تقرير: عادل بشر / لا ميديا -
كان اليمنيون، صباح أمس الأحد، على موعد مع فرحتين: الأولى: ذكرى مولد خير البرية، محمد صلى الله عليه  وآله وسلم، والثانية: استهداف «عاصمة» العدو الصهيوني بصاروخ فرط صوتي، انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه.
خرجت جماهير الشعب اليمني في مسيرات مليونية هي الأكبر على مستوى العالم، احتفاءً بالفرحتين.
وفي المقابل كان أكثر من مليوني صهيوني يتدافعون إلى الملاجئ رعباً وذعراً من الفرط صوتي اليمني. وعلقت وسائل إعلام عبرية على ذلك بالقول: «صاروخ يمني واحد أيقظ دولة بأكملها وأوقف إسرائيل على رجل ونص»،  بحسب تعبير موقع  «حدشوت بزمان» العبري.
وخلال كلمته للجماهير اليمنية، عصر أمس، في ساحات الاحتفال بذكرى مولد الرسول الأعظم، أوضح قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن العملية العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية، واستهدفت عمق الاحتلال الصهيوني، تمت بصاروخ باليستي جديد بتقنية متطورة، وتجاوز كل أحزمة الحماية للعدو الصهيوني، مجدداً تأكيد استمرار التصعيد طالما استمر العدوان والحصار على غزة، ومتوعداً بالتحرك «لفعل ما هو أكثر، والقادم أعظم بإذن الله».
وجاء خطاب سيد الثورة بعد ساعات قليلة من إعلان المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أنّ القوّة الصاروخية التابعة للقوات المسلحة اليمنية ضربت هدفاً عسكرياً «إسرائيلياً» في منطقة «تل أبيب» (يافا) في فلسطين المحتلة.
وكشف سريع أنّ العملية جرى تنفيذها باستخدام صاروخ بالستي فرط صوتي جديد، مؤكداً نجاح الصاروخ في الوصول إلى هدفه، وإخفاق دفاعات الاحتلال في اعتراضه والتصدّي له، إذ قطع مسافةً تُقدّر بـ2040 كم، في غضون 11 دقيقة ونصف الدقيقة.
ولفت سريع إلى أنّ إطلاق الصاروخ من اليمن «تسبّب بحالةٍ من الخوف والهلع في أوساط الصهاينة حيث توجّهَ أكثر من مليوني صهيوني إلى الملاجئ، وذلك للمرّة الأولى في تاريخ العدو»، موضحاً أن هذه العملية تأتي في إطار المرحلة الخامسة، وجاءت تتويجاً لجهود أبطال القوّة الصاروخية الذين بذلوا جهوداً جبّارةً في تطوير التِّقنيّة الصاروخية حتى تستجيب لمتطلّبات المعركة وتحدّياتها مع العدوّ وتنجح في الوصول إلى أهدافها وتتجاوز العوائق والمنظومات الاعتراضية كافّة في البرِّ والبحر، ومنها الأمريكية و»الإسرائيلية» وغير ذلك.
وشدّد سريع على أنّ عوائق الجغرافيا والعدوان الأميركي - البريطاني ومنظومات الرصد والتجسس والتصدّي لن تمنع اليمن من تأدية واجبه الديني والأخلاقي والإنساني انتصاراً للشعب الفلسطيني، مضيفاً أن على العدو الصهيوني «أن يتوقّع المزيد من الضربات والعمليات النوعية المقبلة، ونحن على أعتاب الذكرى الأولى لعملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر المباركة، منها الردُّ على عدوانه الإجرامي على مدينة الحديدة، ومواصلة عمليات الإسناد للشعب الفلسطيني المظلوم».

تخبط صهيوني
وفيما يبدو أن الصاروخ اليمني أصاب قوات الكيان الصهيونية بصدمة أفقدتها القدرة على تفسير ما جرى وكيف نجح صاروخ واحد في إحداث دمار في خمسة مواقع متفرقة بقلب الأراضي المحتلة، وفقاً لتصريحات منسوبة لـ»الجيش الإسرائيلي» نشرتها وسائل إعلام عبرية.
في هذا الصدد أقرّ المتحدث باسم قوات الاحتلال بإطلاق صاروخ بالستي من اليمن في اتجاه «تل أبيب»، زاعماً سقوطه في مناطق مفتوحة خارج «تل أبيب».
إذاعة قوات الاحتلال بدورها قالت إنّ الصاروخ البالستي قطع مسافة 2000 كيلومتر من اليمن، وأنّ زمن الرحلة المطلوب لصاروخ باليستي لمثل هذه المسافة نحو 15 دقيقة، مشيرةً إلى أنّ سلاح الجو و»الجيش» يحققان في سبب فشل الدفاعات الجوية في اعتراض الصاروخ.
وأوضحت أنّ منظومات الكشف يبدو أنها قد رصدت الصاروخ اليمني، لكن السؤال هو في أي مرحلة حدث ذلك، وما إذا كان الوقت قد فات بالفعل لإجراء اعتراض ناجح لصاروخ بالستي ثقيل بعيد المدى.
وقالت إنّ «اليمنيين لديهم حساب مفتوح معنا... وهذه ليست المرة الأولى التي ينجحون فيها في اختراق منظومات الدفاع الإسرائيلية».
أما الشرطة الصهيونية فقد زعمت أن الصاروخ سقط في بلدة «كفارا دانيال» بمنطقة قريبة من «مطار بن غوريون» بمسافة 6 كيلومترات. وقالت إنه «جرت عدة محاولات لاعتراض الصاروخ من قبل منظومتي حيس والقبة الحديدة، ومازالت نتائجها قيد المراجعة».

كيف أشعل اليمن «عاصمة» الاحتلال بضربة واحدة؟
وحتى كتابة هذا التقرير مساء أمس، لم تعترف قوات الاحتلال بالتفاصيل كاملة، رغم حديث وسائل إعلام عبرية عن أن الصاروخ استهدف 5 مواقع من ضمنها محطة كهرباء جنوب شرق «تل أبيب» ومحطة قطار «موديعين» وتسبب بحرائق في منطقة غابات بالقرب من «مطار بن غوريون»، فيما أظهرت مشاهد نشرتها وسائل إعلام عبرية وناشطون «إسرائيليون» على مواقع التواصل الاجتماعي، أضراراً متنوعة وحرائق في مناطق مختلفة، من بينها اشتعال النيران بكثافة في مصنع للأسمنت.
كما أظهرت مقاطع الفيديو ركاباً يفرون بحثاً عن مأوى في محطة القطار و«مطار بن غوريون»، وكذلك أوقف سائقو السيارات في أحد الشوارع سياراتهم وخرجوا منبطحين أرضاً وأيديهم تغطي رؤوسهم، أثناء دوي صفارات الإنذار في «تل أبيب».
وتسبّب الهجوم الصاروخي بتوقّف حركة القطارات في معظم «إسرائيل» ووقوع إصابات باعتراف الإعلام العبري.

إعلام العدو: أقمار التجسس فشلت في رصد الصاروخ اليمني
وسائل الإعلام العبرية علقت على العملية اليمنية النوعية التي استهدفت «تل أبيب»، وفشل الدفاعات الجوية الصهيونية في اعتراض الصاروخ اليمني، مؤكدة أن ما جرى «نجاح مقلق».
وقالت إنّ «السؤال الصعب بعد إطلاق الصاروخ من اليمن: لماذا لم يتم اكتشاف الصاروخ إلا في مرحلة متأخرة؟».
موقع «والا» من جهته أفاد بأن «أقمار التجسس الصهيونية والأمريكية التي يفترض أن تتعقب مواقع الإطلاق المحتملة في اليمن فشلت في رصد الصاروخ».
