مركز أبحاث أمريكي: صنعاء نجحت في بناء مخزون من الصواريخ المتقدمة
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

تقرير/عادل بشر / لا ميديا -
جددت مراكز أبحاث أمريكية، معنية بشؤون الدفاع والأمن، التأكيد على فشل الولايات المتحدة وحلفائها، في ردع القوات المسلحة اليمنية أو حتى التأثير على العمليات العسكرية اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية في قطاع غزة، على أيدي الاحتلال الصهيوني بدعم أمريكي غربي فاضح، منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023م.
ونشر معهد دراسة الحرب ISW الأمريكي، أمس، تحليلاً حول التحام اليمن بملحمة «طوفان الأقصى» الفلسطينية، قبل نحو عام، انتصاراً للشعب الفلسطيني، وما تلى ذلك تدخل أمريكي بريطاني ودولاً أخرى مشاركة في تحالف ما يسمى «حارس الازدهار» لحماية الكيان الصهيوني من الحظر البحري اليمني والهجمات الصاروخية وبالطائرات المسيرة اليمنية على مواقع للكيان في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وذكر المعهد أن الولايات المتحدة، اتخذت منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، ما وصفها بـ»سلسلة من التدابير التفاعلية رداً على التصعيدات اليمنية» في إشارة إلى الهجمات الجوية المتكررة للقوات الأمريكية والبريطانية على مناطق عدة في اليمن، إضافة إلى الدفع بقوات بحرية ضخمة إلى البحر الأحمر في محاولة لصد هجمات القوات المسلحة اليمنية على السفن الصهيونية وتلك المرتبطة بكيان الاحتلال، أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة.
وأكد التحليل أن تلك «التدابير» فشلت في تحقيق «تأثيرات حاسمة أو تدهور القدرات العسكرية الحوثية بشكل ملموس»، حدّ تعبيره.. مشيراً إلى أن من وصفهم بالحوثيين «لم يرتدعوا» وتمكنوا خلال الأشهر الماضية من «جمع رؤى مهمة حول تشغيل الدفاعات الأمريكية ضد أنظمة الهجوم الخاصة بهم من جميع الأنواع».
وأضاف: «ومن المؤكد تقريبًا أن الحوثيين سيستغلون هذه الرؤية لتحسين فعالية هجماتهم وتقديمها لخصوم الولايات المتحدة الآخرين»، في إِشارة إلى روسيا والصين.. مشدداً على أن العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني لأكثر من عام، ستتواصل، وبالتوازي مع تأثيرها «عسكرياً واقتصادياً» على الكيان الصهيوني ومن خلفيه أمريكا، ستستمر، أيضاً، هذه العمليات في «صرف الجهود الأمريكية لإعطاء الأولوية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ».
كما أكد على أن صنعاء تمكنت من بناء مخزون من الصواريخ المتقدمة التي يمكنها استخدامها في ضرب القوات الأمريكية وشركائها في المنطقة.
هجمات أكثر فاعلية
معهد دراسة الحرب ISW الأمريكي، الذي يقدم البحث والتحليل في قضايا الدفاع والشؤون الخارجية، تطرق في تقريره، إلى دخول اليمن الحرب رسمياً ضد الكيان الصهيوني، في تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، بتنفيذ هجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على مواقع للكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، ثم صعدت صنعاء من عملياتها وأدخلت معادلة البحر الأحمر في المعركة، مستهدفة السفن الصهيونية أو المرتبطة بكيان الاحتلال.
وقال التقرير إن الولايات المتحدة بريطانيا حاولا «تعطيل» القدرات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية، عبر تنفيذ ضربات جوية متعددة، إلا أن تلك الضربات «لم تؤد إلى أي تغيير ملحوظ في عملية صنع القرار بصنعاء».
وأضاف: «فشلت حملة الضربات التي تقودها الولايات المتحدة في منع التصعيد، وانتقل الحوثيون من الهجمات على إسرائيل إلى هجمات متزايدة في البحر الأحمر»، لافتاً إلى أن المؤشرات تؤكد أن هجمات القوات المسلحة اليمنية «أصبحت أكثر فاعلية في عام 2024م».
وبحسب تقرير معهد ISW، فإن «فشل الولايات المتحدة في تعطيل أو ردع التصعيد اليمني في البحر الأحمر أجبر صناع السياسات الأميركيين على إعطاء الأولوية للبحر الأحمر على غرب المحيط الهادئ، وهي الأولوية التي تتعارض مع السياسة الأميركية المعلنة».
ويرى التقرير أن إعطاء الأولوية لأزمة البحر الأحمر يتسبب في حرمان الولايات المتحدة من الموارد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في حين تقول استراتيجية الدفاع الوطني الأمريكية لعام 2022 إن الصين تشكل «التحدي الأكثر شمولاً وخطورة للأمن القومي الأمريكي».
وأكد أن معركة القوات المسلحة اليمنية مع القوات الأمريكية وشركائها، في البحر الأحمر المستمرة منذ أكثر من عام «ستوفر بيانات ودروساً يمكن لصنعاء وخصوم أمريكا، الاستفادة منها لتحسين فعالية هجماتهم على السفن البحرية الأمريكية والمنشآت البرية في المستقبل».
وأشار إلى أن القوات اليمنية نفذت خلال العام المنصرم «111 هجوماً استهدفت أو شملت سفنًا حربية أمريكية وحلفائها في منطقة البحر الأحمر، اختبر فيها الحوثيون تقنيات ومجموعات مختلفة من الطائرات بدون طيار أحادية الاتجاه والصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة».. موضحاً أن هذه الهجمات «توفر للحوثيين، على الأقل، قدرًا هائلاً من البيانات حول كيفية استجابة الدفاعات الجوية الأمريكية وحلفائها للصواريخ والطائرات بدون طيار. وبالمثل، يمكن للحوثيين مشاركة هذه البيانات مع الروس في مقابل بيانات الاستهداف الروسية للسفن في البحر الأحمر». وأضاف: «ومن المؤكد أن الدروس المستفادة من هذه البيانات سوف تستخدم ضد دفاعات البحرية الأميركية في المستقبل، ويمكن أن تفيد العمليات المعادية ضد الدفاعات البرية الأميركية المضادة للطائرات بدون طيار والصواريخ أيضاً».
وإلى جانب استهداف السفن الحربية التابعة لأمريكا وشركائها فيما يسمى بتحالف «حارس الازدهار»، أكد التقرير أن القوات المسلحة اليمنية نفذت هجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على مدن «إسرائيلية»، زاعماً أن تلك الهجمات حققت «نجاحاً محدوداً».
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا