قائد مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية «آيزنهاور» يعترف: لا أستطيع الحديث عما رأيناه من تطور قدرات القوات اليمنية
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل بشرر / لا ميديا -
اعترف قائد مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس آيزنهاور"، بتعرض الأخيرة لما وصفها بـ"الانتكاسات" أثناء فترة انتشارها في البحر الأحمر، لحماية الكيان الصهيوني، من الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية التي تستهدف مناطق في فلسطين المحتلة، وكذلك السفن الصهيونية أو المرتبطة بالكيان أو المتجهة إلى موانئ الاحتلال، دعماً للشعب الفلسطيني.
جاء ذلك في لقاء أجراه معه موقع (The war zone) العسكري الأمريكي، تحدث خلاله قائد "آيزنهاور" عن "الانتشار الخطير والمرهق" لمجموعة حاملة الطائرات، في البحر الأحمر، وحقيقة تعرضها للاستهداف من قبل القوات المسلحة اليمنية.
وقال موقع "ذا وار زون" إن "آيزنهاور والقوة الضاربة المرافقة لها، عادت مؤخراً من الشرق الأوسط، وقد شهدت هذه المهمة التي استمرت تسعة أشهر، تعرض السفينة ومرافقاتها لإطلاق نار من مجموعة من الأسلحة القديمة والجديدة، وانتهى بها الأمر الى أن تكون واحدة من أخطر وأكثر العمليات إرهاقاً التي شهدتها الخدمة البحرية منذ الحرب الكورية".
وأوضح الموقع أن قائد "آيزنهاور" الكابتن البحري كريستوفر تشوداه هيل "انفتح في لقاء مع The war zone بشكل لم يسبق له مثيل حول ما يشبه التعرض لتهديد دائم بالهجوم والحقائق التكتيكية المتغيرة بسرعة التي واجهها هو وآلاف البحارة أثناء حرث مياه البحر الأحمر وخليج عدن".
وأضاف: "تم استدعاء مجموعة حاملة الطائرات آيزنهاور إلى المنطقة في أعقاب هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل في تشرين الأول/ أكتوبر 2023م. وبمجرد وصولهم، قاتلوا الحوثيين في اليمن الذين هاجموهم مرارًا وتكرارًا والشحن التجاري قبالة سواحل اليمن. وبشكل جماعي، استخدمت مجموعة حاملة الطائرات آيزنهاور أسلحتها المختلفة لتدمير مجموعة من الطائرات بدون طيار الحوثية والصواريخ والسفن السطحية غير المأهولة والمركبات تحت الماء وأنواع مختلفة من الأهداف على الشاطئ، وأطلقت ما يقرب من 800 صاروخ وذخيرة أخرى في هذه العملية. كما ساعدت آيزنهاور في الدفاع عن إسرائيل من الهجمات القادمة عبر البحر الأحمر". لافتاً إلى أن "حاملة الطائرات آيزنهاور والسفن التابعة لها، شهدت عددًا كبيرًا من الأحداث الأولى من نوعها".
كثافة الهجمات
وقال قائد "آيزنهاور" كريستوفر تشوداه هيل إنه لا يستطيع الحديث عن القدرات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية، وإمكانياتهم في الهجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة والزوارق الحربية، ومدى نجاح صنعاء في تطوير تلك القدرات، لكنه رداً على سؤال فحواه: "هل لاحظتم أي تقدم في قدرات الحوثيين الجوية أو البحرية في مجال الطائرات بدون طيار؟ هل لاحظتم أي نوع من التطورات المتكررة؟" أجاب بالقول: "نعم".
وحول التحدي الأكبر الذي واجهه أثناء تواجده في البحر الأحمر، قال كريستوفر: "كان الأمر مزدحماً للغاية" في إشارة إلى كثافة الهجمات اليمنية وتنوعها.
وأضاف: "كان العمل مع المقاتلين وتمرير الأهداف إليهم لتدميرها أمراً ضرورياً".. لافتاً إلى أن أكثر الهجمات اليمنية كانت تتم بسفن سطحية ومركبات جوية بدون طيار وأنظمة صواريخ كروز وباليستية، وكانت القوة الأمريكية تقاتل من أجل "الدفاع عن حياة طواقم آيزنهاور والمجموعة الضاربة المرافقة لها"، إضافة إلى "إنقاذ حياة البحارة في السفن المستهدفة" حد زعمه.
وأوضح كريستوفر أن "هناك سفناً لدول أخرى، لم تشارك في إنقاذ البحارة التجاريين، بسبب خوف تلك الدول من التهديد باستهدافها".
وأكد أن البحرية الأمريكية تعلمت دروساً من تكتيكات وهجمات القوات المسلحة اليمنية، من منظور فني حول كيفية تغيير تكتيكاتهم وتقنياتهم وإجراءاتهم، وخصوصا في استخدام الصواريخ الباليستية للهجوم على أهداف متحركة، وسيتم تطبيق هذه التكتيكات اليمنية على المعارك المستقبلية المحتملة، وكذلك إدراج هذه التكتيكات ضمن الدروس للملتحقين بالبحرية الأمريكية.
وأضاف: "لقد تعلمنا الكثير من الدروس وسنقوم بنقلها وتدريسها في كلية الحرب البحرية وأماكن أخرى، لقد تعلمنا بعض التحديات اللوجستية، وتحديات المرونة، وبعض الأشياء التي تعلمناها في ما يتعلق بالطائرات بدون طيار والصواريخ. أعتقد أن كل ذلك ينطبق على معركة مستقبلية. وهذا هو نوع الدروس المستفادة التي نشاركها بالفعل".
