات المسيّرة في وقت واحد، فقد تغرق الدفاعات «الإسرائيلية» وتفقد القدرة على التعامل مع جميع التهديدات بشكل فعال، وهذا ما حدث بالفعل مع الهجوم الصاروخي الذي نفذته إيران مؤخراً، حيث سقطت عشرات الصواريخ داخل مناطق استراتيجية في كيان الاحتلال دون أن تعترضها الدفاعات الجوية، مثلما حدث في «قاعدة نيفاتيم».

* هيئة البث «الإسرائيلية» الرسمية، إذاعة «الجيش الإسرائيلي» «القناة 12 الإسرائيلية»، صحيفة «هآرتس» العبرية، مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقرّه واشنطن، خدمة أبحاث الكونغرس الأمريكي، موقع «واي نت الإسرائيلي»، موقع (Israel Aerospace Industries)، موقع «ميدل إيست آي» البريطاني، وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية.