لماذا اختلف ملوك الأنابيب على الطريق إلى سورية؟!
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

«لا» 21 السياسي -
الكثيرون -إن لم يكن الجميع- يعلمون عن الدور القطري المباشر في تدمير سورية لأكثر من عقدٍ من السنين. وقرأ الجميع قطعاً وشاهد وشهد قصة طريق الغاز القطري الواصل -افتراضاً- إلى أوروبا مروراً بسورية وارتكازاً على تركيا، وهو الطريق الذي لو تم لاستغنت من خلاله دول الإتحاد الأوروربي عن الغاز الروسي. غير أن القليل ربما قد سمع بطريق النفط السعودي عبر سورية، ولم يعرف عنه البعض إلا بعد التطورات الأخيرة وسقوط دمشق والتوغل «الإسرائيلي» داخل الأراضي السورية.
وقصة هذا الطريق باختصار هي قصة «طريق فريد ومميز، ليس له أخ، أو شبيه، أو صاحب، أو حتى إله»، بحسب التعبير «الإسرائيلي»، وهو «طريق النفط» القديم، الذي يمر من المنطقة العازلة، قاطعاً هضبة الجولان من الشرق إلى الغرب والعكس بطول 45 كيلومتراً.
منذ العام 1947، خدم الطريق خط أنابيب نفط بطول 1.214 كيلومتراً. حينها كان المشروع أكبر منظومة لأنابيب النفط في العالم بقطر 30 بوصة (760 مليمتراً). أما إنتاجه السنوي فبلغ 23 مليون برميل من النفط الخام. وبحسب معطيات عبرية، أدى خط الأنابيب إلى خفض عدد الناقلات المطلوبة لنقل النفط من شبه الجزيرة العربية عن طريق قناة السويس إلى البحر المتوسط، موفراً بذلك رحلة مدتها 20 يوماً و7 آلاف ميل لتحقيق الغرض نفسه.
دشنت خط الأنابيب حينئذ 4 شركات نفط أمريكية، اتحدت جميعها تحت اسم مختصر هو
(Tap Line -Arabian Pipeline Company). بدأ الخط من قرية قاسيون في السعودية، حيث تجمعت عدة أنابيب نفط من مختلف أنحاء المملكة، ومن هناك امتد الخط في طرق صحراوية وصولاً إلى الأردن، ثم سورية، ومنها في نهاية المطاف إلى ميناء صيدا في لبنان. لذلك أطلقوا على المشروع «خط الأنابيب العابر للعرب».
كان مقرراً من الأصل انتهاء مسار الخط في ميناء حيفا؛ إلا أنه نظراً للمشاحنات بين العرب واليهود قبل إعلان قيام «إسرائيل» رسمياً، تقررت نهايته في ميناء صيدا اللبناني. وبلغت تكلفة الخط في حينه 200 مليون دولار، وعمل في تدشينه 16 ألف عامل، بحسب فيلم تسجيلي عن المشروع.
وربما من المبكر أن تُفسر إدانة السعودية للتحركات «الإسرائيلية» في الأراضي السورية على أنها موقف ضمني تجاه محاولة الوصول إلى «طريق النفط». لكن الإدانة جاءت حادة في بيان الخارجية السعودية، التي أكدت أن «الاعتداءات التي ارتكبتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي عبر الاستيلاء على المنطقة العازلة في هضبة الجولان، واستهداف الأراضي السورية، يؤكدان استمرار إسرائيل في انتهاك القانون الدولي وعزمها تخريب فرص استعادة سورية لأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها».
بيان الإدانة السعودي (الحاد) هذا -وفقاً لتاريخ بيانات الإدانات السعودية- قابله بيان إدانة قطري (بارد)، وهو ما يفسر اطمئنان الدوحة بشأن إنشاء طريق غازها من جهة، وقلق الرياض على إحياء طريق نفطها من جهة أخرى.
المصدر «لا» 21 السياسي