وأشار قائد حاملة الطائرات الأمريكية إلى أنهم كانوا يتعرضون "للهجوم بشكل منتظم"، وكان تركيزهم يتمحور في "إخراج الطائرات النفاثة من على سطح حاملة الطائرات، وحماية المجموعة الضاربة المرافقة لها". مضيفاً: "إن مراقبة هذه العملية برمتها تتضمن أيضًا تحميل الأسلحة. يتعين علينا أن نفترض أنه إذا كنت تقوم بضبط حالة التأهب، فأنت لا تعرف بالضبط ما هو التهديد الذي قد يشكله. لذا يتعين عليك أن تمتلك حزمة مختلطة من الأسلحة وأن تتأكد من أن العملية برمتها تعمل، وهو ما حدث بالفعل. ويعتمد الكثير من هذا أيضًا على الدفاع المتعمق، ووجود العديد من السفن هناك، وأجهزة الرادار في المحطة، والمعلومات الاستخباراتية الدقيقة لإخبارنا حتى نتمكن من تحقيق ذلك".
وحول الدفاع عن الكيان الصهيوني من الضربات التي تعرض لها من اليمن أو خلال الهجمة الكبيرة التي نفذتها إيران، قال كريستوفر: "مجرد وجودنا في البحر الأحمر، يعني منع الصواريخ التي في طريقها إلى إسرائيل".
وأضاف: "كنا متمركزين لدعمهم بأفضل طريقة ممكنة".
معالج نفسي للجنود
واعترافاً بنجاح القوات المسلحة اليمنية في إصابة حاملة الطائرات "آيزنهاور" أكد الكابتن البحري كريستوفر أنهم لم يستطيعوا الذهاب إلى الموانئ خلال فترة السبعة الأشهر التي قضوها في البحر الأحمر وخليج عدن، سوى مرتين لإجراء أعمال الصيانة على حاملة الطائرات، وقد حدث ذلك في نهاية المهمة.
وتحدث كريستوفر عن وجود طبيب نفساني كان يعالج الجنود الذين يمرون بأوقات عصيبة، وكذلك وجود كلب تتمثل وظيفته في التدريب على التقليل من التوتر.
زمان حاملات الطائرات ولى
في ذات السياق أجرت قناة Ward Carroll على يوتيوب، لقاءً مع قائد حاملة الطائرات الأمريكية "آيزنهاور" كريستوفر تشوداه هيل، كشف خلاله أن حاملات الطائرات لم تعد في مأمن من الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة، وذلك بعد الهجمات النوعية للقوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر.
وقال: "لقد كنا على علم بأن زمن الأمان لحاملات الطائرات قد ولى"، لكنه استدرك بقوله: "نؤكد أن الحاملات مصممة لتحمل الضربات"، حد زعمه.
وبشأن كثافة الضربات اليمنية خلال تواجد الحاملة في البحر الأحمر لحماية كيان الاحتلال الصهيوني، أوضح هيل أنهم اتخذوا خطوات لإعادة تنظيم جداول الطاقم خلال انتشارهم في البحر الأحمر بسبب الإرهاق المستمر والتنبيهات الليلية.
وأكد أن الضغوط المتزايدة أثرت على معنويات الطاقم مع استمرار العمليات في البحر الأحمر.. مشيراً إلى تعرضهم لاستهداف مستمر من اليمن بالطائرات المُسيّرة والصواريخ البالستية، وأن الهجمات باتت جزءا من حياتهم اليومية.
مطاردة
وكانت القوات المسلحة اليمنية قد قامت بمطاردة حاملة الطائرات الأمريكية "آيزنهاور" في البحر الأحمر، واستهدفتها بالصواريخ الباليستية والمجنحة والمسيرات 4 مرات وأجبرتها على الفرار والعودة من حيث جاءت.
وأعلنت القوات المسلحة في الـ31 من مايو 2024 م، للمرة الأولى، تنفيذ القوة الصاروخية والقوة البحرية في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةً عسكريةً مشتركةً استهدفتْ حاملةَ الطائراتِ الأمريكيةَ "آيزنهاور" في البحرِ الأحمرِ، بعددٍ من الصواريخِ المجنحةِ والباليستيةِ وكانتِ الإصابةُ دقيقةً.
وخلال أقل من 24 ساعة، في الأول من يونيو الفائت استهدفت القواتُ البحريةُ والقوةُ الصاروخيةُ وسلاحُ الجوِّ المسيرُ اليمني، للمرة الثانية، "آيزنهاور" شمالي البحرِ الأحمرِ بعددٍ من الصواريخِ والطائراتِ المسيرةِ.
وفي الخامس عشر من ذات الشهر، أوضح السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمة له، أن أبرز عمليات الأسبوع الذي سبق، كان استهداف حاملة الطائرات "آيزنهاور" الأمريكية للمرة الثالثة شمال البحر الأحمر بالصواريخ ومطاردتها.
وأكد السيد القائد، في كلمة له، بتاريخ 13 يونيو، أن القطع الأمريكية تهرب وتفر في البحر إلى أن تصل إلى طرف البحر الأحمر ومنها "آيزنهاور".
وحتى مع وصول آيزنهاور إلى أطراف البحر الأحمر، شمالاً، ظل استهداف القوات المسلحة اليمنية لها، فكان الاستهداف الرابع لها في 22 يونيو شمال البحر الأحمر وذلكَ بعددٍ منَ الصواريخِ الباليستيةِ والمجنحةِ، لتنعطف وتغادر البحر الأحمر دون رجعة.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا