تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
لا تتوقف مراكز البحوث الاستخبارية الأمريكية عن دراسة الحالة اليمنية والدور البارز لليمن، قيادة وجيشاً وشعباً، في إسناد المقاومة والشعب الفلسطيني، عبر الالتحام بملحمة «طوفان الأقصى» البطولية التي سطرها أبطال غزة فجر السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وبمناسبة مرور عام على ما يصفه كيان الاحتلال الصهيوني بـ»السبت الأسود»، أصدر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى دراسة بحثية تفصيلية حول «الحرب اليمنية ضد إسرائيل والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، والشحن العالمي»، حسب توصيف معدي الدراسة.

التعادل هو الفوز
الدراسة التي نشرها معهد واشنطن على موقعه الالكتروني، بعنوان «التعادل هو الفوز: الحوثيون بعد عام من الحرب»، تحدثت عن العمليات اليمنية المساندة لغزة خلال عام كامل منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وجاء في ملخص الدراسة أن القوات المسلحة اليمنية قدمت «أداءً عسكرياً قوياً» في الحرب التي خاضتها ضد «إسرائيل» منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأشارت إلى أن اليمنيين كانوا «الأول في الداخل، والأخير في الخارج»، بمعنى أن اليمن كان أول من هاجم «المدن الكبرى» في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، بصواريخ وطائرات مسيّرة، بعيدة ومتوسطة المدى، خلال معركة «طوفان الأقصى»، وسيكون اليمن أيضاً آخر من يتوقف عن القتال ضد كيان الاحتلال، من بين محور المقاومة.
وأوضحت الدراسة أن القدرات العسكرية اليمنية لم تتأثر من «الضربات الإسرائيلية أو الأنجلوأمريكية داخل اليمن»، مؤكدة أن صنعاء «أصبحت الآن أقوى وأكثر كفاءة من الناحية الفنية وأكثر أعضاء بارزين في محور المقاومة مما كانت عليه في بداية الحرب» على غزة.

اعتراف عالمي
وجاء في الدراسة التي نشرها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: «في العام الذي انقضى منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يمكن القول إن حركة الحوثيين في اليمن هي العضو في محور المقاومة  الذي اكتسب أكبر قدر من الاعتراف على الساحة العالمية».
وأضافت: «لقد كان الحوثيون هم من التزموا سريعاً بدعم حماس بعد السابع من أكتوبر، بما في ذلك إطلاقهم في 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 أول صاروخ باليستي متوسط المدى على الإطلاق ضد إسرائيل، من قبل عضو في محور المقاومة، بما في ذلك إيران».
وتابعت: «ومن بين أعضاء المحور، فقط الحوثيون -المعروفون رسمياً باسم أنصار الله- قاموا بضرب وإغراق السفن التجارية دعماً لحماس»، موضحة أن اليمن نجح في الصمود خلال عام الحرب دون التعرض لانتكاسات كبيرة.
الدراسة البحثية الاستخبارية الأمريكية تكونت من عدة أقسام، قدمت خلالها تحليلا للتطور العسكري للقوات المسلحة اليمنية بقيادة أنصار الله، وعملياتها العسكرية خلال معركة إسناد غزة، بناء على معلومات من مصادر عدة بينها بيانات من «الاتصالات بالأجهزة البحرية والاستخباراتية الغربية، ومن الاتصالات في اليمن» وفقاً لمعدي الدراسة.
وتضمنت الدراسة تحليلاً تفصيلياً بالأرقام والرسوم البيانية للأداء العسكري اليمني، من حيث الوتيرة العملياتية للهجمات، والمدى الجغرافي للضربات اليمنية، وتطور تكتيكات صنعاء وأنظمة الأسلحة المستخدمة، وتقييم تأثير الضربات العدوان «الإسرائيلية والانجلوأمريكية» على صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية.
وتشير بيانات الدراسة الأمريكية إلى أن القوات اليمنية نفذت ضربات على «مجموعة مختارة من السفن» بصواريخ وطائرات بدون طيار في البحرين العربي والأحمر والمحيط الهندي، بمسافات تفاوتت بين 300 كم، و600 كم، و1000 كم.
وأكدت أن «ضربات الصواريخ الباليستية المضادة للسفن التي يطلقها الحوثيون وتصيب الهدف في نطاق 300-600 كيلومتر، مثل الضربات على سفينة «جروتون» في آب/ أغسطس الماضي، تعد إنجازات كبيرة في الرماية»، لافتة إلى أن الهجمات التي استهدفت عدداً من السفن على مسافة أبعد من 1000 كيلومتر، حدثت بطائرات بدون طيار هجومية بعيدة المدى.
أما الهجمات التي وصفتها الدراسة بأنها «معقدة وخطيرة» فهي «الضربات المتكاملة بالصواريخ بعيدة المدى والطائرات بدون طيار إلى جانب أساطيل الزوارق السطحية بدون طيار. وتوصف بالهجمات المعقدة بسبب صعوبة تنسيق مثل هذه الهجمات متعددة الأسلحة».

تحسين القدرات
وأفادت الدراسة بأن اليمن عمل «خلال هذه المعركة على الاستمرار الناجح في الهجمات، وكذلك تحسين القدرات والهجمات على السفن وعلى إسرائيل، ورغم التزام قوات بحرية أمريكية وأوروبية وهندية كبيرة، فإن حملة الحوثيين لم تتوقف في أي وقت. كما أن تصعيد الضربات العسكرية الأمريكية والبريطانية على أهداف في اليمن لم يوقف الهجمات اليمنية أو حتى يقلل وتيرتها العملياتية».
وأضافت: «وإذا كان هناك أي شيء، فإن الحوثيين قد حسنوا فعاليتهم وكفاءتهم مع تقدم الحرب، من خلال تعلم الدروس والاستفادة من تقلب وجود حاملة الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر. كما أنهم أظهروا مرونة وقاوموا جهود القوى العظمى لقمع حملتهم ضد الشحن وإسرائيل».
ورأت الدراسة أن اليمنيين «قفزوا إلى الصفوف الأمامية لمحور المقاومة من خلال إظهار الشجاعة وتحمل الألم دعماً لغزة»، مؤكدة أنهم «قد نجحوا» في ذلك.
وأفادت بأن القوات المسلحة اليمنية حافظت «على وتيرة عملياتية متسقة على نطاق واسع ضد الشحن، مع زيادة واضحة في الجهود في حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو 2024، على وجه التحديد عند النقطة التي ربما كان الجهد الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة يأمل أن تفرغ ترسانات الحوثيين وأن تتقلص وتيرة هجماتهم». وبخلاف أهداف حلفاء «إسرائيل» فيما يسمى «تحالف حارس الازدهار» من خلال تواجدهم في البحر الأحمر أو ضرباتهم الجوية على اليمن، تشير الدراسة إلى أن اليمنيين «أثبتوا مرونة في الإنتاج المحلي للطائرات بدون طيار والقوارب المسيّرة».
وأكدت الدراسة الأمريكية أن اليمنيين «سيواصلون هجماتهم ضد السفن وإسرائيل طالما استمرت الحرب في غزة ولبنان».