إشراف وتحرير: علي عطروس -

سيتفاجؤون بتقنيات غير مسبوقة في التاريخ
بفضل الله تعالى، تحركت قواتنا المسلحة، بمجاهديها الأعزاء، في عمليات عسكرية جريئة، لضرب العدو، بكل ما نتمكن من ضربه به، ودون أي قلقٍ ولا تحرُّج، ودون أي سقفٍ هابط، لا سياسي ولا غير سياسي؛ إنما بكل ما نستطيع؛ ونسعى لما هو أكبر، بمعونة الله تعالى وبتوفيقه جلَّ وعلا.
نحن في عملٍ مستمر، بفضل الله تبارك وتعالى حقق الله للعمليات في البحار، البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، وصولاً إلى المحيط الهندي، والعمليات التي نفِّذت حتى إلى البحر الأبيض المتوسط، حقق الله لذلك نتائج كبيرة جداً، وبات الأعداء يتحدثون فيما يتعلَّق بمعركة البحر الأحمر بمفردة «الهزيمة»، مع مفردة «الفشل». تكلموا كثيراً عن فشلهم، والآن بات قادةٌ منهم، ووسائل من وسائل إعلامهم، يصرِّحون بهزيمتهم في البحر الأحمر، أنهم فشلوا، ثم هُزموا في معركة البحر الأحمر، ولم يستطيعوا أن يحموا السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني، لتواصل نقل ما يحتاجه من المؤن عبر البحر الأحمر، وهذا كبَّدهم الكثير والكثير من الخسائر والكلفة الباهظة.
شعبنا يسهم جهاداً في سبيل الله بعملياته هذه، وهو مستمرٌ أيضاً في تطوير قدراته. وأكرر كما قلت سابقاً بما يفاجئ الأعداء، لقد فوجئوا بالضربات بالصواريخ الباليستية لاستهداف السفن وهي متحركة في البحار، ولأول مرة يحصل ذلك في التاريخ، كما يقولون ويعترفون، وسيتفاجؤون في البر، كما فوجئوا في البحر، بإذن الله تعالى، بتقنيات جديدة غير مسبوقة في التاريخ، بإذن الله تعالى، تساعد على التنكيل بهم بجبروت الله وبأسه، }وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا{ النساء:84، لن نألوَ جهداً في أن نفعل كل ما نستطيع لنصرة الشعب الفلسطيني، وجهاداً في سبيل الله، مع ألمنا الدائم وإحساسنا بالتقصير مهما فعلنا.
نحن مستمرون، والرد قادم، وغير الرد أيضاً، مع الرد مسارٌ مستمرٌ بإذن الله تعالى، ولن نخذل الشعب الفلسطيني أبداً، ما دام فينا عِرقٌ ينبض، ما دام فينا وجودٌ للحياة؛ لأننا -مع حياتنا- نحمل الإيمان بالله تعالى، ونستشعر المسؤولية أمام الله، وندرك ونعي كشعبٍ يمنيٍ مسلم قيمة الموقف المشرِّف، الذي هو مرضاةٌ لله تعالى، والذي هو شرفٌ نخلِّده لكل الأجيال اللاحقة، وهذه نعمةٌ كبيرة، والله يقول عن ذلك في كتابه الكريم: }ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ{.


منفيستو الذكرى العاشرة
صلاح الدكاك
على الحكومة أن تتشاطر مع الشعب شظَفَه، وأنْ تُشاطره ترَفَها.
عليها أن تحرر أفواه الغالبية من ربقة العوز، لتنعتق سواعدهم البناءة وأدمغتهم في ميادين الخلق والإبداع، لا أن تُكرّس من عرق الغالبية وجوعهم ومرضهم أرضيةً ممهدة تنتصب عليها قلاع الإقطاع والإثراء السهل باسم «الاستثمار السلعي والخيري»، باعتبار هذه الغالبية محض حيوانات استهلاكية وموضوعات للصدقة ونيل الثواب عند الله!
لا تغيير جذري إلا بالانحياز لقوى الشعب العاملة والعاطلة والمعاقة، تمكيناً وتأهيلاً وتعبئة ودمجاً لها في ميادين الإنتاج. ودون ذلك فإنه لا تغيير جذري ولا بناء، وما سيحدث غداً لن يكون إلا استمراراً لماضي الأداء الحكومي الجبائي المنحاز لكبار «المستثمرين» بواجهات جديدة!
إن العائق الكبير أمام تحقيق نهوض وطني بممكنات المرحلة الراهنة لا يكمن في أن جغرافيا الثروة النفطية ترزح تحت الاحتلال ولم نحررها بعملية عسكرية، بل يكمن العائق الأكبر في استمرار النظر للمجموع الشعبي (الذي تقطن غالبيته في جغرافيا السيادة) بوصفه عبئاً، لا ثروة كبرى وطاقات هائلة ينبغي تحريرها ثورياً لتخوض معركة البناء وتصب طاقاتها في مختلف جبهات الإنتاج، كما جرى تثويرها في المعركة الحربية العسكرية وسطرت ولا تزال تسطر في مختلف جبهاتها ملاحم بطولية إنتاجية فارقة ومذهلة فداءً وبذلاً وتصنيعاً من صفر الإمكانات وفي أعقد الظروف والمناخات، مواتاةً للإنجاز وإحراز الانتصار.
لا يمكن أن تتحقق معادلة النهوض التي دشنها الرئيس الشهيد صالح الصماد بيد طائلة عسكرياً وأخرى مشلولة اقتصادياً. وليس المطلوب نقل البلد والشعب في سنوات إلى فردوس الرفاه، وإنما وضعه على سكة النهوض الثوري التحرري ووضوح الغايات، ولْيَسِر القطار بطيئاً بالمراكمة على المسار الصحيح وجلاء آفاق الكسب المستحق وتنامي الأمل بدوران تروس التغيير للإمام، عوضاً عن تبديد الوقت والطاقات في تحولات شكلية وتدوير واجهات تجهز على جذوة الأمل أمام واقع غائم ومستقبل ملبد.
جذوة الأمل التي لا تزال متقدة بفعل صدقية انحياز القيادة الثورية إلى شعبها وإلى المستضعفين والمحرومين والمظلومين من اليمن إلى فلسطين وعموم الأرض، وبفعل بطولات رجال الرجال من ملحمة الدفاع الوطني في مواجهة تحالف العدوان الكوني إلى ملحمة الإسناد في مواجهة كيان العدو الصهيوني والغرب الإمبريالي.


أقوال (غير) مأثورة
علي عطروس
°  «فخامته يدعو... ويدعو... ويدعو... يبدو أن الحفلة ستكون أكبر مما نتصور!
° إذا كان «أصحاب الفيل» جاؤوا من اليمن - كما نعتقد، فإن «طيور الأبابيل» لم تأتِ من «نَجْد» - كما تؤمنون!
° وكأن ليس لنا من كل هذه السماء سوى ثقب الأوزون!
° لا تظن فقط أن اللعبة أكبر مما تصور، بل تيقنْ أن ذلك صحيح!
° الكشفُ نصف الحساب.
° يقتلونها بحثاً... الحلول لا المشاكل!
° عارٍ عن الصحة... أنا!
° ليس كل «البُرَم لَسِيس»؛ لكنها جميعاً «بُرَم»!
° اليمن بخير... فلا مستشفيات فيها ولا أطباء.
° لا يأس مع الحياة... ولا حياة لمن تنادي!
° جمهورية ومن قرح... يقدح زبيب!
° توقف عن التدخين واستمر في السعال... بائعُ السجائر!
° ساعة الصفر... ثلاث عقاربٍ وستون لدغة!
° يأكل الصياد بعينٍ واحدة!
° حين صارت غزة نافورة دم لن يغتسل فيها الفلسطينيون فقط!
° الجميلات لا يقفن كثيرا أمام المرآة!
° ينتظرون صحوة الشارع الصهيوني على أمل انتهاء الحرب، وهُناك وطنٌ عربي بأكمله نائم.


حالي وحامض وقُبْ
*‎ السيد عبدالملك قائد سياسي وعسكري من نوع فريد، وأحد صانعي تاريخ المنطقة؛ لأنه يرى الإمكانيات الهائلة لدور إقليمي لليمن لم يره قادة يمنيون سابقون، و«الإسرائيليون» أنفسهم يخشون من هذا الشخصية ويتحدثون عنه كقائد عسكري وسياسي من نوع فريد (د. سيف دعنا).
* ما يحدث في البحر الأحمر غير مسبوق، وقد يتطلب طريقة جديدة في التفكير من جانب القوات البحرية الغربية. والحوثيون يتعلمون بسرعة ويحسنون هجماتهم (نعوم رايدان - باحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى).
