عملية «يافـا» وإسقـاط F18 الأمريكيـة وضرب «ترومان» يتصدر الإعلام العالمي
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا
تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
بفارق يومين على ظهوره متوعداً وملوحاً بما وصفه بـ"ذراع إسرائيل الطويلة" لضرب اليمن، بدا رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، مساء أمس الأول، مرتبكاً وقد بُددت نشوته غداة إطلاق القوات المسلحة اليمنية صاروخا باليستيا "فلسطين 2" على هدفٍ حيوي في يافا المحتلة، وبدلاً من التلويح بـ"ذراع إسرائيل" توعد بالتحرك ضد صنعاء بالمشاركة مع الولايات المتحدة ودول أخرى.
وطالب نتنياهو في مقطع فيديو بثه مكتبه، المستوطنين بـ"الصبر والتعامل بحكمة واتباع تعليمات الجبهة الداخلية".
يأتي هذا فيما لازالت صواريخ اليمن ومسيّراته التي ضربت "إسرائيل"، ترخي بظلالها على "تل أبيب" وعلى مؤسستيها الأمنية والعسكرية، وفي خطٍ موازٍ، تصدرت المعركة البحرية بين القوات المسلحة اليمنية والقوات الأمريكية، عناوين وسائل إعلام غربية وآسيوية وأطروحات الخبراء حول إسقاط المقاتلة الأمريكية F18 فوق البحر الأحمر خلال معركة 21 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
وبينما يحضر على طاولة القرار في كيان الاحتلال سؤال حول كيفية مواجهة الجبهة اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني، فإن جميع الأطروحات تصطدم بإجابة واحدة مفادها أن الردع "الإسرائيلي والغربي" ليس فعّالاً مع صنعاء وأن أي عمل عسكري "أمريكي صهيوني بريطاني" لن يدفع اليمن إلى التراجع عن إسناد الشعب الفلسطيني، والحل الوحيد هو إيقاف الحرب ورفع الحصار عن قطاع غزة.
ليس عدواً عادياً
الإعلام العبري وهو ينشر ما يجول في أروقة السياسة بحكومة الاحتلال، وصف اليمن بـ"العدو المعقّد للغاية" وبأن اليمن ليس "عدواً عادياً"، مؤكداً اعتراف "المؤسستين الأمنية والعسكرية الصهيونية" بقلقهما إزاء تصاعد وتيرة التهديدات اليمنية وتطور قدراته العسكرية.
وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، أن ما وصفته بـ"سلاح الجو الإسرائيلي" يستعد للرد على الهجمات الصاروخية التي شنتها صنعاء على يافا المحتلة مؤخرا، لكنه يواجه صعوبة في جمع المعلومات الاستخبارية التي تمكنه من تحديد مواقع مخابئ الصواريخ اليمنية.
وأضافت الصحيفة أن "شعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال تركز نشاطها على رصد مجموعة من الأهداف العسكرية والاستراتيجية للحوثيين في اليمن".
وبحسب "معاريف"، فإن أسباب التعقيد في مواجهة أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية تكمن في أنهم يبعدون عن "إسرائيل" آلاف الكيلومترات وهم منتشرون على مساحة شاسعة من اليمن، معظمها غير محدد على الخريطة، ومن الصعوبة انكسارهم وهزيمتهم، مشيرة في هذا السياق إلى الحرب التي خاضتها السعودية ضدهم وعجزها عن تحقيق أي نصر أو إخضاعهم.
ونقلت عن مصدر أمني "إسرائيلي" القول إن اليمنيين "يمثلون تحدياً لم نواجهه من قبل، ولم نكن نعرف كيفية التعامل معه".
وتحدّثت قناة "i24NEWS" العبرية، عما تواجهه المؤسستان الأمنية والعسكرية في "إسرائيل" من تحديات أمام مواجهة اليمن، أبرزها ما يتعلّق بالقدرات العسكرية اليمنية، وفشل المنظومات "الإسرائيلية" في التصدي للصواريخ الباليستية.
