تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
لايزال الفشل الأمريكي في ردع القوات المسلحة اليمنية، والتصدي لهجماتها البحرية المساندة للشعب الفلسطيني، هو محور اهتمام الصحافة الأمريكية، ففي الوقت الذي تؤكد فيه وسائل الإعلام في الولايات المتحدة، امتلاك من تصفهم بـ"أعداء أمريكا" صواريخ باليستية مضادة للسفن، أكثر مما تستطيع السفن الحربية الأمريكية إيقافه، أرجعت ذات الوسائل السبب في عدم تحقيق بحرية واشنطن لأي انتصار بحري خلال الفترة السابقة، إلى "نفاد السراويل من القوات البحرية الأمريكية".
مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، نشرت، أمس الأول، مقالين تحليليين للمستشار السابق في البنتاغون، ومحلل الأمن القومي في المجلة براندون جيه ويتشرت، الأول بعنوان "أعداء أمريكا لديهم صواريخ أكثر مما تستطيع السفن الحربية الأمريكية إيقافه"، والثاني بعنوان "البحرية الأمريكية نفدت منها السراويل".
وذكرت المجلة في التحليل الأول، أن البحرية الأمريكية تواجه تهديداً متزايداً من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن.. مشيرة إلى أن "هذه الصواريخ إلى جانب تكتيكات الهجوم الجماعي، قد تطغى على الدفاعات البحرية الأميركية".
ووصفت المجلة القوات البحرية الأمريكية بأنها "منهكة بسبب الانتشار الذي يركز في المقام الأول على الشرق الأوسط".. مضيفة: "لذا لا ينبغي لأحد أن يفاجأ عندما يدرك الأميركيون على ما يبدو كيف يمكن لترسانات الصواريخ الباليستية المضادة للسفن التي يملكها أعداء متعددون أن تلغي أي مزايا واضحة يتمتع بها الأسطول السطحي للبحرية الأميركية على هؤلاء المنافسين".
ووضع معد التحليل مقارنة بين فاعلية القبة الحديدية "الإسرائيلية" في التصدي للهجمات الصاروخية التي شهدها كيان الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، وبين الهجمات الصاروخية وبالطائرات المسيرة اليمنية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي.
وتوصل إلى نتيجة مفادها أن "نظام القبة الحديدية وبالرغم من قدرته على تغيير قواعد اللعبة، فإنه ليس مثالياً، حيث تغلبت عليه أعداد كبيرة من الصواريخ، وكذلك الوضع في البحر الأحمر، حيث تتوخى البحرية الأمريكية الحذر بسبب قدرات الصواريخ اليمنية، التي تعتبر بمثابة تحذير من التهديد الأكثر خطورة على الولايات المتحدة، الذي تشكله الصين".
وأضاف التحليل: "بين حزب الله وحماس والحوثيين والحرس الثوري الإسلامي، قد يكون لدى طهران ما يكفي من الصواريخ الموجهة ضد القبة الحديدية الإسرائيلية لإغراقها ببساطة. ووفقًا لبعض التقارير، فإن الذخيرة المستخدمة من قبل إسرائيل آخذة في النفاد".. مؤكداً أن الأمر ذاته "ينطبق على الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، فالسفينة الحربية الأميركية العاملة ضمن مدى هذه الصواريخ تصبح عاجزة عن الدفاع عن نفسها بشكل كاف ضد وابل من هذه الصواريخ".
وأوضحت المجلة الأمريكية أنه "قد يكون من المستغرب أن يشعر المرء بالارتباك بشأن سبب ابتعاد البحرية الأميركية القوية عن البحر الأحمر"، لكنها أزالت هذا الاستغراب بالقول إن "الحوثيين يقدمون مثالاً للصين، من خلال استهدافهم للبحرية الأمريكية بالصواريخ الصينية".. مضيفة: "هذا هو المفتاح لفهم ليس فقط سبب منح البحرية مساحة واسعة للبحر الأحمر، ولكن أيضًا لماذا كان هناك الكثير من الذعر بشأن قدرات A2/AD الأكثر تقدمًا لدى الصين".
وتساءلت المجلة: "إذا كان الحوثيون قادرين على تهديد السفن الحربية السطحية التابعة للبحرية الأمريكية، بما في ذلك حاملات الطائرات، فإلى أي مدى يكون التهديد الصيني المضاد للسفن أسوأ؟".
وخلصت إلى أن القوات اليمنية قد أثبتت قدرة ملحوظة على استهداف السفن الحربية الأمريكية في المنطقة، مما يجبر بحرية واشنطن على إعادة تقييم استراتيجياتها.

نفاد سراويل البحرية
في التحليل الذي بعنوان "البحرية الأمريكية نفدت منها السراويل"، قالت مجلة "ناشيونال إنترست" إن البحرية الأمريكية "تواجه موقفاً غير عادي ومقلقا، يتمثل في نقص السراويل المخصصة للزي العسكري العامل، ولا يتوقع وصول أي مخزون جديد قبل أكتوبر/تشرين الأول".. مشيرة إلى أن هذا النقص، الذي يُعزى إلى مشاكل البائعين التي تديرها وكالة اللوجستيات الدفاعية، يُلقي الضوء على مخاوف أوسع نطاقاً بشأن حالة اللوجستيات العسكرية الأميركية.
وأضافت: "قد يكون الافتقار إلى السراويل الموحدة مشكلة صغيرة، ولكنها تشير إلى مشاكل أعمق يمكن أن تؤثر على فاعلية الجيش الأميركي في مجالات أكثر أهمية".
وطبقاً للمجلة فقد "أكد مسؤولون في الخدمة العسكرية الأمريكية أن السراويل الخاصة بزي العمل البحري، أو الزي المفضل لمعظم البحارة، نفدت من مخزون وكالة اللوجستيات التي تدير عمليات شراء وتوزيع أشياء مثل الزي العسكري للبحرية، والمفاجأة أنه لن تتوفر سراويل جديدة حتى وقت ما في شهر تشرين الأول/ أكتوبر القادم".
وقالت المجلة: "تزعم الولايات المتحدة أنها القوة العظمى الوحيدة المتبقية في العالم، والتي تمتلك جيشاً قادراً على الهيمنة على أي منطقة من العالم. ومع ذلك، يبدو أنها غير قادرة على توفير الملابس القتالية المناسبة لأفرادها. وعادة ما يكون هذا نتيجة ثانوية للخسائر في حرب كبرى".
وفي فقرة بعنوان "لا بنطلون، لا نصر" أفادت "ناشيونال إنترست" بأن "النقص في السراويل الموحدة، قد يكون أكثر من مجرد خطأ ارتكبته وكالة الشؤون القانونية بوزارة الدفاع، بل قد يكون ذلك مؤشراً على مشاكل أكبر كثيراً تعاني منها البلاد".
وتساءلت المجلة: "ماذا يحدث عندما لا تتوفر ذخيرة كافية لأنظمة الدفاع الجوي على متن السفن؟ أو عندما لا تتوفر طوربيدات كافية للأسطول؟ لأن هذا هو بالضبط ما نتجه إليه الآن. وكل هذا يحدث في الوقت الذي نحتاج فيه إلى سلاسل إمداد موثوقة ومستقرة أكثر من أي وقت مضى".
وخلصت إلى القول: "ربما يكون عدم ارتداء السراويل مؤشرا على عدم تحقيق البحرية لأي انتصار".