* الاعتراف بعجزنا في البحر الأحمر هو الاعتراف بأن عصر الهيمنة الغربية قد انتهى بالفعل. وفي ظل قلة الخيارات سنستمر في السماح للحوثيين بتفجير سفننا ثم نتظاهر بأن الأمر لا يهم (الكاتب الصحفي المقيم في السويد مالكوم كييوني).
* غالبية الصهاينة لا يؤمنون بوجود الله؛ لكنهم يؤمنون بأنه وعدهم بأرض فلسطين (المؤرخ اليهودي إيلان بابيه).
* تسقط كل الدعوات المقدسة عندما تولي وجهك ولا ترى سوى فقير معدم أو غني هاضم للحقوق، ودعوات يأمرونك فيها بالمعروف ويتركونه، ولا أحد يثور ويغير (د. علي شريعتي).
* خبير استراتيجي على قناة «العربية»: هطول الأمطار خلال الأشهر الماضية في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين يأتي في سياق مؤامرتهم، حتى يأتي موعد ذكرى المولد النبوي والأراضي الزراعية خضراء (محمد الصفي الشامي ساخراً).
* الذي يكتب للأغبياء يكون دائماً متأكداً من أنه سيحظى بجمهور كبير! (شوبنهَور).
* إلى أن تتعلَّمَ الطَّريدة الكتابة ستبقى كلُّ القصص تمجِّدُ الصَّياد (مثل أفريقي).
* الحمار لا يشارك في سباق الخيل؛ ولكنه يضحك دائماً على الحصان الخاسر (مثل يوناني).
* عندما تتعود على التعاسة وتنسجم مع اليأس، تأتيك السعادة لتعكر مزاجك (جورج برنارد).
* كلّف أبي ترميم واجهة المنزل سبع سنين، وشوهتها ألف رصاصة بسبع دقائق، لم تُضعف إرادته إلا واحدة اخترقت الجدار وصدر أمي (ماركيز).


قـــوة اليمــــن البحريــة تسقــط «حـــــارس الحمــــــار»
بعد انسحاب معظم الأسطول الأمريكي من البحر الأحمر كدا يبقى عملية «حارس الحمار» الشهيرة بـ«حارس الازدهار» سابقا فشلت رسمياً.
انسحاب القطع البحرية الغربية هو اعتراف بصعوبة المهمة، وأن المعركة لم تكن مثلما يتصور الصهاينة بالخصوص والغرب بالعموم.
هقول لحضراتكم على بعض أسرار الفشل، وبرغم إني قلتها سابقا منذ شهور وتنبأت بفشل التحالف، لكن لا مانع من تكرارها بعبارات أخرى مع بعض الإضافات.
أولا: حاملات الطائرات تم تصميمها للهجوم، مش للدفاع، يعني تم بناء هذا النوع من القطع البحرية للهجوم على دول وشعوب ضعيفة لا يمكنها الدفاع عن نفسها بشكل جيد، ولا القدرة على الانتقام.
لاحظ أنها لا تستخدم ضد دول قوية.
في هذه العملية بالبحر الأحمر كان دور حاملات الطائرات والقطع البحرية المصاحبة لها دفاعياً بحتاً، وهذا أفقدها أكثرية قوتها التي صنعت لأجلها.
ثانيا: الجانب الهجومي لحاملات الطائرات، والمتمثل في إقلاع بعض الطيران الجوي منها، تم استنزافه بهياكل أهداف وهمية، معظم بيانات الجيش الأمريكي دمرنا كذا، وضربنا كذا في اليمن... كانت أهدافاً وهمية بالأساس، فاليمنيون لا يضعون سلاحهم فوق الأرض ليكون عرضة للنظر العادي من أقل جاسوس أو قمر صناعي أو كاميرات مسيّرة.
وأعلم أن مدن الأنفاق التي صممت في ‎غزة قبل 15 عاماً، صمم مثلها في لبنان واليمن، وحاليا سورية والعراق، باعتبار هذه الدول عناصر مواجهة.
أي أن المخزون الصاروخي والاستراتيجي لليمنيين غير مرئي وغير معروف للولايات المتحدة، وقلت سابقا إن قدرة اختراق المخابرات الغربية لليمن أقل بكثير من نظيرتها في الدول الأخرى، لعوامل كثيرة، أبرزها غموض اليمن شعبا وثقافة عن المعرفة والصحافة الدولية منذ عقود، والطبيعة القبلية العشائرية التي أوجدت مساحة كبيرة للأمن والتماسك الاجتماعي، وفرص أكبر للمناورة، هذا جعل من اليمن حصناً مغلقاً ضد مخابرات الدول المعادية، خصوصا في الشمال.
ثالثا: أي معركة يلزمها قاعدة قوية صلبة لضمان أمن العناصر والآليات والقطع قبل كل شيء، وفي عملية حارس الحمار، القاعدة كانت في البحر، وهي قاعدة ضعيفة جدا بها معدل خطورة عالٍ، ورصد واستهداف سهل، والحل الوحيد للجيش الأمريكي للقضاء على الحوثي، أو وقف استهداف السفن «الإسرائيلية» هو غزو اليمن، أسوة بما حدث للعراق وأفغانستان، وهذا مستبعد تماما من العقيدة الوطنية والعسكرية الأمريكية التي تنظر حاليا لهذه التجارب بنوع من الأسى والشعور بالفشل، وليسوا على استعداد لتكرار التجربة.
رابعا: كل الأسطول الغربي في البحر الأحمر وباب المندب، هو يحارب في منطقة جغرافية غريبة عنه، والحاضنة الشعبية من كل الجهات لا تتعاطف معه، فلو أحصيت الدول من الشرق اليمن والسعودية والأردن، ومن الغرب الصومال وجيبوتي وإريتريا ومصر والسودان، كل هذه الدول إما معادية لـ»إسرائيل» والولايات المتحدة، وإما ترفض الوجود الأمريكي العسكري في المنطقة تحت أي مبرر، وإما ترفض إدانة عمليات اليمنيين، باعتبارها مشروعة ضد مجرم حرب يمارس إبادة جماعية ضد شعب شقيق.
شرط أساسي لانتصار الجيوش: إما قوة ساحقة وحاسمة، وإما حاضنة شعبية تساعده على البقاء والحماية. وفي حالة عملية حارس الحمار، لم يتحصلوا على أيٍّ من الأمرين، فلا هم يملكون القوة الساحقة لإخضاع اليمنيين، ولا يملكون حواضن شعبية في هذا المكان الذي يشعر جميعه بالغضب مما يحدث في فلسطين.
خامسا: عدو الولايات المتحدة هذه المرة ليس ضعيفا، إنه يمتلك أهم سلاحين معاصرين لم يملكهما العراق وأفغانستان من قبل، وهما التكنولوجيا، والحرب عن بُعد، وكلا السلاحين يعني قدرة يمنية عالية على المناورة، واستهداف السفن الحربية للتحالف والتجارية لـ»إسرائيل». قوة البحر عند اليمن لم تتوفر عند جيش صدام أو الأفغان من قبل.
والمعركة بالأساس في البحر، يبقى بالمنطق، حضرتك بتحارب الوَحش في بيته، ومن الذكاء حين مقارعة الأقوياء أن تأخذهم لأرضك أو لمكان محايد، فالقويّ مهما بلغ من القوة والبطش فإنه يضعف عندما يحارب في مكان يرفضه، أو منطقة جغرافية غريبة، وهذا يحصل مع الولايات المتحدة، حيث إن قوتها الرئيسية في حدودها الجغرافية المعزولة، إنها مكان آمن للغاية ضد الاستهداف، لكنها تصبح ضعيفة إذا اعتقدت بأن هذه القوة الدفاعية يمكنها أن تتحول لهجومية بالدرجة نفسها.
 سامــــــح عسكــــر
كاتب مصري


 أردوغان - يوك
نقل موقع «ميدل إيست آي» البريطاني بيانات مجموعة من الشركات ‎التركية التي تواصل التصدير إلى «إسرائيل» عبر الجمارك الفلسطينية، بعد أن أوقفت ‎أنقرة التجارة المباشرة مع «إسرائيل» في أيار/ مايو الماضي.
وسجلت جمعية المصدرين ‎الأتراك زيادة هائلة في الصادرات إلى فلسطين بنسبة 423 بالمئة في الأشهر الثمانية الأولى من العام 2024، حيث قفزت من 77 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي إلى 403 ملايين دولار هذا العام.
وذكر التقرير، أن آب/ أغسطس كان جديراً بالملاحظة بشكل خاص، حيث ارتفعت فيه الصادرات ‎التركية إلى فلسطين بنسبة 1156%، من 10 ملايين دولار في العام الماضي إلى 127 مليون دولار.