وذكرت القناة أن حكومة الاحتلال ترى "أنه من الصعب هزيمة اليمن وهناك حاجة إلى التعاون مع الولايات المتحدة، ودول أخرى في المنطقة.
وكشفت عن خطة "إسرائيلية" لمواجهة اليمن، تشمل 4 مجالات رئيسية: "استهداف القيادة، تدمير نظام إنتاج الأسلحة، الإضرار بسلسلة التوريد، والإضرار بالبنية التحتية الوطنية في اليمن".
من جهتها أفادت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية بأن "إسرائيل وحدها لا يمكنها أن تحارب اليمن وهناك حاجة ماسة إلى تحالف دولي بمشاركة المملكة العربية السعودية".
في السياق دعا مدير معهد أبحاث الأمن القومي "الإسرائيلي" اللواء احتياط تامير هايمن، إلى شن هجوم جوي متواصل على اليمن.
وقال هايمن في تصريح للقناة ١٢ العبرية، "إن المعركة مع اليمن تتطلب قدرات استخباراتية ودقيقة جداً، وهذه القدرات، وإلى مسافات كهذه، تحتاج تجهيزات متعددة".. مضيفاً: "بكلمات أُخرى، عند الاختيار بين سلاح الجو وسلاح البحر، هناك أفضلية أكبر في هذه المجالات لسلاح البحر".
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني يحتاج إلى قدرات عسكرية هائلة تتعامل مع اليمنيين كمنظومة عسكرية، وبالتالي فإن المطلوب هو مسائل عملياتية تسمح بتغيير جوهري على صعيد الدفاع، وأيضاً القدرات لدى قوات صنعاء.
وفي أعقاب التهديدات اليمنية، وضرورة وقف الحرب على غزة وما رافقها من تطورات ميدانية، تجددت الدعوات في "تل أبيب" إلى إعادة فتح الملاجئ لتكون جاهزة لاستيعاب المستوطنين عند انطلاق صفارات الإنذار، تحسباً لاحتمال إطلاق مزيد من الصواريخ اليمنية تجاه المدينة، وفق ما أكدت هيئة البث العام "الإسرائيلية".
الإعلام الصيني يسخر من الرواية الأمريكية
من جهة أخرى وفي سياق معركة اليمن المساندة للشعب الفلسطيني، سخرت وسائل إعلام صينية من الرواية الأمريكية حول إسقاط المقاتلة F18 فوق البحر الأحمر مساء أمس الأول، حيث زعمت واشنطن أن عملية الإسقاط نتيجة "نيران صديقة".
وكانت القوات المسلحة اليمنية قد أعلنت إفشال هجوم أمريكي على اليمن واستهداف حاملة الطائرات "ترومان" بـ25 صاروخا مجنحا وطائرة مسيرة، ونتج عن ذلك إحباط الهجوم على البلاد وإجبار حاملة الطائرات على الفرار إلى شمال البحر الأحمر، وكذلك إسقاط طائرة أمريكية طراز F18.
شبكة "فينيكس نيو ميديا" الصينية، أفردت مساحة كبيرة للتعليق على هذه المعركة، وذكرت في تقرير تحليلي أنه "وبعد أسبوع واحد فقط من وصول حاملة الطائرات يو إس إس ترومان إلى البحر الأحمر، ادعى الجيش الأمريكي أنه أسقط عن طريق الخطأ إحدى طائراته الحربية، بينما قال الحوثيون إنهم أسقطوا الطائرة من طراز إف 18".
وقالت: "بمجرد ظهور الأخبار، أثارت على الفور نقاشًا ساخنًا في الرأي العام. في البداية، ركز الجميع على السبب الذي يجعل الجيش الأمريكي يُسقط إحدى مقاتلاته وهو الذي يتفاخر بأن لدى سفنه الحربية تكنولوجيا متطورة تستطيع تمييز الصديق عن العدو وفرز معلومات ساحة المعركة بدقة".. مضيفة: "لذلك، رأى الخبراء أن هناك حالتين محتملتين فقط يمكن أن تؤدي إلى هذا الوضع. إما أن يكون هناك خلل في نظام تحديد الصديق أو العدو التابع للجيش الأمريكي، أو أن قبطان الطراد جيتيسبيرغ الذي شن الهجوم أصدر تعليمات خاطئة".
وتابعت: "ومع ذلك، اتخذت الأمور منعطفاً آخر مساء يوم 22 ديسمبر. أصدر العميد يحيى سريع المتحدث باسم قوات الحوثيين المسلحة في اليمن، بياناً بالفيديو علناً، قال فيه إن قواتهم المسلحة استخدمت 8 صواريخ كروز و17 طائرة بدون طيار لتنفيذ الضربة بنجاح على حاملة الطائرات يو إس إس ترومان والمدمرات المرافقة لها وأسقطت طائرة مقاتلة من طراز إف 18".
وترى الشبكة الصينية أنه وبهذا "أصبحت الأمور أكثر إرباكاً، فإذا استهدف الحوثيون حاملة طائرات أمريكية وأسقطوا مقاتلة متطورة، فلن يكون ذلك بمثابة صفعة عامة على الوجه فحسب، بل يعني أيضا فشلا تكتيكيا كبيرا في البحر الأحمر، وهو ما سيهز أيضا التخطيط الاستراتيجي العالمي للجيش الأمريكي".
وذكرت أنه وانطلاقاً من الأخبار التي نشرها الجيش الأمريكي حول شن غارات جوية على صنعاء والحديدة، وكذلك مزاعمه بإسقاط عدد من الطائرات والصواريخ اليمنية في البحر الأحمر، وما تلى ذلك من بيان للقوات اليمنية فإنه "يمكن تأكيد شيء واحد على الأقل، وهو أن القوات المسلحة اليمنية شنت هجوما على حاملة الطائرات الأمريكية، وقد خاض الطرفان معركة شرسة في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، والطائرة الأمريكية من طراز F18 وبغض النظر عما إذا كانت القوات المسلحة الحوثية قد أسقطتها أم لا، فلا شك أن الجيش الأمريكي عانى من فشل كبير في هذه المعركة".
وأشارت الشبكة الصينية إلى أن الجيش الأمريكي أعلن بتاريخ 14 كانون الأول/ ديسمبر الجاري "بطريقة رفيعة المستوى أن المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات يو إس إس ترومان وصلت إلى البحر الأحمر. وبالنظر إلى أن حاملة الطائرات يو إس إس آيزنهاور كان يشتبه في تعرضها لصاروخ من القوات المسلحة اليمنية من قبل، فقد تم إخلاؤها على عجل بعد ذلك. ولذلك، جاءت حاملة الطائرات ترومان هذه المرة بنية واضحة لاستعادة الأرض، وبشكل غير متوقع، لم يمض سوى أسبوع على تواجدها في البحر الأحمر، وقد وقعت في فخ أكبر".
وفي تقرير آخر قالت شبكة "فينيكس نيو ميديا" الصينية: "تحطمت طائرة F18 الأمريكية في البحر الأحمر، وانتصر الحوثيون حقًا".. معلقة بطريقة ساخرة على الرواية الأمريكية بالقول: "في الواقع، اعترف الأمريكي بمثل هذا الشيء المخزي علنًا. وفي رأي القبطان الشخصي، فإن الجيش الأمريكي صفع نفسه بقوة، محاولاً التغطية على شيء أكثر إحراجاً يتعلق بإسقاط المقاتلة F18".
يُذكر أن عملية نشر البحرية الأميركية للسفن الحربية في الشرق الأوسط وُصفت مرارا وتكرارا بأنها أشد المعارك البحرية التي شهدتها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، إذ تعرضت السفن الحربية لضربات صاروخية وطائرات بدون طيار مكثفة أطلقتها القوات المسلحة اليمنية، في معركتها المساندة للشعب الفلسطيني.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا