«لا» 21 السياسي -
في وقت يدعي البعض انهيار محور المقاومة، ما زالت ضربات المقاومة الفلسطينية تؤلم العدو في غزة، وعشرات القتلى والجرحى يومياً.
وفي اليمن ضرب «تل أبيب» بالصواريخ الفرط صوتية بدأ يعود بقوة، مع استهداف الأسطول الأمريكي المرابض قبالة شواطئ اليمن.
في الواقع، المحور تعرض لضربة كبيرة بسقوط سورية في أيدي «إسرائيل» وحلفائها، وظهر نتنياهو مبتهجاً ومنتشياً يدّعي انتصاره. والسبق المتعجل بإعلان انتصار هذا المجرم لا يعبر عن قوة، بل عن ضعف وخوف من إمكانية عودة المحور بكامل قوته مثلما كان عليه الوضع قبل شهرين تقريبا منذ «الوعد الصادق 2».
إنما هذه ضريبة الحروب الصعبة والطويلة والمعقدة التي لا تُحسَم بالضربة القاضية بل بالنقاط. ومثلما خسرت «إسرائيل» أهدافها في لبنان وغزة، ولم تحقق منها شيئاً، انتصرت في سورية ودمّرت الجيش وبنيته التحتية بالتعاون والتحالف مع الجهاديين.
ما يعطي الأمل في ضربات اليمن هو أن الحروب لا تحكمها المادة والسلاح فحسب، بل المعنويات والعقيدة القتالية. واليمنيون يملكون هذه المعنويات وتلك العقيدة بشكل كبير، ما يعني أن من المبكر القول بحسم المعركة، ومثلما يتألم العرب يتألم الصهاينة.
وفي الوقت الذي يخدم فيه البعض «إسرائيل» بحرف الأنظار عن فلسطين وتحويل المعركة إلى سنة وشيعة، يعمل البعض على شحن أنظار المسلمين والعرب مرة أخرى تجاه فلسطين، فهي البوصلة التي عن طريقها يتوحد العرب والمسلمون في معركتهم ضد الصهيونية الدولية.
الصورة حالياً، وإن اختلفت عن سابقها منذ عام، في طور تشكل جديد، ورسم ملامح جديدة، بأطراف صراع جديد، وبالطبع قوى مركزية جديدة، الرابح فيها هو الذي ظل على مبدئه وقوّته قبل وبعد التشكل.

سامح عسكر