نسف قرون الهيمنة الاستعمارية
نشرت مجلة «ناشيونال ريفيو» الأمريكية تقريراً تحت عنوان «سياسة الردع التي ينتهجها بايدن في البحر الأحمر فشلت»، تحدّثت فيه بإسهاب عن تداعيات إحراق السفينة اليونانية، وتأثيرات ذلك على هيمنة أمريكا على الملاحة البحرية، معتبرة أن ما يشهده مضيق باب المندب يشكّل كارثة أكبر بكثير من مجرد إحراق ناقلة النفط، لأنه مؤشر إلى أن زمن التفوق الأمريكي والهيمنة على خطوط الإمداد البحري ينتهي، علماً بأن ذلك التفوق هو ما ضَمِنَ للولايات المتحدة الرخاء لمدة 200 عام.
وفي لقاء لوزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، مع رئيس الكيان الصهيوني، إسحاق هيرتسوغ، قال الأخير بأنهم يواجهون في البحر الأحمر حرباً تنسف قروناً من الهيمنة الغربية على البحار.
يقول الصحفي السويدي مالكوم كييوني: «الاعتراف بعجزنا في البحر الأحمر هو الاعتراف بأن عصر الهيمنة الغربية قد انتهى بالفعل، وفي ظل قلة الخيارات سنستمر في السماح للحوثيين بتفجير سفننا ثم نتظاهر بأن الأمر لا يهم».
قرأت قبل سنوات بأن آخر حاكمٍ يمني حكم البحر الأحمر كان السلطان عامر بن عبدالوهاب في القرن الخامس عشر الميلادي، لتعود السيطرة مجدداً للإنجلوسكسون طوال خمسة قرون يعصف بها اليوم أنصار الله.

تصحيح تاريخي
في العام 1974، وسوق النفط ما تزال مُلتهبة بفعل الحظر الجزئي السعودي، قال ميشال جوبير، وزير الخارجية الفرنسي، لنظيره الأمريكي هنري كيسنجر: «هل تظنون أننا لا ندرك أنكم أنتم من يقف وراء ارتفاع أسعار النفط وكذا وراء استمرار الحظر السعودي له (...) وأن الفائض من أمواله سيذهب إلى جيوبكم أنتم فحسب؟!»، فرد عليه كيسنجر: «لا يهمني ما تعرفون وما لا تعرفون، المهم أن تدركوا أن مشروع مارشال انتهى، ساعدناكم عبر الحصول على طاقة رخيصة في نمو اقتصاداتكم، والآن أصبحتم المنافس الأكبر لنا».
الكاتب العربي محمد حسنين هيكل من كتابه «زيارة جديدة للتاريخ»


عالم يبكي 6 «إسرائيليين» ولا يأبه لـ 40 ألف فلسطيني قتلوا: من يعرف «ميدو»؟!
«إسرائيل» تقيم الحِداد على المخطوفين الستة القتلى، وأقام العالم الحِداد على موتهم. أسماؤهم وصورهم وقصص حياتهم وأبناء عائلاتهم تصدرت النشرات الإخبارية في البلاد والعالم. هيرش غولدبرغ بولن، وعيدان يروشالمي، أصبحا مشهورين رغم عدم إرادتهما، في الأسر وفي الموت. العالم بكاهم، كيف لا؟! ستة شباب جميلون، مروا بجهنم في الأسر، ولاحقاً أعدموا بوحشية.
لكن مخطوفينا الستة ليسوا سوى جزء صغير في نهاية القصة، جزء صغير من ضحايا الحرب. جعلهم قصة عالمية أمر مفهوم، ولكن المفهوم بشكل أقل هو التناقض غير المعقول بين التغطية الواسعة لحياتهم وموتهم، وبين التجاهل المطلق للمصير المشابه لشباب من أبناء جيلهم، أبرياء مثلهم، ساذجين وجميلين مثلهم، ضحايا للعبثية مثلهم، في الطرف الفلسطيني. العالم في الواقع في حالة صدمة من مصير غزة؛ لكنه لم يشارك ذات يوم في تقدير الشهداء الفلسطينيين. الرئيس الأمريكي لا يتصل بعائلات الشهداء الفلسطينيين، حتى لو كان لديهم الجنسية الأمريكية، كما اتصل مع عائلة غولدبرغ. الولايات المتحدة لم تدعُ ذات يوم إلى إطلاق سراح آلاف المخطوفين الفلسطينيين المعتقلين بدون محاكمة في «إسرائيل». فتاة «إسرائيلية» قتيلة من حفلة «نوفا» تثير التماهي والشفقة في العالم أكثر من فتاة نازحة من جباليا. الفتاة «الإسرائيلية» تشبه «العالم» أكثر!
