تقرير/ عادل بشر / لا ميديا -
أكدت وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية أنه بالرغم من نشر الولايات المتحدة لحاملتي طائرات في المنطقة، إلا أنه لا توجد أي مؤشرات على نية القوات المسلحة اليمنية في إيقاف عملياتها البحرية المساندة للشعب الفلسطيني ودفاعاً عن السيادة اليمنية.
وأوضحت الوكالة أن ما وصفتها بالحملة الحوثية أدت إلى انخفاض في نشاط الشحن عبر البحر الأحمر بنسبة 90 بالمائة.
كشف ذلك تقرير نشره موقع «ذا إنترسبت» الأمريكي، أمس الأول، بعنوان «الولايات المتحدة تخوض حربا في اليمن منذ 20 عاما.. والحوثيون لايزالون قادرين على خنق البحر الأحمر».
وأفاد التقرير بأن واشنطن لم تستطع منع صنعاء من تنفيذ عمليات مؤثرة في البحر الأحمر وممارسة نفوذ عالمي متزايد، بالرغم من الحرب التي تخوضها في اليمن منذ 20 عاماً.
وجاء في التقرير: «منذ أكثر من عقدين من الزمان، كانت الولايات المتحدة في حالة حرب في اليمن. وخلال هذه السنوات، تحدث القادة الأميركيون بلا نهاية عن تعزيز السلام والاستقرار والازدهار في تلك الدولة الشرق أوسطية. وفي وقت سابق من هذا العام، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي أ. ليندركينج: «في نهاية المطاف، يخدم السلام في اليمن مصالح جميع اليمنيين، تمامًا كما يخدم مصالح شركائنا الإقليميين. والولايات المتحدة مستعدة لتقديم الدعم».
وأضاف: «وعلى الرغم من هذه الخطابات، فقد عانى الشعب اليمني بشدة».. مشيراً إلى أن الهدف الرئيس للعمل العسكري الأمريكي هو القضاء على حركة أنصار الله، ولكن هذا الهدف لم يتحقق، وبخلاف ذلك فإن «الحوثيين يمارسون نفوذا أكبر على الساحة العالمية  أكثر من أي وقت مضى».
وأوضح تقرير موقع «ذا إنترسبت» الأمريكي، أن أكثر من 940 ألف شخص لقوا حتفهم في مجموعة الصراعات التي خاضتها أمريكا في عدة دول بينها اليمن، بعد 11 أيلول/ سبتمبر 2001م، بسبب العنف المباشر، ولقي ما يقرب من 4 ملايين شخص حتفهم بشكل غير مباشر لأسباب مثل انعدام الأمن الغذائي والبنية الأساسية المدمرة، ونزح ما يصل إلى 60 مليون شخص، وفقًا لمشروع تكاليف الحرب بجامعة براون.
وأشار إلى أنه «منذ عام 2002، نفذت الولايات المتحدة ما يقرب من 400 هجوم في اليمن، تتراوح بين غارات الكوماندوز والاغتيالات بطائرات بدون طيار إلى هجمات صواريخ كروز والغارات الجوية التقليدية. أدت الضربات الجوية الأمريكية بطائرات بدون طيار هناك مرارًا وتكرارًا إلى مقتل وإصابة المدنيين. كما قُتل يمنيون آخرون، بمن في ذلك النساء والأطفال، على يد قوات البحرية الأمريكية في غارة برية في عام 2017. وفي الأسبوع الماضي، ضرب الجيش الأمريكي أهدافًا هناك مرارًا وتكرارًا».
ولفت إلى أن الولايات المتحدة استخدمت، لسنوات، قوة بالوكالة منخفضة المستوى لإجراء مهام سرية لمكافحة ما وصفه التقرير بـ«الإرهاب» في اليمن. كما قدمت أمريكا الأسلحة والتدريب القتالي والدعم اللوجستي والاستخباراتي للمملكة العربية السعودية في الحرب التي شنتها على اليمن مطلع العام 2015م، واستمر ذلك الدعم حتى العام 2021م، بينما دخلت السعودية وتحالف العدوان على اليمن في هدنة مفتوحة مع صنعاء منذ شهر نيسان/ أبريل 2022م.
وأضاف التقرير: «كشف تحقيق أجراه موقع ذا إنترسبت، مؤخرا أن المملكة العربية السعودية خدعت وزارة الدفاع الأمريكية مرارا وتكرارا بشأن مشروع قانون لدعم الحرب السعودية التي قتلت مئات الآلاف من اليمنيين وأشعلت شرارة كارثة إنسانية. وعلى الرغم من الديون المتبقية لدى الجانب السعودي والبالغة 15 مليون دولار، من إجمالي فاتورة بقيمة 300 مليون دولار لمهام التزود بالوقود جواً أثناء حرب المملكة على اليمن، فقد رفعت إدارة بايدن مؤخراً حظرها على بيع الأسلحة الهجومية إلى السعودية، وسمحت بشحنة أولية من الذخائر جو-أرض إلى المملكة. ولم ينطبق القيد على مبيعات ما تسمى الأسلحة الدفاعية والخدمات العسكرية. وبلغت قيمة هذه المبيعات ما يقرب من  10 مليارات دولار  على مدى السنوات الأربع الماضية».
وقال سيث بايندر من مركز الديمقراطية في الشرق الأوسط ومقره واشنطن: «لقد دعمت الولايات المتحدة على مدى عقود من الزمان الحكام المستبدين في المنطقة وتعاونت معهم، بحجة أن هذه العلاقات الأمنية والمساعدة من شأنها أن تؤدي إلى الأمن والاستقرار الإقليميين. ولكن بدلاً من ذلك، وكما رأينا في اليمن، فقد جلبت في كثير من الأحيان الصراع والمعاناة الهائلة».
وأكد بايندر، قائلاً: «لا يمكن إنكار أن سياسات الولايات المتحدة كان لها تأثير كبير ومزعزع للاستقرار في اليمن».