اليمن بالحبر الغربي -
قالت صحيفة «معاريف» العبرية إن «إسرائيل فشلت منذ بداية الحرب على غزة في التصدي لتهديدات الحوثيين، الذين أطلقوا على أراضيها أكثر من 200 صاروخ باليستي و170 مسيّرة».
جاء ذلك في تقرير للصحيفة عقب إصابة 20 «إسرائيلياً» جراء سقوط صاروخ باليستي يمني على «تل أبيب» وسط كيان الاحتلال دون أن يتمكن «الجيش» من اعتراضه.
ونشرت الصحيفة على موقعها الإلكتروني تقريراً حمل عنوان «الليلة التي أثبتت أكثر من أي شيء آخر أن إسرائيل لا تعرف كيف تواجه اليمن»، غير أنه تم تغيير العنوان لاحقاً!
وقالت «معاريف»: «يجب أن ننظر إلى الواقع ونعترف وبصوت عالٍ بأن إسرائيل فشلت في مواجهة تحدي الحوثيين من اليمن، واستيقظت متأخرة جداً في مواجهة التهديد القادم من الشرق».
وأضافت أن «الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في مواجهة التهديد من اليمن، في الدفاع والهجوم. ومنذ أكثر من عام، ألحق الحوثيون أضراراً جسيمة بالاقتصاد الإقليمي بشكل عام، والاقتصاد الإسرائيلي بشكل خاص».
وتابعت: «أطلق الحوثيون 201 صاروخاً وأكثر من 170 طائرة مسيّرة متفجرة على إسرائيل منذ بداية الحرب، وتم اعتراض معظم الصواريخ والطائرات المسيّرة من قبل الأمريكيين والقوات الجوية والبحرية الإسرائيلية».
وبحسب الصحيفة، فإن «إسرائيل لم تكن مستعدة استخباراتياً وسياسياً لمواجهة تهديد الحوثيين من اليمن. ولم تشكل تحالفاً إقليمياً لمواجهة التهديد الذي يضر اقتصادياً بمصر والأردن وأوروبا».
وقالت الصحيفة: «استيقظ الجيش والاستخبارات الإسرائيلية بعد فوات الأوان في مواجهة التهديد، ويحاولون الآن فقط في الموساد والاستخبارات العسكرية (أمان) البحث عن مصادر هنا وهناك لتكوين صورة استخباراتية عن الحوثيين».
وأضافت: «لدى إسرائيل قيادة «الدائرة الثالثة» داخل الجيش، والتي كان من المفترض أن تنسق مع الاستخبارات في المنطقة الشرقية وقدرات الهجوم. وفوق كل شيء، تمتلك إسرائيل سلاح الجو».
وقيادة «الدائرة الثالثة» هي شعبة تابعة لقيادة الأركان العامة «الإسرائيلية»، تأسست عام 2020، بهدف تركيز أنشطة الجيش ضد دول ليست مجاورة لـ«إسرائيل».
وأوضحت «معاريف» أن «الهجمات الثلاث التي شنتها القوات الجوية الإسرائيلية على الحوثيين كانت مجرد جولات من العلاقات العامة والقليل من النيران، وأقل بكثير من نشاط حقيقي يسبب أضراراً عسكرية فعلية تخلق توازن رعب أو نوعاً من الردع في مواجهة الحوثيين».
وأضافت: «نحن الآن نقوم بتطبيع إطلاق النار من الحوثيين، كما حدث في الشمال عندما قامت الحكومة بتطبيع إطلاق الصواريخ من لبنان لأكثر من عام، وفي الجنوب حيث قامت إسرائيل على مدى عقد من الزمان بتطبيع إطلاق الصواريخ والعمليات الإرهابية من غزة إلى المنطقة الحدودية، ولكن هذه المرة مع كل صاروخ يهرب مليونا مواطن، بعضهم من سكان «تل أبيب»، إلى الملاجئ، لذلك نتساءل عن مدة هذا التطبيع».
واعتبرت الصحيفة أن الصواريخ والطائرات المسيّرة التي يتم إطلاقها من اليمن من «صنع إيران، التي تقوم بتحسين مسارات الطيران المسيّر، ما يجعل من الصعب على القوات الجوية الإسرائيلية رصدها».
وقالت إن التحسينات في الصواريخ الباليستية أيضاً تمكنت من التغلب على صواريخ «السهم» التي تنتجها شركة الصناعات الجوية «الإسرائيلية».
وأقرت الصحيفة بأن «المشروع الرئيسي للدفاع الجوي (منظومة «حيتس»/ السهم)، فشل أربع مرات متتالية في محاولته اعتراض الصواريخ الباليستية؛ ثلاثة من اليمن وواحد من لبنان».
وقالت: «المحزن في الأمر برمته أن إسرائيل لا تبلور خطة حقيقية ضد التهديد القادم من الشرق».
وأشارت إلى أنه «مع كل صاروخ يتم إطلاقه من اليمن باتجاه منطقة تل أبيب الكبرى، يهرب مليونا مواطن إلى الملاجئ والمناطق المحمية».
وانتقدت الصحيفة ضعف الرد العسكري «الإسرائيلي». وقالت: «تمتلك إسرائيل أسطولاً من سفن الصواريخ والغواصات التي لا تُستخدم فعلياً -لسبب ما- ضد الحوثيين في اليمن».
واعتبرت الصحيفة أن «قصف خزان وقود أو بعض زوارق القطْر القديمة في ميناء صغير في اليمن يشبه تماماً قصف الكثبان الرملية في غزة، أو موقع من الورق المقوى لحماس أمام ناحال عوز (مستوطنة)».
وقالت إنه «يتعين على إسرائيل أن تتخذ قراراً حقيقياً للتصرف بشكل حاسم، ليس فقط في اليمن، بل أيضاً ضد القائمين على أنشطة الحوثيين والمبادرين إليها، والذين -على حد علم المخابرات الإسرائيلية- لا يتمركزون في صنعاء، بل في طهران».

 صحيفة «معاريف» العبرية