لقد قيل كل شيء عن التجاهل وإخفاء ألم الفلسطينيين في الخطاب «الإسرائيلي». وحتى الآن لم يُقَل ما يكفي. لم يولد بعد الشهيد الفلسطيني في قطاع غزة الذي له وجه واسم وقصة حياة، أصيبت «إسرائيل» بالصدمة بسبب قتله. حتى الـ17 ألف طفل وفتى القتلى في القطاع كانت لهم أحلام وأمنيات، وهم أبناء عائلات وتم تدمير عالمهم. الأغلبية عندنا لا تهمها أمرهم، والأقلية مسرورة لموتهم. في العالم يعتبرونهم ضحية مخيفة؛ لكن هناك بشكل عام لا، ليس لهم وجوه وأسماء.
قلوب «الإسرائيليين» هي مع الضحايا «الإسرائيليين». لا شيء مفهوماً وإنسانياً أكثر من ذلك. ولكن الحِداد والحزن الوطني بهذا الحجم على المخطوفين الستة، والتجاهل بالكامل لعشرات آلاف الضحايا الفلسطينيين، هو مرض وغير أخلاقي. نزع الإنسانية بدون أي إشارة إنسانية للضحايا أو حتى للأطفال القتلى الذين تم بتر أيديهم وأرجلهم، والأيتام والنازحين المصابين بالصدمة والجائعين والمرضى.
عشرات آلاف الأطفال كهؤلاء هم الآن على بعد مسافة ساعة من «تل أبيب»، وقلوبنا منغلقة تجاههم. ترسل المساعدات الإنسانية إلى الفلبين. وكلما أكثرت «إسرائيل» بكاءها على المخطوفين والقتلى، تظهر الفجوة غير المفهومة بين الحِداد الوطني واللامبالاة المطلقة بالضحايا الفلسطينيين على نحو أكثر.
يصعب تخيل ما يشعر به سكان غزة إزاء العالم الذي اهتز بسبب المخطوفين الستة «الإسرائيليين» القتلى، في حين أن العالم يفقد اهتمامه بالـ40 ألف فلسطيني قتيل. وعندما يتحدثون عن المخطوفين، فلا يتحدثون إلا عن الرهائن «الإسرائيليين»؛ وماذا بشأن مئات آلاف المخطوفين الفلسطينيين من القطاع والضفة، والمعتقلين الإداريين، و»المقاتلين غير القانونيين» والعمال الأبرياء الذين علقوا، الذين لا يتحدث أحد عنهم وحتى لا يذكر عددهم؟! بعضهم على الأقل في ظروف جهنم. إن لهم عائلات تخاف عليهم، وليس لديها أي فكرة عن مصيرهم منذ عشرة أشهر، و»إسرائيل» لا تسمح للصليب الأحمر بزيارتهم. في هذا الأسبوع أصابتنا شيرين فلاح صعب بالدهشة عندما تحدثت في «هآرتس» في 2/ 9 عن أحد الشهداء الفلسطينيين في غزة، محمد حليمي، «ميدو»، ناشط على «تك توك» ابن 19 سنة، الذي قتل عندما ذهب لشحن هاتفه المحمول. كان المقال بصيص ضوء في الظلام. قتيل فلسطيني في غزة له وجه واسم بفضل «تك توك» وشيرين فلاح صعب!
الحناجر تختنق من قصة ميدو، ليس أقل من الفيلم الأخير عن عيدان يروشالمي. هل مسموح أصلاً قول ذلك في «إسرائيل» 2024؟!
جدعون ليفي صحيفة «هآرتس» العبرية

... واسمعي يا جارة
أمر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون بإعدام ما يصل إلى 30 مسؤولاً، بسبب فشلهم المزعوم في منع الفيضانات الهائلة والانهيارات الأرضية في الصيف، والتي أسفر عنها مقتل حوالى 4000 شخص، وفقاً لوكالة الأنباء الكورية.
وقال مسؤول في نظام كيم إن ما بين 20 و30 من القادة في كوريا الشمالية اتُّهموا بالفساد والتقصير في أداء الواجب، وحكمت عليهم الدولة بعقوبة الإعدام.
وكانت وكالة الأنباء المركزية لكوريا الشمالية قد ذكرت في وقت سابق أن كيم أمر السلطات «بمعاقبة المسؤولين بشدة» بعد الفيضانات الكارثية التي ضربت مقاطعة تشاجانج في تموز/ يوليو، والتي أودت بحياة حوالى 4000 شخص وشردت أكثر من 15 ألف شخص.