سيد الثورة يُرعب كيان الاحتلال.. مركز استخبارات صهيوني: اليمنيون يستعدون لعمليات برية ضد «إسرائيل»
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
حالة من الرعب والقلق تنتاب الأجهزة الاستخباراتية والعسكرية في "تل أبيب"، منذ توعد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الأعداء بأنهم "سيتفاجؤون في البر كما تفاجأوا في البحر بتقنيات جديدة وغير مسبوقة في التاريخ".
بضع كلمات أطلقها سيد الثورة، في كلمته خلال تدشين فعاليات المولد النبوي الشريف بتاريخ 5 أيلول/ سبتمبر الجاري، كانت كفيلة بأن تقضي مراكز البحوث والاستخبارات العبرية في الكيان الصهيوني، أسبوعاً كاملاً، في محاولة لفك الشيفرات التي تضمنها خطاب السيد عبدالملك، وقراءة الرسالة الموجهة للأعداء وخصوصاً في ما يتعلق بأمر "التفاجؤ براً"، لتخرج تلك المراكز، إضافة إلى وسائل إعلام عبرية، بخلاصة واحدة، فحواها "اليمنيون يخططون لشن هجوم بري على إسرائيل"، محذرين في ذات الوقت من "ضربة انتقامية واسعة لقوات صنعاء ستطال أهدافاً استراتيجية" ردا على الغارات الجوية الصهيونية على ميناء الحديدة أواخر يوليو الماضي.
صراع مباشر
في هذا الصدد، رصدت صحيفة "لا" دراسة نشرها، أمس الأول، مركز بحثي استخباراتي صهيوني يدعى "مركز المعلومات للاستخبارات والإرهاب -مئير عميت"، بعنوان "تهديدات الحوثيين بشن هجوم بري على إسرائيل".
وذكر تقرير المركز الذي يرأسه ضابط في الموساد الصهيوني، أن ما وصفه بـ"الصراع المباشر بين إسرائيل والحوثيين في اليمن" اتسم منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بهجمات يمنية بالصواريخ والطائرات بدون طيار، ضد أهداف في الأراضي المحتلة وخاصة في الجنوب الفلسطيني.. لافتاً إلى أن التصعيد الأهم كان بهجوم طائرة "يافا" اليمنية بدون طيار، على مكان حساس في "تل أبيب" بتاريخ 19 يوليو 2024، والهجوم الجوي الصهيوني المضاد على ميناء الحديدة في اليوم التالي.
وقال التقرير: "في الأسابيع الأخيرة، زاد الحوثيون من تهديداتهم العلنية بالعمل ضد إسرائيل، بما في ذلك على الأرض. كما أجروا مناورات عسكرية تضمنت سيناريوهات التسلل عبر الأنفاق والاستيلاء على قواعد إسرائيلية واختطاف جنود. كما أفادت أنباء عن وصول مقاتلين حوثيين إلى سوريا". مضيفاً: "وفي تقديرنا، يطمح الحوثيون إلى تنفيذ هجوم بري ضد إسرائيل أيضًا كجزء من ردهم على الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة".
وبحسب التقرير الاستخباراتي العبري، فإن التعاون بين فصائل محور المقاومة، يتيح لليمنيين تجاوز المسافة الجغرافية الكبيرة بين اليمن والأراضي المحتلة ونقل مقاتلين بالقرب من الحدود مع فلسطين المحتلة لتنفيذ عملية عسكرية، عبارة عن هجوم بري مباشر ومحدود على "إسرائيل" وقد يشمل المخطط التسلل إلى مستوطنة أو قاعدة عسكرية، كما فعلوا في التدريبات في اليمن، وكذلك إمكانية القيام بدور فعال في القتال إلى جانب حزب الله في حال حدوث تصعيد كبير في القتال في الشمال. هذا، إلى جانب استمرار اليمنيين في مهاجمة أهداف داخل الأراضي المحتلة باستخدام الصواريخ أو الطائرات المسيرة، كما فعلوا منذ بداية الحرب التي خاضتها صنعاء، إسناداً للشعب الفلسطيني.
العدو الحقيقي
التقرير الاستخباري الصهيوني، قال في ملخص "خصائص الصراع المباشر بين الحوثيين وإسرائيل" إن "من المبادئ الأساسية لعقيدة حركة الحوثيين معارضة الكيان الصهيوني، والسعي لتدميره، حيث يعبر عن ذلك فقرتان من البنود الخمسة لشعار الحركة ("الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل" ولعنة اليهود انتصار للإسلام").
