عادل بشر / لا ميديا -
حذر خبراء صينيون من أن الغارات الجوية التي شنها العدوان الأمريكي البريطاني، أمس الأول، على العاصمة صنعاء والحديدة وذمار والبيضاء، ستزيد من الوضع المتوتر في الشرق الأوسط، وستجعل اليمنيين أكثر إصراراً على الانتقام من الولايات المتحدة و"إسرائيل".
ونقلت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية الصادرة باللغة الإنجليزية، في تقرير لها، أمس، عن خبراء صينيين تأكيدهم على أنه "لن يكون هناك سلام في البحر الأحمر، طالما استمرت الحرب في غزة".
وقال وانغ جين، مدير برنامج ومركز الدراسات "الإسرائيلية" في جامعة نورث ويسترن في شيان، إن الجولة الأخيرة من الهجمات الأمريكية على اليمن ستؤدي إلى تصعيد الوضع وإطالة أمد الصراع في الشرق الأوسط الذي استمر لمدة عام بالضبط.
وأضاف وانغ لصحيفة "جلوبال تايمز": "يبدو أن الحوثيين ينظرون الآن إلى الصراع مع إسرائيل والولايات المتحدة في البحر الأحمر باعتباره أولويتهم. في الماضي، كان الصراع يتركز بشكل أساسي حول إسرائيل وفلسطين، ولكن الآن مع الصراع بين إسرائيل ولبنان وبين إسرائيل وسوريا، ستتصاعد شدة وحجم الصراعات في المنطقة".
كما نقلت الصحيفة عن دينغ لونج، وأستاذ في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية، القول إن "السبب الجذري للرد بالمثل بين الحوثيين والولايات المتحدة هو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وطالما لم ينته الصراع، فلن يكون هناك سلام في البحر الأحمر".. مؤكدا أن "الطريقة الأساسية لحل القضية هي الدفع إلى وقف إطلاق النار بدلاً من ضرب الحوثيين".
وشكك دينغ في قدرة الولايات المتحدة على تحقيق الكثير من خلال ضرباتها الجوية التي تنفذها مع شريكتها في العدوان على اليمن "بريطانيا".. لافتاً إلى أن تلك الضربات "أدت إلى تفاقم الوضع في الشرق الأوسط".
وأضاف: "إن أصل التوترات في الشرق الأوسط هو تحيز الولايات المتحدة في الصراع وهوسها باستخدام القوة، مما جعل من الصعب على جهود الوساطة الدولية تحقيق أي نتائج ذات مغزى".
وكان العدوان الأمريكي البريطاني قد استهدف العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة والبيضاء وذمار، بـ18 غارة جوية، مساء أمس الأول، مستهدفاً مواقع سبق أن تم قصفها مئات المرات طوال سنوات العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن.
وتأتي هذه الغارات في محاولة لثني اليمن عن مواصلة عملياتها العسكرية المساندة للشعبين الفلسطيني واللبناني، ضد العدو الصهيوني وحلفائه.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين القول بأن غارات الجمعة، تمت بطائرات عسكرية وسفن حربية.
فيما ذكرت قناة "N12News" العبرية أن القوات الأمريكية استعانت بالغواصة النووية "يو إس إس جورجيا" لقصف اليمن.
ونقلت عن مصادر في الجيش الأمريكي أن الغواصة "جورجيا" أطلقت عدة صواريخ على مناطق متفرقة من اليمن بينها العاصمة صنعاء.
ويأتي لجوء الولايات المتحدة إلى استخدام غواصة نووية للعدوان على اليمن، بعد أيام من تنفيذ القوات المسلحة اليمنية عملية بحرية هي الأوسع في معركة "الفتح الموعودِ والجهاد المقدس"، وذلك باستهداف 3 مدمرات أميركية في البحر الأحمر، بـ23 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرةً مسيرة، أثناء توجُّه المدمرات لدعم كيان الاحتلال الصهيوني في العدوان على غزة ولبنان.
واعترف الجيش الأمريكي بأن بوارجه تعرضت لهجوم "معقد" زاعما تصديه لذلك الهجوم.

قدرات متطورة
وفي جديد الاعترافات الأمريكية بالقدرات العسكرية اليمنية المتطورة، قال أعلى ضابط بحري أميركي إن القوات المسلحة اليمنية تمتلك "أفضل التقنيات العسكرية" وأن البحرية الأمريكية تتعلم العديد من الدروس من قتالها المستمر منذ ما يقرب من عام ضد اليمنيين، بما في ذلك حقيقة أن الطائرات بدون طيار تغير الحرب بشكل أساسي.
وقالت رئيسة العمليات البحرية الأمريكية الأدميرال ليزا فرانشيتي في تصريحات صحفية نشرها موقع البحرية الأمريكية على الإنترنت: "نواصل التعلم من معركة البحر الأحمر، بما في ذلك حقيقة أن الطائرات بدون طيار تغير الحرب بشكل أساسي".
وأشارت إلى أن اليمنيين يستخدمون طائرات بدون طيار جوية وسطحية وصواريخ باليستية وصواريخ كروز في هجماتهم البحرية، على سفن الشحن المستهدفة أو السفن الحربية الأمريكية والبريطانية.
وأضافت أن "الحوثيين يستخدمون أفضل التقنيات العسكرية، ونحن نعلم أننا بحاجة إلى أن نكون قادرين على هزيمتهم".
وأكدت أن "البحرية تعمل على تغيير الطريقة التي تقاتل بها لهزيمة تهديدات الحوثيين".
وخلصت إلى القول: "نريد الابتكار قبل ساحة المعركة حتى نتمكن من البقاء في صدارة أي خصم في أي وقت".
وتؤكد القوات المسلحة اليمنية في بياناتها المتواصلة أنها لن توقف عملياتها البحرية أو العمليات التي تستهدف من خلالها مواقع استراتيجية في العمق الصهيوني، حتى يتوقف العدوان على غزة ولبنان.