وأوضح أنه «كان يفترض أن تلتقط الأقمار الصناعية الأمريكية الحرارة الكبيرة الناتجة عن محرك الصاروخ وأن يبلغ الجيش الصهيوني بذلك»، كما «كان يفترض أن ترصد رادارات سفن البحرية الأمريكية والصهيونية بالبحر الأحمر الصاروخ وهو في طريقه إلى إسرائيل».
وأضاف الموقع أنه «كان يفترض رصد الصاروخ من قبل رادار «إكس» البعيد المدى في النقب الذي يشغله جنود أمريكيون، أو رادار نظام آرو».
إلى ذلك أكد موقع «حدشوت بزمان» الصهيوني أنّه تم إطلاق عدد كبير من الصواريخ الاعتراضية المختلفة على الصاروخ ولم تتمكن من اعتراضه. أما موقع «عنيان مركزي» فقد أكد أنّ «اليمنيين يسجّلون لأنفسهم نجاحاً ثالثاً خلال الحرب عندما نجحوا في إصابة قاعدة إيلات، وإصابة تل أبيب بطائرة مسيّرة، والآن كان مطار بن غوريون الهدف. في موازاة ذلك، يواصل اليمنيون ضرب حرية الملاحة في المنطقة».
بدورها، وصفت صحيفة «معاريف» الحدث بأنه «دراماتيكي وغير عادي»، لافتةً إلى أن الصاروخ سقط على مسافة عدة كيلومترات من «مطار بن غوريون».
وفي السياق، تحدّث موقع «سروغيم» عن تهديد إضافي لـ»إسرائيل» من اليمن، مفاده أنها «ستتلقّى مفاجآت إضافية قريباً».
صحيفة «إسرائيل هيوم» قالت إن أكثر من مليونين و360 ألف شخص فروا صباح أمس، بينما كانت صفارات الإنذار التي تبدو غير متوقعة في جميع أنحاء وسط «إسرائيل»، مما أدى إلى كسر فترة طويلة من الهدوء النسبي في المنطقة.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أخرى أنّ «الجيش فوجئ صباح اليوم (أمس) بالصاروخ اليمني، والقوات الجوية لم ترَ ولم تعرف ولم تسمع»، بينما كان «رئيس وحدة أمان الجديد نائماً لدى سقوط الصاروخ»، واصفةً المتحدث باسم «الجيش» بأنّه «غير جدير بالثقة ولم يعد يقنع أحداً».

نجاح الفرط صوتي اليمني
وكانت العملية اليمنية في قلب الاحتلال الصهيوني، أمس، هي الأبرز في قائمة أخبار وسائل الإعلام العربية والعالمية، حيث أجمع مختلف المحللين والخبراء العسكريين على نجاح الصاروخ اليمني في اختراق منظومات الدفاع الحديثة والمتطورة لدى الكيان الصهيوني، إضافة إلى البوارج الأمريكية والبريطانية المنتشرة في الشرق الأوسط، بخلاف المنظومات الدفاعية لدول عربية حليفة مع «إسرائيل».
وأرجع الخبراء قوة الضربة اليمنية إلى أنها جاءت في وقت تعيش فيه «إسرائيل» حالة استنفار قصوى منذ أسابيع، مترقبة الرد اليمني على قصف ميناء الحديدة، أواخر تموز/ يوليو الماضي، وكذلك الرد الإيراني على اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية.


الفصائل الفلسطينية  تبارك العملية اليمنية.. أبو عبيدة: مفاعيلها مهمة في مسار المعركة
باركت فصائل المقاومة الفلسطينية، أمس، العملية اليمنية التي ضربت هدفاً عسكرياً «إسرائيلياً» في «تل أبيب» باستخدام صاروخ بالستي فرط صوتي جديد.
فقد أشادت حركة المقاومة الإسلامية حماس بالضربة الصاروخية، مؤكدة أنها تأتي كـ»رد طبيعي على عدوان الاحتلال على الشعب الفلسطيني، وعلى اليمن الشقيق والمنطقة العربية».
وأكّدت الحركة أنّ «العدو الإسرائيلي لن يحظى بالأمن ما لم يتوقّف عدوانه الوحشي على الشعب في قطاع غزة».
وبارك الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، هذه العملية النوعية، مثمناً «وقفة الشعب اليمني العزيز إلى جانب إخوانه في فلسطين واستعداده لتقديم التضحيات في سبيل ذلك».
وقال أبو عبيدة في بيانٍ له إنّ «طبيعة السلاح المستخدم في العملية ونوعية الهدف الذي استهدفته وغيرها من التفاصيل التي أطلعنا عليها إخوتنا في اليمن تشكل نقلة نوعية سيكون لها مفاعيل مهمة في مسار ومآلات معركة طوفان الأقصى».
من جهتها قالت حركة الجهاد الإسلامي إن الضربة الصاروخية التي وجّهها أبطال اليمن إلى قلب «تل أبيب» فاقمت أزمات الاحتلال وأظهرت ضعفه.
وأضافت أن «شجاعة الشعب اليمني في مواجهة الاستكبار الأميركي والطغيان الصهيوني هي تأكيد التزامه بنصرة شعبنا الفلسطيني».
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فأكدت أن عملية القوات اليمنية التي اخترقت العمق الصهيوني والدفاعات الأميركية والغربية، وأصابت «عاصمة» الكيان المصطنع، بعمليةٍ نوعية جديدة أثبتت قدرة اليمن على تعزيز معادلة الردع ضد الاحتلال.
وقالت الجبهة الشعبية في بيانٍ إنّ «هذه العملية وضعت العدو الإسرائيلي في حالةٍ من الصدمة والارتباك»، مشيرة إلى أن الرهان الصهيوني على المنظومات الدفاعية الأميركية والغربية أو جرائم حلفائه ضد اليمن لم يحقّق أهدافه في حماية الكيان الصهيوني؛ والرسالة اليمنية الباليستية اليوم واضحة ولا لبس فيها: «أوقفوا العدوان على غزة فوراً، وإلا فإنّ ردود اليمن ستتواصل وتتعمّق وتكون أشد قوةً واختراقاً للعمق الإسرائيلي، ولن تكون هناك خطوط حمراء في الدفاع عن قضايا الأمة وفي القلب منها قضية فلسطين ومقاومتها الباسلة».
بدورها، باركت لجان المقاومة في فلسطين العملية النوعية للجيش اليمني، معتبرةً أنّها دليل على أنّ يمن البطولة والعروبة يمتلك الإرادة العالية والقدرة الاستخبارية لضرب الكيان في عقر داره.
من جانبها، باركت حركة «فتح الانتفاضة» العملية البطولية التي نفّذتها القوات المسلحة اليمنية، والتي كشفت زيف المنظومة الأمنية والعسكرية عند الاحتلال الصهيوني، وأظهرت التطوّر النوعي في أداء المقاومة اليمنية.
حركة المجاهدين الفلسطينية أيضاً باركت العملية اليمنية، وقالت إنّ «هذه العملية النوعية الجديدة هي رسالة قوية للكيان وداعميه الأميركيين والتحالف الغربي بأنّ العدوان على الأمة لن يبقى من دون ردّ وأن الدعم الغربي للصهاينة لن يجلب للكيان الأمن ولن يجلب لهم سوى الويلات».
وأشادت حركة الأحرار الفلسطينية بالعملية النوعية التي «نفذها إخوان السلاح والدم والقضية في القوات المسلحة اليمنية»، مؤكدة أنّها «تطورٌ نوعي وفارق كبير في إدارة الصراع مع العدو، وأنه «لم يكن اليمن ولا رجاله يوماً غائبين عن نصرة قضيتنا العادلة».