ونتيجة لذلك، وفقاً للمركز، ترددت دعوات بين أنصار الله لمهاجمة إسرائيل وإرسال مقاتلين للقتال إلى جانب محور المقاومة قبل سنوات من طوفان الأقصى. واستند التقرير الاستخباري الصهيوني، على ذلك بخطاب للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بتاريخ 23 مارس 2018، الذي هدده فيه "بانضمام مقاتليه إلى قوات حزب الله في لبنان في حال نشوب حرب بين إسرائيل ولبنان أو بين إسرائيل والفلسطينيين". مؤكداً أن "إسرائيل هي العدو الحقيقي لأي دولة عربية أو إسلامية وأن قوات الحوثيين تتطلع إلى اليوم الذي تستطيع فيه محاربتها بشكل مباشر".
وأشار ذات التقرير إلى أن معركة طوفان الأقصى، والهجوم الصهيوني على قطاع غزة، منح "اليمنيين الفرصة لتنفيذ ما يتطلعون إليه، ضمن جبهة الدعم لمحور المقاومة والفصائل في قطاع غزة، حيث أعلن السيد الحوثي في تشرين الأول/ أكتوبر 2023م أنهم على تنسيق كامل مع حلفائهم وأنهم على استعداد للرد بإرسال جنود إلى ساحة المعركة أو الهجوم بالصواريخ والطائرات بدون طيار وغيرها من الوسائل".
قتال بري
وتحت عنوان "يستعد الحوثيون لقتال بري ضد إسرائيل"، أفاد تقرير المركز الاستخباراتي الصهيوني، بأن "الحوثيين ينوون تنفيذ هجوم بري ضد إسرائيل".. مشيراً إلى أن "صنعاء لديها قوة تتراوح بين مائة ألف إلى مائتي ألف مقاتل، بينهم قوات جوية وبحرية وصاروخية. لذلك، يمكن التقدير أن القوة القتالية البرية، التي يتمتع معظمها بخبرة الحرب في اليمن والقتال ضد التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، يبلغ عددها عشرات الآلاف من الجنود المجهزين بمجموعة متنوعة من الأسلحة مثل بنادق هجومية وبنادق قنص ومدافع الهاون والمركبات المدرعة والدبابات".
وقال: "منذ بداية الحرب، أجرى الحوثيون تدريبات رفيعة المستوى تدربت فيها القوات على سيناريوهات الهجمات البرية ضد أهداف إسرائيلية".. مستعرضاً بالمعلومات والتواريخ والصور عددا من المناورات التي أجرتها تشكيلات مختلفة من القوات المسلحة اليمنية، تحاكي السيطرة على مستوطنة افتراضية للعدو، وأسر جنوده وتفجيرها.
وأوضح تقرير مركز "مئير عميت" الاستخباري الصهيوني، أن المسافة الجغرافية الكبيرة بين اليمن وفلسطين المحتلة تشكل "تحديًا كبيرًا للحوثيين لتنفيذ هجوم بري ضد إسرائيل، وبالإضافة إلى ذلك، يوجد بين الطرفين دولتان مرتبطتان بالتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة -المملكة العربية السعودية والأردن".. لافتاً إلى أن صنعاء عملت "على التغلب على العائق الجغرافي من خلال التعاون مع محور المقاومة، خاصة في العراق".
على العدو أن يستعد
في سياق موازٍ نشر موقع "والا" العبري تقريراً بعنوان "يخطط الحوثيون للانتقام من إسرائيل. ومن الخطأ التقليل من شأنهم"، أفاد فيه بأن "الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة قبل نحو شهرين، لم يجلب سوى هدوء مؤقت. ولم ينجح في إزالة الخطر القادم من اليمن تجاه إسرائيل"، مضيفاً أن اليمنيين "قد يضربون هذه المرة أهدافا استراتيجية لم يقتربوا منها في السابق، لذلك يجب على إسرائيل أن تستعد لاتخاذ إجراءات استباقية وهجومية".
وأشار التقرير إلى أن اليمنيين "يستعدون الآن للمرحلة الخامسة من الصراع مع إسرائيل، والتي تتضمن مبادرات غير متوقعة وتوسيع بنك الأهداف، والرد بقوة ضد الأهداف العسكرية والموانئ والبنية التحتية للطاقة في إسرائيل والإضرار بإمدادات النفط إليها".
وأضاف: "لذلك، يجب على إسرائيل أن تأخذ في الاعتبار أنه من المتوقع أن يتسع نطاق التهديدات وقد يعزز الحوثيون مجالهم الجوي، كماً ونوعاً".
المصدر لا ميديا