معهد دراسات أسترالي:على الجيش الأمريكي التعلم من «الحوثيين» قبل مواجهة الصين
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

تقرير/عادل بشر / لا ميديا -
أكد معهد دراسات أسترالي، أن الهجمات البحرية للقوات المسلحة اليمنية، المساندة للشعبين الفلسطيني واللبناني، تُعد واحدة من نقاط التحول الأكثر أهمية في التاريخ العسكري.
وقال المعهد الأسترالي للسياسات الاستراتيجية ASPI في تقرير تحليلي، أمس، إنه «ينبغي للجيش الأميركي أن يفكر في استعارة صفحة من كتاب قواعد اللعبة الذي يستخدمه مسلحو الحوثي في اليمن» حدّ تعبيره.
التقرير الذي بعنوان «درس الحوثيين للجيش الأميركي: كيف تستطيع قوة برية خوض حرب بحرية»، أعده الخبير والمحلل المختص بالحرب غير النظامية وبالاستراتيجية البحرية والأمن أندرو رولاندر، أفاد بأن «طبيعة الحرب تتغير دائماً»، مشيراً إلى أن الهجمات المستمرة لمن وصفهم بـ«الحوثيين» في البحر الأحمر، ربما تكون «واحدة من نقاط التحول الأكثر أهمية في التاريخ العسكري».
ووفقاً للتقرير فإن التغيير يتضمن السيطرة على البحر ومنع الوصول إليه من خلال تطبيق إطلاق الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى واستخدام الطائرات بدون طيار ذاتية التشغيل من الشاطئ.
ولفت المعهد الأسترالي للسياسات الاستراتيجية، إلى أن القوات المسلحة اليمنية «تستخدم بشكل فعال مزيجاً من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن والصواريخ المجنحة والطائرات بدون طيار الهجومية أحادية الاتجاه».
وأكد أنه يتعين على الجيش الأميركي أن يسعى إلى تحقيق نفس القدرة في بيئة ساحلية متنازع عليها ضد عدو مثل الصين. ومن الناحية الفنية والتكتيكية، تتحرك الخدمة في هذا الاتجاه، ولكنها تحتاج إلى تبني الاستراتيجية بشكل كامل لتجنب أن تصبح غير ذات أهمية إلى حد كبير في الحرب الكبرى التي من المرجح أن تتورط فيها الولايات المتحدة ضد الصين.
وأضاف: «وفي حرب بحرية في غرب المحيط الهادئ، من المرجح أن يضطر الجيش الأمريكي إلى العمل على قواعد في جزر بعيدة ومهاجمة السفن بنفس الطريقة التي يفعلها الحوثيون من داخل اليمن. وسوف يشكل الانتشار الجغرافي جانباً حيوياً من جوانب القدرة على البقاء في الحرب المقبلة» التي تُعد أمريكا لخوضها ضد الصين.
ومنذ أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، تنفذ القوات المسلحة اليمنية عمليات عسكرية بحرية ضد السفن «الإسرائيلية» وتلك المرتبطة بكيان الاحتلال أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، والسفن الأمريكية والبريطانية، إسناداً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية في قطاع غزة، على مدى أكثر من عام، ودفاعاً عن اليمن الذي تعرض لعدوان أمريكي بريطاني، حماية للكيان الصهيوني.
تكتيكات يمنية
المعهد الأسترالي للسياسات الاستراتيجية، وفي سياق تقريره الذي يحث فيه الجيش الأمريكي على التعلم من تكتيكات القوات المسلحة اليمنية، أفاد بأن أحد الجوانب الرئيسية للعمليات اليمنية هو «استخدام الطائرات بدون طيار الهجومية أحادية الاتجاه»، مشيراً في ذات الوقت إلى أن صواريخ كروز التي تستخدمها قوات صنعاء «تعمل بالمراوح وهي رخيصة للغاية وواسعة النطاق وتشكل تحديًا اقتصاديًا نظرًا لتكلفة الصواريخ الاعتراضية الدفاعية التي تستخدمها البحرية الأمريكي مثل SM-2 وSM-6».
وأوضح: «هنا أيضًا، يمكن للجيش الأمريكي أن يتعلم من الحوثيين ويتكيف مع استخدام تكتيكات مماثلة».
واستطرد: «وإلى جانب التكتيكات الحوثية، أضف إلى ذلك القدرة على التحرك الاستراتيجي. وهنا تبرز أهمية طائرات النقل الجوي الثقيلة التابعة للقوات الجوية الأميركية. فهي قادرة على نشر وحدات برية في أي مكان تقريبا حتى لو كان به مطار غير ممهد، وهو ما يعزز إلى حد كبير قدرة الجيش الأمريكي على المشاركة في حرب بحرية على الجزر غرب المحيط الهادئ».
وطبقاً للمعهد الأسترالي الاستراتيجي، فإنه يمكن للجيش الأميركي والقوات المتحالفة معه تحقيق ميزة تغير مسار الحرب مع الصين إذا تعلموا من تكتيك القوات المسلحة اليمنية المتمثل في السيطرة على البحر من الشاطئ باستخدام طائرات بدون طيار غير مكلفة وأسلحة هجومية دقيقة بعيدة المدى، وإذا تمكنوا من مزج هذه التقنية مع التنقل الجوي.
ووصف التقرير اليمنيين بأنهم «معلمون، فقد أثبتت عملياتهم أن السيطرة على البحر من الشاطئ ومنع الوصول إليه يمكن أن يكونا فعالين للغاية، كما أظهروا كيف ينبغي للجيش الأميركي وشركاء الولايات المتحدة وحلفائها أن يدمجوا تكتيكات وأنظمة أسلحة جديدة في قواتهم قبل اندلاع الحرب التالية».
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا